فيروس كورونا و التعليم

تدريب المعلمين أثناء الخدمة في ظل جائحة كورونا

ملخص الدراسة Study summary

إن الواقع الذي نعيش فيه يجعلنا بحاجة ماسة إلى تدريب المعلمين أثناء الخدمة، وفي ظل جائحة كورونا كان هناك تحدٍ كبير لاستمرار التدريب، حيث تحولت أعمال التدريس إلى التدريس عن بعد، فكان لزاما مواكبة هذا الحدث باستمرار وتدريب المعلمين أثناء الخدمة باستخدام الوسائل التقنية من أجل بناء القدرات والمهارات المهنية للمعلمين، وتمكينهم من الأدوات التي تجعلهم قادرين على توظيف التكنولوجيا في تصميم وإعداد وتنفيذ الدروس الإلكترونية باحترافية عالية. وتم التطرق إلى الاتجاهات المعاصرة حول برامج تدريب المعلمين أثناء الخدمة. وتم التطرق إلى عوامل نجاح التدريب أثناء الخدمة وأنواع التدريب وأساليبه.

وتناول الباحث مفهوم التدريب أثناء الخدمة وأهميتها وأهدافه، وأساليب التدريب، خصوصا في ظل جائحة كورونا حيث اتجهت إلى استخدام التقنية، فيما يطلق عليه التدريب الإلكتروني الذي له أساليبه المتعارف عليها، كما عرجنا على جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال، والدور الذي لعبته وزارة التعليم لضمان استمرارية تدريب المعلمين أثناء خدمتهم، و قد خلص الباحث إلى مجموعة من التوصيات من شأنها أن تسهم بزيادة فاعلية التدريب الإلكتروني أثناء الخدمة كبديل مضمون لاستمرا التدريب أثناء الخدمة في ظل أزمة كورونا.

The reality in which we live makes us urgently need to train teachers during service, and in light of the Corona pandemic, there was a great challenge to continue training as the work of teaching shifted remotely, so it was necessary to keep pace with this event by continuously training teachers during service using technical means in order to build professional capabilities and skills For teachers, and empowering them with the tools that make them able to employ technology in designing, preparing and implementing electronic lessons with high professionalism. Contemporary trends in in-service teacher training programs were addressed. The success factors of in-service training, types and methods of training were covered.

The researcher dealt with the concept of in-service training, its blindness and its objectives, and the methods of training, especially in light of the Corona pandemic, as it tended to use technology in what is called electronic training and it has its customary methods. During their service, the researcher concluded a set of recommendations that would contribute to increasing the effectiveness of in-service electronic training as a guaranteed alternative to continuing in-service training in light of the Corona crisis..

الكلمات المفتاحية : التدريب -الالكتروني – المعلمين – كورونا

Key words: electronic-training – teachers – corona

المقدمة :

قال تعالى: ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ٌ )  ‏[‏المجادلة‏:‏ 11‏]‏

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على معلم البشرية، النبي الأمي المصطفى، وآله وصحبه ومن بأثرهم اقتفى إلى يوم يبعثون.

فقد كان المعلم ولا يزال هو الركيزة الرئيسة في تعليم الأجيال  وهو العنصر الأساس في العملية التعليمية والتربوية، وهو الركيزة والبنية الأولى في بناء أفراد المجتمع، ولا يتأتى تقدم الأمة إلا بالاهتمام بالمعلم من حيث إعداده وتدريبه في كافة المجتمعات الإنسانية بدون استثناء .

ويعد التدريب في عالم المجتمعات أداة التنمية ووسيلتها التي إذا أُحسن استثمارها وتوظيفها تمكنت من تحقيق الكفاءة والكفاية في الأداء والإنتاج، وقد أظهرت نتائج العديد من الأبحاث أن للتدريب أهمية كبيرة في مجال إعداد الأطر (الكوادر) البشرية العاملة وتأهيلهم، فالمنشأة التي تريد أن تتميز عن مثيلاتها عليها أن توفر الأطر الماهرة، وهذا لا يمكن أن يتحقق لها إلا من خلال عمليات التدريب.

وإذا كان العاملون في مجال الحياة العامة يحتاجون إلى التدريب والتأهيل والتدريب من أجل الحصول على أفضل النتائج مع أنهم يتعاملون مع أمور مادية جامدة، فكيف بمن يتعامل مع النفوس البشرية، ويقوم على إعدادها  وتربيتها لتحمل المسئولية في المستقبل القريب؟

“من هنا نجد كثيراً من الأسئلة تطرح على المسؤولين في مجال التعليم وتطلب منهم إجابات واضحة وصريحة، منها : لماذا التدريب أثناء الخدمة؟ وهل نحن بحاجة إليه؟ وهل هو عملية ضرورية؟ وقد يتساءل البعض: هل نستطيع العمل بدونه؟  ” (   الطعاني ، ص ،14،  2002م)

إن الواقع الذي نعيش فيه يجعلنا بحاجة ماسة إلى التدريب أثناء الخدمة، فكثير من المدرسين يتوجهون لمهنة التدريس دون أن يكونوا قد تلقوا أي تدريب أو تأهيل لهذه المهنة الشاقة، فيواجهون مواقف في غاية التعقيد لاسيما وأن المدرس يتعامل مع مواقف متغيرة كالرمال المتحركة التي ليس لها ضابط، فإن لم يجد هؤلاء من يقف إلى جانبهم، ويعاونهم ويساعدهم فإنهم سيولون الأدبار لهذه المهنة، أو يجتهدون اجتهادا خاطئا سيكون له ضررا بالغاً على العملية التعليمية والمتعلمين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم وقعوا تحت إدارة مدرس غير كفء وغير مدرب على كيفية التعامل معهم.

لذا كان التدريب أثناء الخدمة أحد أهم عوامل نجاح مهنة المعلم… وضرورة ملحة لنجاح العملية التعليمية برمتها. وقد أشار (المشيقح 1422هـ ،ص15) و(أحمد،1999/2000م ، ص 201-202) و(البزار،1409هـ، ص180) إلى نتائج بعض الدراسات التي أكدت على أن 60% من نجاح العملية التربوية يقع على عاتق المعلم، بينما يتوقف 40% الباقية من النجاح على الإدارة، والكتب، وظروف التلميذ العائلية، وإمكانات المؤسسة التعليمية.

وقد أولت المملكة العربية السعودية قطاع  التعليم اهتماما بالغا وخصصت له الميزانيات الضخمة، وحثت المسئولين عنه بالاهتمام بتدريب المعلمين للرقي بمستوياتهم إلى أفضل ما يمكن، لضمان الحصول على نوعية متميزة من المتعلمين، وقد كان ذلك متحققا بشكل رائع نسبيا  أثناء جائحة كورونا حيث أتاحت الكثير من المؤسسات وعلى رأسها وزارة التعليم لمنسوبيها التدريب في ظل وجود الجائحة والبعد عن مقرات العمل .

وهو ما سيتم تناوله بشيء من التفصيل ببحثنا هذا… سائلا المولى عز وجل أن ينفعنا بما علمنا…
تجدون أسفله الدراسة كاملة :

البحث في Google:





عن سليمان بن خلف رحيم الشمري

وزارة التعليم، إدارة التعليم بمحافظة حفر الباطن، المملكة العربية السعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *