كورونا تغير الحياة

الاحتراق النفسي للطلاب في ظل جائحة الكورونا

يواجه العالم مخاطراً بين الحين والآخر، ودائماً ما يكون المخرج منها بالعلم والتكنولوجيا، فالأمم المتقدمة تسعى لمواجهة المخاطر من خلال سُبل ودراسات علمية، إلا أن الأمر هذه المرة كان أخطر وأسرع مما يتصور البعض؛ إنه فيروس كورونا المستجد الذي أحدث حالة من الهلع والفزع بين جموع سكان الأرض، والذين انتابتهم الأزمات النفسية قبل معرفة ماذا تعني كورونا؟، وأين ظهرت؟، وما هو سبب ظهورها؟، وهل هناك علاج لمواجهة هذه الفيروسات؟، تساؤلات بدرت إلى أذهان الجميع بمجرد معرفة الأمر.

وفرض على أكثر من مليار شخص حول العالم الحجر الصحي في منازلهم بسبب تسارع وباء يسمى كوفيد-19؛ فسبب هذا الوباء حالة من القلق والخوف الشديد بين البشر، ونتجت آثار سلبية وخاصة على الصغار قبل الكبار، مثل الاضطراب النفسي والعزلة مما جعل البعض يطلق عليه وباء الوحدة.

وفي ظل هذه الظروف تعرض أولياء الأمور إلى ضغوط سلبية مع أبنائهم في مراحل تعلمهم الدراسية في ظل الوضع الحالي؛ مما وصفه البعض من أولياء الأمور  بالجيل الضائع، ومن هنا تكمن أهمية الحديث عن هذا الموضوع، ومحاولة إيجاد حلول ونصائح  للطلاب وأولياء الأمور تساعدهم في التغلب على هذا الاضطراب المزاجي وتعطيهم دافعية نحو الشعور بالأمان النفسي في ظل هذا الوضع المضطرب.

الاحتراق النفسي الكوروني

هي حالة من عدم التوازن والتكامل للشخص نتيجة اضطراب مزاجى ناتج عن العزلة بسبب فيروس كورونا المستجد أدى إلى عدم شعور الأفراد بالأمان، فيظهر عليه حالة من التوتر والأوهام غير الواقعية حتى يصل الشخص إلى حالة مأساوية.

فقد أثر التباعد الاجتماعي والعزل الصحي على جميع الأفراد حول العالم، فقل التفاعل الاجتماعي، وتحول إلى أدوات إلكترونية ساهمت مع مرور الوقت في حالة من الملل والاكتئاب نتيجة الجلوس بالمنازل لفترة طويلة؛ مما أدى إلى إحداث ضرر نفسي عال سواء كان الشخص واعيا بما يحدث له أم لا.

الأثر النفسى للطلاب في الحجر المنزلي وأضراره

تمثلت هذه الأضرار في الآتي:

  • النظام الغذائي أصبح أقل صحة.
  • التوقف عن ممارسة الرياضة.
  • الخوف من اللعب بالأشياء وتلامسها.
  • الامتناع عن شراء الأطعمة أو تذوقها من المطاعم والمحلات خوفاً من انتقال العدوى.
  • فقدان الحرية والملل بروتينه الممل داخل المنزل.
  • الكسل وامتناعه عن المساعدة مع الآخرين.
  • رقمنة كافة العمليات الاجتماعية في ظل هذا الفيروس.

المشكلات التي واجهها الطلاب وأولياء الأمور في التغيرات الانقلابية للمؤسسات التعليمية، وما تأثيرها على الطلاب

حاوطت أزمة فيروس كورونا المستجد أولياء الأمور والطلاب والمعلمين بعقبات في خطة التعليم، حيث توقفت بسببها كل المؤسسات عن استقبال الطلاب، وتواجدهم في المدارس خوفاً من انتشار العدوى بين بعضم البعض، وازداد التوتر والخوف أكثر بين أولياء الأمور على مستقبل أبنائهم، وساعدت الدولة بظهور بديل آخر يغني الطالب عن تواجده في المؤسسة التعليمية وحمايته من المرض واستكمال تعليمه، والتقليل نسبياً من عامل الخوف للأسر بشأن مستقبل أبنائهم التعليمي، ويتمثل هذا البديل في طريقة التعليم عن بعد، وهو نوع من التعلم الإلكتروني الحديث الذي يدمج ما بين المعلم والطالب عن طريق الإنترنت للتواصل بين الطلاب في أماكن تواجدهم لشرح المحتوى بطريقة الكترونية.

وعلى الجانب الأخر أصبح التعلم والتعليم الإلكتروني في الوقت الحالي أمراً معدياً بشكل أكبر، ففي ظل الكوارث الطبيعية أو الأزمات العالمية دائماً ما نلجأ إلى التكنولوجيا وأدواتها؛ إما على سبيل الحل أو على سبيل المخرج من الأزمة بشكل مؤقت، ومن هنا ظهرت أهمية التكنولوجيا ووسائلها في مساعدة الإنسان على تخطي الأزمات.

وبما أن التعليم من الركائز الهامة التي تقوم عليها الأمم، فإن التعليم عن بعد سيؤدي إلى تطوير التعليم إلى الأفضل، وهذا ما دعى إلى الخوض في خبايا تجارب المعلمين والمعلمات للبحث عن أسباب نجاح هذه التجربة والوقوف على النقاط الهامة التي تحتاج إلى تحسين من وجهة نظرهم.

المشكلات التي واجهها الطلاب وأولياء الأمور في التغيرات التعليمية

تمثلت في الآتي:

  • الجهد الأكبر على أولياء الأمور لأنه يتطلب منهم التفرغ التام مع أبنائهم أثناء إعطائهم درس التعليم عن بعد.
  • التكلفة المادية تكون عالية لأن كل طالب يحتاج إلى جهاز إلكتروني واتصال بالإنترنت.
  • عائق كبير على طلاب الصفوف الدراسية الثلاثة الأولى، لأنها تحتاج تواجد أكثر للمعلم في نفس المكان ليعلم الطلاب، على سبيل المثال كتابة الحرف ومسكة القلم الواجبات الدراسية التي تحتاج إلى جهد مضاعف.

النصائح التي يجب مراعتها للتغلب على الاضطراب النفسي للطلاب

يجب الإلتزام بالآتي:

  • يجب على الآباء العمل على توفير البدائل.
  • مراقبة حالات القلق والحزن المفرط على الطالب مثل الأكل والنوم غير الصحيح.
  • يجب على أولياء الأمور تخصيص وقت مع أطفالهم للتحدث معهم والمشاركة بالحقائق المتعلقة بهذا الوباء بطريقة يستطيعون فهمها لتقليل عامل الاضطراب النفسي لديهم وتعزيز إحساسهم بالأمان.
  • مشاركة وتسلية الأولاد للتغلب على فقدان الشعور بالأمان والسلامة.
  • ابتكار أنشطة مسلية مع الأولاد للتغلب على ملل الروتين اليومي داخل المنزل مثل الرسم أو الألغاز.
  • محاولة عمل جدول للأولاد أثناء التعلم عن بعد مع المحافظة على المرونة والسعي إلى جعل الدرس ممتعاً.

وفي النهاية يجب على أولياء الأمور التعامل بمنتهى الحذر والحيطة مع أبنائهم في ظل هذه الظروف غير الواضحة المعالم، فقد أدرك الجميع أهمية دور المدرسة في حياة الأبناء، كونها تقوم بعمليات تربية وتعاملات اجتماعية هامة في حياة الأبناء، فالتربية السوية والسليمة التي تقوم بها المدرسة والمؤسسة التعليمية قد أدرك أولياء الأمور أهميتها بشكل واضح.

فتعليم الأبناء وتربيتهم مسؤولية الجميع، الأسرة والمدرسة والمجتمع وكافة الوسائل التي من شأنها أن تهيئ الجو السليم لتربية أبنائنا تربية صحية واجتماعية سليمة.

البحث في Google:





عن ريهام أبو السعود

باحثة ماجستير تكنولوجيا التعليم مصر

تعليق واحد

  1. جميل جدا ربنا يوفقك يا حبيبتى ومن نجاح لنجاح دايما يارب ❤️❤️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *