يُعد التعليم في قطاع غزة أحد أبرز ميادين الصمود الفلسطيني، بل يمكن اعتباره خط الدفاع الأول في معركة الحفاظ على الهوية الوطنية وبناء الإنسان الفلسطيني. فهو لا يُمارس في ظروف طبيعية، بل في بيئة استثنائية تُعد من بين الأصعب عالميًا، حيث يتقاطع فيها الحصار المشدد، المستمر منذ أكثر من سبعة عشر عامًا، مع ويلات الحروب المتكررة والانقسام السياسي الداخلي، لتنتج واقعًا معقدًا يثقل كاهل المنظومة التعليمية ويضعها أمام تحديات غير مسبوقة. لقد أثّر الحصار بشكل مباشر في البنية التحتية للمدارس، وفي قدرة المؤسسات التعليمية على توفير الأدوات والموارد الأساسية اللازمة لعملية تعليمية فعّالة، فضلًا عن تأثيره العميق في الجوانب النفسية والاجتماعية للطلبة والمعلمين على حد سواء. ومع ذلك، لم يكن التعليم في غزة مجرد ضحية لهذه الظروف؛ بل تحوّل إلى ساحة للإبداع والمقاومة المدنية، حيث ظهرت مبادرات محلية لتجاوز العقبات، وسجّل العديد من الطلبة والمعلمين إنجازات لافتة رغم محدودية الإمكانيات.
في هذا السياق، يصبح مفهوم “جودة التعليم” أكثر تعقيدًا وإلحاحًا. فالسؤال لم يعد فقط عن مدى توفّر المعايير الدولية للجودة، بل عن إمكانية إعادة تعريف هذه الجودة ضمن سياق استثنائي يفرض شروطًا غير تقليدية. ما مدى واقعية الحديث عن تعليم عالي الجودة في ظل الحصار؟ وكيف يمكن لمكونات العملية التعليمية من مؤسسات ومعلمين وطلبة ومجتمع أن تساهم في الحفاظ على هذا الهدف النبيل وتطويره؟ ان هذا التحدي لا يستدعي فقط البحث عن حلول آنية، بل يتطلب تفكيرًا استراتيجيًا طويل الأمد يربط بين الصمود اليومي والطموح نحو مستقبل أفضل.
أولًا: مفهوم جودة التعليم في بيئة الحصار
إن جودة التعليم في السياقات المستقرة هو قدرة النظام التعليمي على تحقيق مخرجات تعليمية عالية، وفقًا لمعايير محددة ترتكز على الكفاءة، والفعالية، والمساواة، والاستدامة. وتشمل هذه المعايير جودة المناهج و كفاءة المعلمين ووفرة الموارد وملاءمة البيئة التعليمية، إلى جانب نتائج التحصيل الأكاديمي. غير أن إسقاط هذا التعريف التقليدي على بيئة محاصَرة مثل قطاع غزة يُعد أمرًا قاصرًا وغير واقعي. إذ يفرض السياق المحلي بما فيه من حصار اقتصادي خانق وبنية تحتية متهالكة ومخاطر أمنية دائمة تحديًا جذريًا يستوجب إعادة صياغة مفهوم الجودة بما يتماشى مع الواقع الفعلي لا النظري. في غزة، تصبح جودة التعليم مفهومًا نسبيًا يتجاوز المؤشرات الكمية المعتادة مثل نسب النجاح ومعدلات الحضور، ليركز على عناصر نوعية بالغة الأهمية، تتشكل تحت ضغط الاستثناء والتحدي. ومن أبرز هذه العناصر:
- القدرة على التكيف مع الأزمات: إن التعليم في ظل الحصار لا يُقاس فقط بفعاليته في أوقات الاستقرار، بل بكفاءته في التكيّف أثناء الأزمات؛ كالعدوان والانقطاع التام للتيار الكهربائي وتعطّل شبكات الإنترنت. إن جودة التعليم هنا تعني امتلاك المدارس والكوادر التعليمية خططًا مرنة لاستمرار التعليم سواء عبر التعليم المدمج أو الوسائل التقليدية الورقية أو حتى المبادرات المجتمعية الطارئة.
- توفير بيئة آمنة نفسيًا وجسديًا: لا تكتمل جودة التعليم في غزة دون الاهتمام بالصحة النفسية للطلبة الذين يعايشون مشاهد الحرب والدمار وفقدان الأحبة. لذا، يجب أن تكون المدرسة ملاذًا آمنًا حيث توفر للطلبة الشعور بالاستقرار والدعم النفسي وتحتضنهم بعيدًا عن التهديدات التي تحيط بهم خارجيًا.
- استمرارية العملية التعليمية رغم الانقطاعات: إن الانقطاع المتكرر للكهرباء والانترنت لا يُعد عائقًا عابرًا بل هو جزء من الواقع اليومي. وبالتالي يُعد نجاح المؤسسات التعليمية في ضمان الحد الأدنى من الاستمرارية من خلال التكيّف مع هذا الواقع مؤشرًا مهمًا على الجودة.
- التحفيز على الإبداع والتفكير النقدي في بيئة فقيرة الموارد: أحد أسمى أشكال الجودة في غزة هو النجاح في تحفيز التفكير النقدي وروح الابتكار لدى الطلبة رغم الإمكانيات المحدودة. فالمعلم هنا لا يُقاس فقط بعدد الشهادات بل بقدرته على تحويل غرفة صف متواضعة إلى مساحة للبحث والنقاش والتجريب.
ثانيًا: أبرز التحديات التي تواجه جودة التعليم في غزة
تعاني منظومة التعليم في قطاع غزة من تحديات متعددة، تتجذر في الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بالقطاع وتتداخل مع بعضها لتعقّد مهمة تحقيق جودة تعليمية مستدامة. فيما يلي أبرز هذه التحديات:
- الحصار والقيود الاقتصادية: يعتبر الحصار المفروض على قطاع غزة العامل الأبرز الذي يعيق تطور التعليم، حيث يتسبب في نقص دائم ومزمن في المستلزمات التعليمية الأساسية. فعدم وصول الكتب الدراسية والقرطاسية والمعدات التعليمية الضرورية يؤدي إلى تضييق هامش العمل المدرسي ويقلل من فرص التعلم الفعّال. كما تؤثر القيود الاقتصادية على قدرة المدارس والمؤسسات التعليمية على تطوير البنية التحتية التي تعاني أساسًا من الإهمال والتلف الناتج عن العدوان والحصار المتكرر. كذلك، يحد تأخر وصول المواد المطبوعة والتقنيات الحديثة مثل الحواسيب والبرامج التعليمية من إدخال تحديثات تربوية تواكب التطور العالمي، مما يضع غزة في موقع متأخر من حيث الجودة التكنولوجية في التعليم.
- الاكتظاظ المدرسي: تعتبر مشكلة الاكتظاظ في المدارس من التحديات الجوهرية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم. فارتفاع كثافة الطلاب داخل الصفوف الدراسية يعود أساسًا إلى نقص الأبنية التعليمية التي لم تواكب النمو السكاني السريع في القطاع. وهذا يجعل البيئة التعليمية غير ملائمة، إذ يتعذر على المعلمين تقديم الاهتمام الفردي لكل طالب ويؤدي إلى تراجع مستويات التفاعل والمشاركة داخل الصف. كما أن العمل بنظام الفترتين في العديد من المدارس يُقلل من زمن التعليم الفعلي لكل طالب حيث تتقلص مدة الحصص ويتم ضغط المناهج في أوقات قصيرة ما يؤثر سلبًا على جودة الفهم والاستيعاب.
- الانقطاعات المتكررة: تمثل الانقطاعات المتكررة للكهرباء والإنترنت من أكبر العقبات أمام التعليم في غزة. إن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر يعطل استخدام الوسائل التعليمية الحديثة مثل الحواسيب والسبورات الذكي وأجهزة العرض وهذا الأمر يقلل من تفعيل أساليب التعليم التفاعلي والمبتكر. كذلك إن ضعف خدمات الإنترنت أو انقطاعها يعوق التعليم الإلكتروني الذي أصبح ضرورة ملحة في ظل جائحة كورونا وغيرها من الأزمات التي فرضت الاعتماد على التعلم عن بعد. إن هذا الواقع يعيق استمرار العملية التعليمية ويزيد من فرص التسرب والغياب.
- التأثيرات النفسية على الطلبة والمعلمين: لا يمكن فصل جودة التعليم في غزة عن الأبعاد النفسية التي تؤثر على الطلبة والمعلمين على حد سواء. فالصدمات المتكررة الناتجة عن الحروب والاعتداءات إلى جانب الضغط المستمر للحصار تترك آثارًا نفسية سلبية تؤثر على قدرة الطلبة على التركيز والتحصيل العلمي. كذلك، يعاني المعلمون من ضغوط نفسية مماثلة تؤثر على أدائهم المهني وقدرتهم على تقديم الدعم اللازم للطلبة. إن القطاع يعاني من نقص حاد في برامج الدعم النفسي المنهجي سواء داخل المدارس أو على مستوى المجتمع ما يزيد من تعقيد الوضع ويضعف من جودة العملية التعليمية بشكل عام.
ثالثًا: الإبداع كوسيلة لمواجهة التحديات
لقد برزت قدرة كبيرة على التكيف والابتكار من قبل المدارس والمعلمين والمجتمع المحلي ككل رغم كل التحديات والصعوبات التي تواجه قطاع التعليم في غزة. فقد استطاعت العديد من المؤسسات التعليمية تحويل الأزمة التي فرضتها الظروف القهرية إلى فرصة لتطوير أساليب تدريس بديلة ومبدعة تضمن استمرار العملية التعليمية، بل وتحقق مستويات من الجودة رغم محدودية الموارد. ويجدر بنا تسليط الضوء على أبرز أشكال هذا الإبداع المحلي:
- التعليم المجتمعي: يُعتبر التعليم المجتمعي نموذجًا ناجحًا يعكس تضافر الجهود بين المدرسة والأسرة والمجتمع. ففي ظل نقص الكوادر التعليمية عملت المدارس على إشراك أولياء الأمور في دعم العملية التعليمية، سواء من خلال المتابعة المنزلية أو تقديم المساعدة في تنظيم الأنشطة الصفية. كما تم استخدام المساجد والمراكز المجتمعية ورياض الأطفال كمساحات تعليم بديلة، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في الأبنية المدرسية أو تعرضت للدمار. هذا التكامل بين مؤسسات المجتمع المختلفة ساهم في تعزيز استمرارية التعليم وخلق بيئة داعمة ومتماسكة.
- الوسائل التعليمية البديلة: لجأ المعلمون والطلاب إلى استثمار ما هو متاح في مواجهة نقص الأدوات والمواد التعليمية عبر استخدام مواد معاد تدويرها لصناعة أدوات تعليمية مبتكرة، مثل النماذج التعليمية المصنوعة يدويًا من الورق والكرتون والتي تسهل فهم المفاهيم العلمية والرياضية. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الإذاعة المدرسية والأنشطة اللاصفية وسائل فعالة في إيصال المعرفة وتنمية مهارات الطلبة مما ساعد على تخفيف العبء عن الصفوف الدراسية المكتظة وأتاح فرصًا للتعلم التفاعلي والغير رسمي.
- التعليم الرقمي رغم الصعوبات: برزت مبادرات رقمية محلية تكيفت مع هذه الظروف مع تفاقم أزمة الانقطاعات المتكررة للكهرباء والإنترنت حيث استخدم المعلمون الهواتف المحمولة والبريد الصوتي وحتى الرسائل النصية لتقديم الدروس التعليمية ما سمح بمرونة أكبر في الوصول إلى الطلبة رغم ضعف البنية التحتية. كذلك ظهرت منصات تعليمية محلية لتقدم محتوى تعليميًا يتناسب مع ضعف الإنترنت ويتيح تحميل الدروس لمشاهدتها لاحقًا دون اتصال دائم بالإنترنت. هذه الحلول الرقمية جعلت التعليم يستمر في سياقات صعبة وأظهرت قدرة على الابتكار التكنولوجي محليًا.
- تطوير المعلم الذاتي: أدرك المعلمون في غزة أهمية تطوير مهاراتهم بشكل مستقل خاصة مع محدودية فرص التدريب الرسمي بسبب الحصار وظروف الانقسام. لذلك اعتمد كثيرون على مصادر التعلم المفتوحة المتاحة عبر الإنترنت مثل مقاطع الفيديو التعليمية على منصة يوتيوب والكتب الإلكترونية والدورات المجانية عبر الإنترنت. كما تم تأسيس مجموعات تشاركية عبر تطبيق واتساب والتي تتيح تبادل الخبرات وتقديم الدعم النفسي والمهني بين المعلمين مما ساهم في رفع كفاءة العملية التعليمية ومواكبة المستجدات في عالم التربية.
رابعًا: دراسات حالة ونماذج نجاح
تبرز العديد من النماذج والمبادرات التي تجسد روح الصمود والإبداع على الرغم من التحديات الجمة التي تواجه التعليم في قطاع غزة وتقدم رؤى عملية لكيفية التعامل مع الأزمات وتحويلها إلى فرص للتطوير. فيما يلي بعض أبرز دراسات الحالة التي تستحق الوقوف عندها:
- مدرسة العودة في شمال غزة: تمثل مدرسة العودة نموذجًا بارزًا في كيفية استجابة المؤسسات التعليمية للدمار المباشر الناتج عن العدوان الأخير على القطاع. فقد تم تدمير جزء كبير من مباني المدرسة ولكن ذلك لم يوقف العملية التعليمية. بدلاً من ذلك لقد تم تحويل الساحة الخلفية إلى فصول دراسية مؤقتة باستخدام الخيام. إلى جانب ذلك، تم تنظيم أنشطة دعم نفسي للطلبة مثل جلسات الارشاد الجماعي والفردي مما ساعد في إعادة دمج الطلبة نفسيًا واجتماعيًا بشكل تدريجي في المدرسة.
- مبادرة “علمني أبدع”: نفذ هذه المبادرة مجموعة من المعلمين المتطوعين الذين استجابوا للحاجة الملحة لتقديم التعليم للطلبة الذين يعانون من انقطاعات الكهرباء وضعف الإنترنت. استخدمت هذه المبادرة الراديو المحلي كوسيلة لبث دروس تعليمية مسجلة لمن لا يستطيعون الوصول إلى التعليم الإلكتروني وقد أسهمت هذه المبادرة في توسيع دائرة الوصول إلى التعليم مع التركيز على المحتوى الإبداعي الذي يشجع على التعلم الذاتي والتفكير النقدي.
خامسًا: توصيات لتعزيز جودة التعليم في غزة
في ضوء التحديات العميقة التي تواجه قطاع التعليم في غزة، والاستناد إلى نماذج النجاح المحلية والعالمية، تبرز مجموعة من التوصيات العملية التي يمكن أن تسهم في تعزيز جودة التعليم وجعله أكثر مرونة واستدامة:
- تبني نموذج جودة تعليمي محلي مرن: إن من الضروري تطوير نموذج خاص بجودة التعليم يتناسب مع الظروف الفريدة في غزة ليأخذ بعين الاعتبار القيود المادية والبيئية والسياسية التي تحيط بالقطاع. يجب أن يكون هذا النموذج مرنًا في معاييره ويركز على تحقيق إنجازات واقعية وقابلة للقياس ضمن الموارد المتاحة، مثل استمرارية التعليم وتوفير بيئة تعليمية آمنة نفسيًا وجسديًا وليس فقط النتائج الأكاديمية التقليدية. هذا النموذج يعزز من قدرة النظام التعليمي على التكيف مع الأزمات وإعادة البناء السريع بعد الصدمات.
- دعم المعلم الفلسطيني ماديًا ونفسيًا: يُعد المعلم ركيزة أساسية في تحسين جودة التعليم لذا يجب توفير الدعم الشامل له سواء عبر تحسين أوضاعه المادية أو توفير برامج الدعم النفسي لمساعدته على التعامل مع الضغوط اليومية المرتبطة بالظروف الصعبة. كما يجب تمكين المعلمين من فرص تطوير الذات المستمر عبر دورات تدريبية متخصصة وموارد تعليمية حديثة مما يرفع من كفاءتهم وقدرتهم على الابتكار في التعليم.
- تعزيز الشراكة بين المدرسة والمجتمع المحلي: يمكن تعزيز البيئة التعليمية من خلال بناء شراكات فعالة بين المدارس والمجتمع المحلي تشمل أولياء الأموروالمؤسسات المجتمعية ووالقطاع الخاص. فمشاركة المجتمع تساهم في توفير دعم مادي ومعنوي وخلق مساحات تعليمية بديلة وتنظيم برامج تعليمية مساندة. هذه الشراكة تقوي الروابط بين المدرسة والبيئة المحيطة مما ينعكس إيجابيًا على التزام الطلبة وحضورهم.
- الاستثمار في التعليم الرقمي منخفض التكلفة: يجب التركيز على تطوير منصات تعليمية رقمية تناسب واقع البنية التحتية في غزة مثل منصات يمكن استخدامها عبر الهواتف المحمولة مع إمكانية العمل في ظل انقطاعات الإنترنت والكهرباء. كما ينبغي دعم استخدام التكنولوجيا منخفضة التكلفة كالرسائل الصوتية والراديو والبرامج التي لا تحتاج إلى اتصال دائم بالإنترنت ما يضمن وصول التعليم لأكبر شريحة ممكنة من الطلبة.
- دمج الدعم النفسي كجزء أساسي من العملية التعليمية: ينبغي إدراج برامج الدعم النفسي ضمن المنهاج المدرسي كعنصر لا يتجزأ من العملية التعليمية. هذا يشمل تدريب المعلمين على التعرف على علامات التوتر والاضطرابات النفسية وإنشاء وحدات دعم نفسي داخل المدارس وتوفير جلسات إرشاد منتظمة للطلبة. إن الدعم النفسي يساهم في تحسين التركي وزيادة التحصيل العلمي وتعزيز الصحة النفسية العامة لدى الطلبة مما ينعكس إيجابيًا على جودة التعليم.
المراجع:
وزارة التربية والتعليم الفلسطينية. (2023). تقرير التعليم في غزة بعد العدوان. رام الله: وزارة التربية والتعليم.
UNICEF. (2022). Education in Emergencies: Radio Learning Initiatives in Gaza. نيويورك: منظمة الأمم المتحدة للطفولة.
Al-Krenawi, A., & Graham, J. R. (2020). Psychological support interventions for children in conflict zones: The case of Gaza Strip. Journal of Child & Adolescent Trauma, 13(2), 191–205.
Save the Children. (2021). Education under Siege: Challenges and Innovations in Gaza. لندن: منظمة إنقاذ الطفولة.