طرائق التدريس الحديثة : المناظرة و العصف الذهني و تمثيل الأدوار

 هذا المقال هو المقال الرابع من سلسلة مقالات حول “مهارات وطرائق التدريس الحديثة” للكاتب الدكتور أحمد حسن والتي ينشرها حصريا على مدونة تعليم جديد.
يمكنكم الاطلاع على المقال الأول طرائق التدريس الحديثة، أهدافها و الأسس المعتمدة في اختيارها من هنا.

والمقال الثاني: طريقة القصة و طريقة الأسئلة من هنا.  و المقال الثالث: طريقة حل المشكلات و طريقة المناقشة والحوار من هنا.

1- طريقة المناظرة                                      

1- مفهومها

المناظرة تشبه طريقة الندوة من حيث عدد الأعضاء وطريقة تنظيمها… إلا أن أعضاء المناظرة ينقسمون عادة إلى قسمين، يتبنى كل منهما وجهة نظر مخالفة أو معارضة لوجهة نظر القسم الثاني حول موضوع معين.        

 2– إجراءاتها

تدور المناظرة أمام المتعلمين، وقد يقوم بها أشخاص متخصصون يدعوهم المعلم إلى الصف، أو بعض متعلمي الفصل أنفسهم. وللمناظرة قائد يديرها ويلخص الآراء، ويعطي الفرصة المتكافئة للأعضاء لإبداء الرأي، وفي نهاية المناظرة تتاح الفرصة للمتعلمين لتوجيه الأسئلة، ولمناقشة الأعضاء حول آرائهم.

3- مزايا الطريقة

  • تفيد المناظرة في تعليم الطلاب احترام وجهات النظر المغايرة لآرائهم الشخصية.
  • أن يفرق الفرد بين اتجاهه نحو الرأي وصاحب هذا الرأي.
  • تفيد المناظرة في تعلم كيفية التعبير الدقيق عن الفكرة المطروحة، والقدرة على اختيار الألفاظ بدقة، والتفكير المنطقي والحجة في الإقناع.

4- عيوب الطريقة

  •  لا تتناسب مع كل الدروس.
  • قد تؤدي إلى فوضى إن لم يحسن المعلم تنظيمها.
  • قد تؤدي إلى التعصب للآراء.

5- مثال تطبيقي

يستخدم المعلم هذه الطريقة في مهارة المحادثة حول موضوع ما مثل: “عمل المرأة”، فيقسم الطلاب إلى مجموعة تؤيد عمل المرأة، ومجموعة أخرى ترفضه، وباقي الطلاب يفندون الآراء ويكتبون الملاحظات، ويدار الدرس بالخطوات السابقة.

2- طريقة العصف الذهني

1- مفهومها

تقوم هذه الطريقة على طرح الأسئلة على المتعلمين، و الذين يقدمون الأفكار والإجابات دون تقييم أو نقد من المعلم؛ لأن انتقاد الأفكار عند طرحها قد يحبط الفرد ويمنعه من توليد أفكار أخرى.

يقوم المعلم بتقسيم المتعلمين إلى مجموعات، كل مجموعة تضم من 5 إلى 10 متعلمين، ثم يطرح السؤال عليهم ويقوم المتعلمون بتقديم الأفكار والإجابات دون تقييم أو نقد من الزملاء.

تعتمد جلسات العصف الذهني على مبدأين هما:

  • تأخير النقد إلى ما بعد استكمال توليد الأفكار.
  • الاستفادة من العدد الكبير من الأفكار الذي يؤدي في النهاية إلى توليد أفكار تتصف بالأصالة والجدة.

2- إجراءاتها

ما يقوم به المعلم مع طلابه (فرديا)، هو نفسه ما يطبقه رئيس كل مجموعة مع مجموعته (جماعيا) وهو:

أ- أن يختار المعلم مجموعة التدريب وعددها من 5 إلى 10 متعلمين، لهم رئيس أو مقرر يدير الحوار.

ب- أن يتولى الرئيس تعريف أسلوب العصف الذهني عند تطبيقه لأول مرة لبقية أفراد مجموعة التدريب.

ج- أن يذكر الرئيس أعضاء المجموعة بالقواعد الأساسية للعصف الذهني التي عليهم الأخذ بها، وقد يكتبها على لوحة تعرض أمام المجموعة، مثل:

– تجنبوا نقد أفكار غيركم ولا تسخروا من أية فكرة مهما كانت.

– أفصحوا عن أفكاركم بحرية وعفوية ودون تردد مهما يكن نوعها أو مستواها أو واقعيتها.

– اطرحوا أكبر كمية ممكنة من الأفكار.

– قدموا إضافات على أفكار الآخرين بدون نقد لها.

د- يفتح الرئيس الباب لأفراد المجموعة لطرح أفكارهم حول حل المشكلة، ويكتب أمين السر هذه الأفكار على السبورة  أو غيرها من أدوات العرض- أولا بأول بدون تسجيل أسماء من يطرحها.

ذ- عند توقف سيل الأفكار يوقف الرئيس الجلسة لمدة دقيقة للتفكير في طرح أفكار جديدة وقراءة الأفكار المطروحة سلًفا وتأملها، ثم يفتح الباب مرة أخرى للأفكار الجديدة للتدفق بحرية وتكتب أولا بأول، وفي حالة قلة الأفكار المطروحة فإنه يحاول استثارتهم بعبارات أو كلمات تولد لديهم مزيدا من هذه الأفكار، كما قد يقدم هو ما لديه من أفكار.

ر- بعدما تنتهي المجموعة من طرح أكبر كمية من الأفكار تقيَّم الأفكار.

3- مزايا الطريقة

    • سهلة التطبيق فلا تحتاج إلى تدريب طويل.
    • اقتصادية فلا تحتاج إلى تكاليف فضلا عن كونها مسلية ومبهجة.
    • تنمي التفكير الإبداعي.
    • تنمي الثقة بالنفس من خلال طرح آراء بحرية دون تخوف من نقد الآخرين.
    • يساعد العصف الذهني المتعلمين على الطلاقة في التعبير عن الرأي، كما يدفعهم إلى التفكير الابتكاري وسرعة البديهة وإدارة العلاقات… إلخ، وكلها قدرات ومهارات عقلية يلزم التدريب عليها.





4- مثال تطبيقي

في درس الإنشاء يطرح المعلم موضوعا ما مثل: “أهمية القراءة للإنسان”، ثم يطلب -في جلسة العصف الذهني- من الدارسين تقديم أفكار حول ذلك الموضوع، فمنهم من يقترح ضرورة التحدث عن تعريف القراءة، أو أنواعها، أو أوقاتها… إلخ. وتُطبق الخطوات السابقة على مستوى الأفراد أو المجموعات.

3- طريقة تمثيل الأدوار                                          

1- مفهومها

طريقة تمثيل الأدوار تتضمن التمثيل التلقائي لموقف بواسطة فردين أو أكثر بتوجيه من المعلم الذي قد يشترك معهم في التمثيل، وينمو الحوار عن طريق المتعلمين الذين يقومون بالتمثيل، ويقوم كل منهم بأداء الدور طبقًا لما يشعر به، أما المتعلمون الذين لا يشتركون بالتمثيل فإنهم يقومون بدور الملاحظين والناقدين. وتمثيل الأدوار مفيد لأنه يقوي قدرة الطالب على مواجهة الآخرين باستخدام اللغة في موقف شبه طبيعي.

2- إجراءاتها

  • يحدد المعلم الموقف المراد تمثيله بدقة بحيث يتضمن تحقيق أهداف الدرس.
  • يوزع المعلم الأدوار على الطلاب.
  • يقوم الطلاب بتمثيل الدور أمام زملائهم، الذين يسجلون ملاحظاتهم.
  • يدور النقاش بين المعلم والطلاب حول المشهد.

وفي نهاية المشهد التمثيلي يوجه المعلم الأسئلة للقائمين بالأدوار عن شعورهم أثناء تأدية هذا المشهد، كما يفتح باب المناقشة مع باقي الطلاب عما سجلوه من ملاحظات، سواء التي تتعلق بالكلمات والتعبيرات الجديدة، أو تعليقهم العام على أداء زملائهم. وقد يرى المعلم أحيانًا أن يكلف مجموعة المتعلمين الذين صنعوا المشهد الأول بتبادل الأدوار (إعادة المشهد)؛ وهكذا يستخدم المتعلمون مشاعرهم في مواقف انفعالية مختلفة، تساعدهم على فهم مشاعر الآخرين والإحساس بأحاسيسهم.

3- مزايا الطريقة

  • يحاول الدارسون محاكاة الموقف الأصلي مما يكسبهم مهارات لغوية جديدة.
  • تمثيل الأدوار يعمل على تنمية مهارات الإلقاء ومواجهة الآخرين باللغة المتعلمة.
  • تعمل هذه الطريقة على تنمية روح العمل الجماعي.
  • تضفي نوعا من الاستمتاع والبهجة بالدرس.

4- عيوب الطريقة

  • لا يمكن تطبيقها في كافة الدروس.
  • تحتاج نوعية خاصة من الطلاب الذين لديهم جرأة، ومن ثم لا تناسب جميع الطلاب.

5- مثال تطبيقي

بعد دراسة الطلاب لدرس ما  (البائع والمشتري مثلا)، يكلف المعلم الطلاب بتمثيل مشهد لبائع ومشتر باستخدام اللغة، ويتيح لهم فرصة إضافة ما يرونه مناسبا من تعبيرات وجمل.

البحث في Google:





عن د. أحمد حسن محمد علي

أستاذ اللغة العربية المساعد بكلية الشريعة في تركيا، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من كلية التربية بجامعة عين شمس- قسم المناهج وطرق التدريس، التخصص تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، جمهورية مصر العربية.

تعليق واحد

  1. الدكتورة عمارية حاكم

    السلام عليكم، لقد استفدت كثيرا من هذا المقال، وفق الله الدكتور أحمد حسن ،، وشكرا للناشرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *