كتاب التربية الرقمية

تقديم كتاب التربية الرقمية

معلومات الكتاب:

العنوان: ” التربية الرقمية ”
المؤلف: د. بندر بن مفرح العسيري
الناشر: شركة تكوين العالمية
سنة النشر: 2020م
عدد صفحات الكتاب: 300 صفحة.

الهدف العام للكتاب:

يهدف كتاب التربية الرقمية إلى تقديم حزمة من الحلول التربوية الناجعة والتفسيرات المنطقية، التي تسهم في الحد من الأمية الرقمية، وتقدم للمعلمين والمعلمات والباحثين والأسرة طرائق مثالية لبناء شخصية الجيل الرقمي الحالي، كما يسهم الكتاب في وضع الجدارات والكفايات الخاصة بالطالب الرقمي، إضافة إلى تقديمه للميثاق الأخلاقي للتربية الرقمية. ويبين الكتاب أيضا كيفية الحفاظ على السلامة النفسية والأمن الفكري للطالب، وكيفية تعزيز قدراته ومهاراته وتربية أخلاقياته وسلوكه الرقمي على المستوى الفردي وفي محيط الأصدقاء والأسرة ومدرسة المستقبل، إضافة إلى تمكينه من ممارسة أدواره في التنمية الوطنية وتحقيق متطلبات رؤية 2030م، والمساهمة في تقدم الوطن.

المقدمة:

اقتضت مستجدات العصر الحالي تحول العالم إلى قرية صغيرة بفعل سيطرة أدوات العولمة، حيث تشكل العولمة إحدى أكبر التحديات التي تواجهها المجتمعات البشرية. وتقف في مقدمة تلك الأدوات قنوات الاتصال الحديثة التي ساهمت في ظهور التسارع الرقمي، والذي عزز بدوره مواجهة البشرية لتلك التحديات الكبيرة.

وترتبط التكنولوجيا الحديثة برباط متين بالعولمة، بل إنها تعد الوسيلة الأنسب التي تسعى العولمة من خلالها إلى تحقيق هدفها العام المتمثل في رؤية العالم وقد توحد في كل شيء، حيث تقوم التكنولوجيا الحديثة بدور المنفذ والمطبق لمنطق العولمة الذي يستهدف المعلومات والأفكار والقيم، وبهذا الشكل تكون إحدى التحديات الثقافية والاجتماعية.

وتعد الرقمية إحدى سمات العصر الحاضر التي برزت كنتيجة للثورة المعلوماتية المعاصرة القائمة على التكنولوجيا الحديثة والتقنية المتطورة التي ساعدت في نقل تلك المعلومات ومعالجتها، حتى أصبحت عاملاً رئيساً في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والعلمية والاقتصادية، وعنصراً مؤثراً في أنماط التفكير وحل المشكلات على مستوى الفرد والجماعة .

وقد بدأ الاهتمام بالرقمية والمعلوماتية المعاصرة وتطور التقنيات وما يتبعها من عمليات تجميع ونقل ومعالجة منذ أوائل الستينيات الميلادية في الاتحاد السوفياتي، وقد كانت إحدى مؤشرات دعم التنمية باعتبار المعلومات مورداً من موارد ثروات الأمم، وشكل من أشكال الطاقة الفكرية والعلمية المتاحة للبشرية، حيث أدى الأخذ بها إلى ظهور مدخل جديد للرقمية ساهم في إبراز الحاجة للتعبير عن هذه الظاهرة بمفهوم جديد، الأمر الذي أدى إلى ظهور مصطلحات الرقمية والمعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات ومعالجة المعلومات وتقنيات المعلومات وتضمين هذه المصطلحات في البحث العلمي والإدارة والاقتصاد (حسان، 2003م، ص 27و28). [1]

وتتأثر التنمية الوطنية بكافة أبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية بما يفرضه إيقاع العصر والتسارع الرقمي والتكنولوجي. فالتنمية عامل مهم من عوامل ازدهار المجتمعات الإنسانية وتقدمها وتطورها، وكلما اهتمت الأمم بتنميتها ومتطلبات بنائها كلما كانت في طليعة الأمم المتقدمة، ومن دواعي اهتمام الأمم بتنميتها اهتمامها بمواكبة هذا التسارع الرقمي والتكنولوجي لكي لا يكون عائقاً في مسيرة التقدم والازدهار.

ولكي يكون الشباب عامل قوة ومكوناً من مكونات التنمية ومشاركاً فيها وفي تحقيق أهدافها لابد من إعداده الإعداد المناسب لذلك، والوقوف بجانبه لمواجهة العديد من التحديات التي تصل إلى درجة الأمراض المزمنة للأمم كالفقر والأمية والتلوث البيئي وأعباء التقدم التكنولوجي (غباري، 2011م، ص21)[2]

ولم تعد التحديات التي تواجه البشرية هي نقص المعلومات كما كان في الماضي، بل إن التحديات أصبحت تشير إلى كيفية التعاطي مع المعلومات وكيفية معالجتها وإدارتها، ومع كيفية تبني الأفراد والمجتمعات للتربية الرقمية التي تتيح لهم التعايش مع معطيات هذا العصر ومستحدثاته بشكل يسهم في دفع عجلة التقدم والتنمية في البلدان.

فصناعة المعلومات في القرن الحادي والعشرين تعد إحدى أهم وأبرز ثروات الشعوب، حالها حال الغذاء والدواء والنفط، وستصنف فيه الدول بحسب إنتاجها واستخدامها للمعلومات، وستعرف الأمية على مستوى العالم الجديد بالأمية المعلوماتية لا أمية القراءة والكتابة، فالمعلوماتية فرضت نفسها كصناعة ووسيلة تخطط كل الدول النامية لتضييق الفجوة بينها وبين الدول المتقدمة التي سبقتها في المعلومات والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة بما يضمن لها الوصول إلى درجات عالية من جودة الأداء.

وفي ضوء ما سبق يمكننا الإشارة إلى ضرورة العمل على ترسيخ مبادئ التربية الرقمية وأهدافها وبرامجها وأساليب تعامل الشباب معها ونشر وتنمية التربية الرقمية، ومعالجة تأثيرات العولمة من خلال الاستيعاب الكامل لأهداف التربية الإسلامية العامة والخاصة، والعمل بمقتضاها.

محتويات الكتاب:

يصف أستاذ التربية والمناهج وتطوير التعليم أ.د. أحمد بن محمد الحسين الكتاب بقوله: ” يقدم الكتاب خلطة لطيفة جميلة تجمع ما بين الأصالة وحداثة المعلومات، حيث تناول التربية بأبعادها ومفاهيمها وأهدافها وخصائصها وأساليبها وقيمها، في مقابل الرقمية بمفاهيمها وأدواتها وتقنياتها، ورسم خارطة طريق تجمع ما بين الرقمية بوصفها لغة عصرية والتربية بوصفها أسلوب حياة تساعدنا على فهم وتفسير الظواهر والتعايش مع المستحدثات اليومية”.

وقد وقع الكتاب في أربعة فصول:

الفصل الأول: حيث تناول فيه المؤلف أهداف التربية الإسلامية وماهيتها ومفهوم الأهداف التربوية ومصادرها ومعاييرها ومميزاتها، وعلاقتها بالتربية الرقمية وعلاقة نظرية النمو المعرفي بالتنمية التربوية الرقمية.

الفصل الثاني: وتناول فيه المؤلف أبرز معالم التربية الرقمية ومفهوم التربية الرقمية، وفكك التشابك الحاصل حول العديد من المصطلحات ذات العلاقة بالرقمية كالتعليم الرقمي والتربية الرقمية والمواطنة الرقمية والتعليم الإلكتروني وتقنيات التعليم وغيرها. وأشار إلى الأبعاد التاريخية للرقمية، وأكد على الثنائيات التي تميز التربية والرقمية، كما تناول أهداف التربية الرقمية وسماتها ومكونات التربية الرقمية وعناصر التربية الرقمية، ووضح مبررات الحاجة إلى التربية الرقمية، كما أشار إلى واقع التربية الرقمية في التعليم، وأبرز التحديات التي تواجه الرقمية في التعليم ، وأشار إلى أبرز ملامح الرقمية  كـ ” المجتمع الرقمي، المواطن الرقمي، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، تقنية الويبينار، الأمية الرقمية، التنمر الرقمي” .

الفصل الثالث: تناول فيه المؤلف الميثاق الأخلاقي للتربية الرقمية في التعليم، ومفهوم الميثاق وأهدافه ومنطلقاته، وأبرز ما حواه الميثاق من قيم أخلاقية، كما أشار إلى ما يمكن أن يترتب على عدم الالتزام بالميثاق الأخلاقي، إضافة إلى أهم الواجبات والمسؤوليات التي يجب أن يضطلع بها الطالب تحقيقاً لأهداف الميثاق الأخلاقي، كما حدد المؤلف أهم الكفايات والجدارات والمهارات التي يجب أن يكتسبها الطالب الرقمي في التعليم.

الفصل الرابع: وتناول فيه المؤلف رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، وماهية الرؤية، وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030م، ومحاور رؤية السعودية 2030م، وأشار إلى جهود المملكة العربية السعودية في مجال الرقمية والجهات الداعمة للعمل الرقمي في المملكة كوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشركة تطوير لتقنيات التعليم، وبوابة المستقبل، والمكتبة الرقمية السعودية وغيرها، كما أشار المؤلف إلى معالم التربية الرقمية في رؤية السعودية 2030م، ومجالات التربية الرقمية المحققة لمتطلبات رؤية 2030م.

[1] حسان، محمود: التربية المعلوماتية. دار فرحة للنشر والتوزيع. 2003م

[2] غباري، محمد: التنمية ورعاية الشباب. المكتب الجامعي الحديث. 2011م.

البحث في Google:





عن د. بندر بن مفرح العسيري

مشرف عام بوزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، عضو الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية، دكتوراة في أصول التربية تخصص دقيق تنمية الثقافة الرقمية في الميدان التعليمي. ماجستير في أصول التربية في مجال المسرح المدرسي، دبلوم عالي في التربية، بكالوريوس لغة عربية وآدابها. دبلوم في التخطيط الاستراتيجي لإدارة المنظمات. مؤلف لمجموعة من الكتب، ككتاب التربية الرقمية وكتاب المرشد العملي في المسرح المدرسي، والكتابة المسرحية، وكتاب مسرح الطفولة المبكرة واللعب التمثيلي. كاتب مقالات علمية وتربوية واجتماعية، مهتم بتصميم برامج بناء المثقف الصغير.

2 تعليقات

  1. منى حسين نافع

    جزاكم الله خيرا ، ووفقكم وسدد خطاكم .

  2. دكتور ابي اتواصل معاك ممكن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *