شبكات التواصل الاجتماعي في التعليم … مؤثرة أم مدمرة؟؟

يعتبر عالمنا مجتمعا سريع التغير، محاطا بالتحديات المحلية والعالمية، ومن أهمها التطورات التكنولوجية والتقنية، والانفتاح العالمي المتمثل في انتشار شبكات الاتصالات والإنترنت وغيرها، حيث يطلق البعض على هذا العصر عصر الإنترنت أو عصر الثورة المعلوماتية.

وقد أصبح العالم قرية صغيرة بفضل برامج الاتصالات الحديثة، فهي من أهم اختراعات القرن، ولقد استفاد الإنسان من هذه البرامج في مجالات الاتصال والبحث عن المعرفة وبناء علاقات مع الآخرين.

وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت من أهم منتجات التكنولوجيا وأكثرها شعبية، وقد حظيت باهتمام واسع في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، فقد باتت تستخدم في القطاعات التربوية والتعليمية لتخدم التعليم وتوسع آفاق الطالب والمعلم، حيث يتم من خلالها تداول المعلومات، فهي بمثابة مستودع رقمي ضخم يتم تحديثه باستمرار، كما أنها أصبحت لكل الأعمار والاهتمامات والمؤسسات التربوية.

وإن الجانب التعليمي لهذا التحول يغير بشكل جوهري أفكاراً عامة مسلماً بها حول ما يعنيه التعلم، حيث تسعى المؤسسات التربوية والتعليمية للقيام بالأنشطة المختلفة من خلال الإنترنت للنهوض بالمستوى العلمي والثقافي والاجتماعي، وتعمل على مواكبة الاتجاهات الحديثة في التعلم إلى جانب التقدم التكنولوجي، وتطوير التفاعل بين المعلمين والمتعلمين والتفاعل مع ثقافات الدول المختلفة وتبادلها، والمغزى من ذلك تطوير التعليم وجعله إنسانياً.

لقد أتاحت التكنولوجيا تجاوز إكراهات الوقت والمسافة، فقد كان بعض المعلمين يرسلون الواجبات المدرسية عبر البريد الإلكتروني للطلاب في القرى البعيدة. ومع كل موجة تكنولوجية جديدة يجدد المعلمون الوعود بشأن أثر هذه التكنولوجيا في التعليم، وقد تنوعت بيئات التعلم عبر الإنترنت بأشكال تكنولوجية متعددة ولا زال المعلمون يختبرون كل تكنولوجيا جديدة.

إن عملية استخدام التكنولوجيا غير المتزامنة مثل منتديات النقاش تسمح بمرونة جداول العمل حيث يستطيع المتعلمون المشاركة في أي وقت ومن أي منطقة، كما يمكن للمتعلم المشاركة بورش العمل والمؤتمرات عبر الويب مع ضيف خبير مما يمنحه الشعور بالحصول على الرعاية الخاصة، كما أنها تقدم تغذية راجعة آمنة تسمح لهم بطرح الأسئلة.

قد نعاني من استخدام التكنولوجيا في مدارسنا اليوم لأننا لا نعرف متى تكون ضرورة ومتى تكون للمتعة ليس أكثر، لذا تكثر النظريات والممارسات والتطبيقات حول ما يجب أن نستخدمه مع طلابنا.

من الشبكات الاجتماعية الشهيرة:

الفيس بوك Facebook

هو موقع أطلق في الرابع من فبراير 2004 ويسمح هذا الموقع للمستخدمين الدخول إليه مجانا والانضمام إلى الشبكات التي تنظمها المدينة أو جهة العمل أو المدرسة أو الإقليم، وذلك من أجل الاتصال بالآخرين والتفاعل معهم وكذلك يمكن للمستخدمين إضافة أصدقاء إلى قائمة أصدقائهم وإرسال رسائل إليهم وأيضا تحديث ملفاتهم الشخصية وتعريف الأصدقاء بأنفسهم.

تويتر Twitter

ظهر الموقع رسميا في أكتوبر عام 2006 وهو موقع شبكات اجتماعية يقدم خدمة تدوين مصغر والتي تسمح لمستخدميه بإرسال تحديثات Tweets عن حالتهم بحد أقصى 140 حرف للرسالة الواحدة. وذلك مباشرة عن طريق موقع تويتر أو عن طريق إرسال رسالة نصية قصيرة SMS أو وسائل المحادثة الفورية أو التطبيقات التي يقدمها المطورون مثل الفيس بوك. يمكن للمستخدمين الاشتراك في تويتر بشكل مباشر عن طريق الصفحة الرئيسية للموقع، وبذلك يتكون لديهم ملف شخصي باسم الحساب، حيث تظهر آخر التحديثات بترتيب زمني. تدور التحديثات حول السؤال “ماذا تفعل الآن؟” “What are you doing?” والتي لا تتجاوز 140 حرف.

إن أدوات الشبكات الاجتماعية من بين الأدوات الأكثر سيطرة على الويب فهي تجذب الناس من ذوي الاهتمام والتجارب والأنشطة المشتركة إلى بعضهم مما يسمح بتبادل القواسم المشتركة فيما بينهم، فقد كان الفيس بوك قديما حكراً على طلاب بعض الكليات، ولكنه اليوم أصبح مشهوراً للغاية لدى أساتذة الكليات والأكاديميين.

وإن الملاحظ للبرنامج اليومي لمستخدمي الإنترنت يجد أن ممارستهم تتلخص في:

  • تفحص المدونات وإضافة مداخلات عليها.
  • مراقبة صفحات محددة والبحث عن حقائق.
  • إرسال أسئلة استطلاعية عبر الشبكات الاجتماعية.

وتمتاز شبكات التواصل الاجتماعي بما يلي:

  • تزويد المتعلم بواجهة بحث سهلة وبسيطة.
  • تزويد المستفيد بكم هائل من المعلومات في كافة المجالات.
  • انخفاض تكلفة الاستخدام.
  • اختصار الوقت والجهد.
  • تعزيز التواصل بين الأفراد من مختلف التخصصات حول العالم.

إن من الأسئلة التي تثقل كاهلنا كتربويين كيف ندمج الأدوات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي في التعليم؟ حيث نشعر بالضغوط الخارجية لضرورة تحسين وتطوير طرق التدريس المتبعة للقيام بالأفضل لما له من أثر في تعلم الطلبة.

إن استخدام الوسيلة التكنولوجية بطريقة مثلى يعود إلى ثلاث محكات ألا وهي الوسيلة المستخدمة، والغرض من استخدامها، والفئة العمرية المستهدفة منها.

إن عملية دمج التكنولوجيا في التعليم عبر الشبكات الاجتماعية ليس بالأمر السهل ولكنه أمراً يستحق الجهد ومن مسوغات دمجها واستخدامها:

  • تساعد في تطوير لغة مشتركة بين المتعلمين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
  • عملية تحضير وحدة دراسية بوسيلة تكنولوجية وعرضها على الجمهور يخلق حدود مساعدة عند تصميم الأنشطة التعليمية.
  • إن عملية دمج الأدوات الرقمية يساعد في التخلص من طرق التدريس الأقل فاعلية.
  • إن عملية نشر أعمال الطلاب على مواقع التواصل الاجتماعي يعمل على تعزيز هذه الأعمال وتقديم التغذية الراجعة.
  • إن استخدام نشاط تكنولوجي قد يقوم بتحسين طفيف لبعض المهارات عند المتعلمين.
  • تتضمن عملية التعليم أنظمة أخرى للتعلم تعتمد على الرسوم المتحركة والألعاب والمحاكاة كأدوات للتعلم.
  • إن عملية التشابك يمكن الأفراد من إيجاد معلومات وثيقة الصلة بالموضوع في مجتمعات يمكن الوصول إليها بحرية لهم نفس الاهتمامات.
  • لقد أصبح المتعلمون أعضاء في ثقافة التعلم التشاركي، ويمكنهم التحدث إلى المعلمين والخبراء مما يجعلهم متحمسين لمتابعة الدراسة في مجال معين.
  • يمكن للمتعلمين أن يصبحوا مثقفين معلوماتياً، مفكرين بارعين لديهم القدرة على التكيف مع متغيرات العصر السريعة والانتشار السريع للمعلومات.

بالرغم من استطاعة الناس التواصل والتشارك بالملفات عبر الشبكات الاجتماعية، ومناقشة الأفكار، إلا أن المشكلة فيمن سيشرف عليها، وبذلك قد نواجه بعض المشكلات كما يلي:

  • ضرورة فلترة محتوى الإنترنت وقوة الإشارة اللاسلكية داخل الفصول ومدى ملاءمة الأجهزة للمتعلمين.
  • عدم الكشف عن الهوية الحقيقية للأشخاص الذين تم التعرف عليهم، وعدم معرفة ردود أفعالهم تجاه المواقف والأزمات.
  • كشفت بعض الدراسات أن شبكات التواصل الاجتماعي تزيد من مستويات النرجسية.
  • تزيد شبكات التواصل الاجتماعي التركيز الفردي على الذات.
  • زيادة الاتصال على شبكات التواصل الاجتماعي تشوه علاقاتنا معاً وتزيد من الشعور بالعزلة.
  • تزيد من شعور الأفراد بعدم الرضا عن الواقع عند مقارنة أنفسهم بالآخرين.
  • تفقد المتعلمين الاتصال الحقيقي مع أفراد المجتمع.

 


المصادر

  • جي بونك، كيرتس ترجمة غادة العمودي (2012): العالم مفتوح- كيف تصنع تكنولوجيا الويب ثورة في التعليم، الطبعة الأولى، الدار العربية للعلوم ناشرون.
  • زهر، سوزان محمد (2016): مهارات البحث على الإنترنت لطلاب القرن الحادي والعشرين، الطبعة الأولى، دار العلوم العربية، بيروت.
  • عوض، حسنى (2011) “أثر موقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب تجربة مجلس شباب علار أنموذجا، جامعة القدس المفتوحة، فلسطين.
  • غرينفيلد، سوزان، ترجمة إيهاب عبد الرحيم علي (2017): تغير العقل- كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا، المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب، الكويت.

البحث في Google:





عن فداء محمود الشوبكي

معلمة في وزارة التربية والتعليم - حاصلة على ماجستير في المناهج وطرق التدريس - شاركت في عدد من المؤتمرات والأيام الدراسية - نشرت لها بعض الأبحاث - غزة، فلسطين

2 تعليقات

  1. د.سركوت سليمان

    بارك الله في الباحثة ، معلومات مفيدة ، الجواب في عنوان المقالة مؤثرة نسبيا ، و لايمكن اعتباره مدمرة في التعليم لاننا بصدد استخدام الشبكات في التعليم وليس في مجالات اخرى كالصداقة و قضاء اوقات من غير فائدة ، لكن يمكن ان يكون استخدام الشبكات باستغلال التعليم لاغراض اخرى وذلك يكون استخدام الشبكات وقتا طويلا بحيث يصبح ادمانا ويؤثر على جوانب نشاطات الانسان المختلفة…………………..
    شبكات التواصل كغيره سلاح ذو حدين يستخدم في الخير والشر ، يختلف باختلاف المستخدم ، له ايجابياته الكثيرة مع وجود مضاعفات سلبية. د.سركوت سليمان اربيل-العراق

  2. يوسف خياط

    بعضها مدمر والبعض الآخر مؤثر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *