الإصلاح التربوي التعلم المرئي

نماذج دولية في الإصلاح التربوي

شغلت مسألة الإصلاح التربوي وتطويره، جل اهتمام السياسيين والتربويين في بلدان العالم أجمع، وذلك لمواجهة التحديات والمشكلات التي تواجهها المجتمعات الإنسانية عبر مسيرتها الحضارية.

فالإصلاح التربوي ينطلق من فلسفة تربوية يُراد لها أن تتجسد على أرض الواقع لتحقيق أهداف معينة لها منطلقاتها وأهدافها التي تتناسب مع طبيعة كل مجتمع.

مفهوم الإصلاح لغة:

الإصلاح لغة نقيض الفساد كما ورد في لسان العرب لابن منظور، والصحاح للجوهري. والإصلاح ضد الفساد. الإصلاح: صلح: مصدر التحسين إدخال التحسينات والتعديلات على الأنظمة والقوانين.

مفهوم الإصلاح اصطلاحا:

وردت كلمة الإصلاح في القران الكريم في آيات كثيرة، قال تعالى (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا). والإصلاح هو الوصول إلى أفضل صورة في الدولة والمجتمع وذلك بالقضاء على الأخطاء والانتهاكات والعيوب والتقصير، وكذلك هو الوصول بالإنسان إلى مرحلة حسن السيرة وأداء الأمانة.

أنواع الإصلاح التربوي:

أ- الإصلاح الجزئي: يتجه إلى مراجعة وضعية المنهاج الدراسي، أو وضعية الشُعب بغية ملاءمتها مع تغيرات سوق الشغل. كما يحدث في العديد من النظم التعليمية في أوروبا وبلدان أخرى في آسيا.

ب- الإصلاحات النسقية-المنظمومية: و تهم هذه الإصلاحات البلدان النامية التي تعاني فيها النظم التعليمية من اختلالات بنيوية، ومن أزمات كبرى، سواء في بنيتها الداخلية من حيث الأغراض والمرامي، أو على صعيد المحتويات والمناهج الدراسية، أو من حيث مخرجاتها، وتشبع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بالخريجين من المعاهد والجامعات، ومستوى قدرة الاقتصاد على تشغيلهم، وبالتالي تحقيق اندماجهم الاجتماعي والثقافي.

مراحل الإصلاح التربوي:

1- تحديد الأهداف.

2- تحديد افتراضي للنماذج التي تمكن من بلوغ هذه الأهداف المحددة.

3- تجريب وتقويم النماذج.

4- تقويم تكويني مستمر لتعميم النماذج.

نماذج من بعض الدول المتقدمة والنامية في الإصلاح التربوي:

أولاً: الإصلاح التربوي في بعض الدول المتقدمة

1- الولايات المتحدة الامريكية:

تزايد الاهتمام بالإصلاح التربوي في الولايات المتحدة الأمريكية بعد صدور التقرير الذي وصف أمريكا بأنها ” أمة في خطر ” عام 1983 وقدم مجموعة من التوصيات للنهوض بالعملية التربوية وإصلاحها منها:

أ- ينبغي على المدارس التشديد على تعزيز العلوم والرياضيات بصورة تدريجية وإلغاء الأنشطة الملحقة.

ب- تحسين نوعية المعلمين وأجورهم واستقلاليتهم وتقوية تأهيلهم وإيجاد أفضل الوسائل لجذب صفوة المعلمين.

ج- تحسين مضمونات المناهج الدراسية وأهدافها بحيث تكون مرتبطة بسوق العمل.

د- يجب أن يبدأ تعليم اللغات الأجنبية من المرحلة الابتدائية.

هـ- ينبغي أن يمضي التلاميذ مزيداً من الوقت في المدرسة بحيث يُستثمر هذا الوقت على نحو أكثر فاعلية في تثقيفهم وتحصيلهم الدراسي.

2- ألمانيا:

تكتسب تجربة الإصلاح التربوي في المانيا أهمية خاصة:

أ- كونها تبدأ بمرحلة رياض الأطفال، من خلال الابتعاد عن المناهج والمقررات الدراسية المعروفة، والتركيز على النشاطات التي تسهم في تنمية الطفل عقلياً وجسمياً ووجدانياً واجتماعياً.

ب- جعل المرحلة الثانوية إلزامية مع مراعاة اهتمام الطالب.

ج- ثمة مشروع رائد في ألمانيا يتمثل في (المدارس الشبكية) بهدف ربط عملية التعليم والتعلم في المدارس بمتطلبات المجتمع المعلوماتية.

د- الاهتمام بالمتفوقين وأصحاب المواهب، وفتح المجال أمامهم للدراسة الجامعية من دون الحصول على شهادة الثانوية تقديراً لهم.

3- السويد:

بدأت حركة الإصلاح التربوي في السويد منذ مطلع التسعينات من القرن العشرين، وذلك من خلال تطبيق حملة واسعة النطاق على صعيد إصلاح التعليم الثانوي بفروعه كافة، بهدف تحقيق التكامل بين التعليم الثانوي العام والتعليم الفني والمهني.

وقد وضعت لذلك استراتيجية إصلاحية تضمنت الأمور التالية:

أ- تيسير الانتقال الأفقي أمام الطلبة بين برامج التعليم الثانوي المختلفة، وإتاحة الفرصة لخريجي التعليم المهني والفني لمواصلة الدراسة الجامعية.

ب- استحداث نظام المقررات في البرامج الجديدة للتعليم الثانوي بدلاً من النظام الفصلي أو السنوي.

ج- العمل على الارتقاء بمستوى التعليم الثانوي والفني والغني إلى مستوى التعليم الثانوي العام.

وتُولي السويد اهتماماً ملحوظاً للتعليم غير النظامي تماشياً مع فكرة التربية المستمرة مدى الحياة من خلال ثلاثة أنواع:

– تعليم مدني عام.

– تعليم الكبار.

– التدريب لسوق العمل.

4- اليابان:

ثمة إصلاحات حدثت في اليابان منذ خروجها من الحرب العالمية الثانية 1945 وحتى الوقت الحاضر استهدفت ربط التربية بالإنتاج والقيم اليابانية وتكريس مبادئ التميز والتفوق والحفاظ على الخصوصية اليابانية.

ويعد العام 1985 بداية مميزة لأهم الإصلاحات التربوية في اليابان إذ أسس مجلس وطني للإصلاح التربوي وقد وجه بالإصلاحات من ضمنها:

أ- عملت وزارة التربية على جعل مؤسسات التعليم الرسمي مراكز لتعليم السكان المحليين.

ب- سعت وزارة التربية إلى تعميق الروابط مع الأسرة والمجتمع.

ج- كما عملت على إنشاء مكتب للتربية المستدامة داخل الوزارة بهدف تطوير كفايات المعلمين.

د- وضع برامج لمساعدة الطلبة.

ثانياً: الإصلاح التربوي في بعض الدول النامية

1- ماليزيا:

بدأ الإصلاح التربوي في ماليزيا في أواخر القرن العشرين، حيث وضع تصور جديد للمناهج الدراسية / التعليمية في القرن الحادي والعشرين، وذلك بدءاً من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية وقد ركز التصور الجديد على:

أ- تعليم المهارات الأساسية في اللغة والرياضيات والقيم الروحية، في المرحلة الابتدائية.

ب- المنهاج نفسه في المرحلة الثانوية الدنيا، مع إدخال تعديلات على وحدة (مهارات العيش المتكاملة)، تهدف إلى إنتاج إنسان يلم بالتكنولوجيا والاقتصاد، إنسان مبتكر يثق بذاته ويعتمد على نفسه.

ج- في المرحلة الثانوية العليا، ومدتها سنتان وتتألف من مدارس أكاديمية وتقنية وفنية، يهدف المنهاج فيها إلى تقديم ثقافة عامة للطلبة، مع التأكيد على القيم الجمالية والأخلاقية، وإجادة اللغة الوطنية، والاستخدام السليم للمعرفة، وإرساء أسس التعليم المستمر مدى الحياة.

د- التعاون بين القطاعين العام والخاص في التعليم والتدريب المهني. إذ شجعت الدولة القطاع الخاص على زيادة فرص التدريب خلال العمل، من أجل تحسين أداء العامل وإنتاجيته.

2- المكسيك:

بدأ الإصلاح التربوي في المكسيك بشكل فعلي بعد التقرير الذي صدر عن وزارة التربية في عام 1996، حول التنمية والتربية وتضمن التقرير أهم الإصلاحات التربوية القادمة التي تتمحور حول قضايا أساسية وتشمل:

أ- زيادة الإنفاق على الخدمات العلمية.

ب – تحسين نوعية التعليم، ربط التعليم بحاجات المجتمع.

ج – تشجيع وسائل الإعلام للقيام بدورها التربوي.

د – تعزيز الجهود في مجال تعليم المرأة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما أكد التقرير جوانب مهمة للارتقاء بنوعية التعليم، من أهمها:

أ- تأصيل مهارات البحث عن المعلومات والابتعاد عن التلقين والحفظ.

ب- تمكين الدارسين من حل المشكلات والتعبير الشفوي والكتابي.

ج- التأكيد على أهمية التقويم الشامل للعملية التربوية.

د- افتتاح الكليات التكنولوجية والتوسع في استخدام التقنية في التعليم.

 


المراجع:

– علي، عيسى، حنا، فاضل، حلاوة، بسمة. (2016). التربية المقارنة، دمشق: جامعة دمشق
– البرجاوي، مولاي المصطفى. (2016). الإصلاح التربوي في الوطن العربي من مقومات النهوض. شبكة الألوكة. تم الاسترجاع بتاريخ 19-11-2019
https://www.alukah.net/social/0/100446/
– جامعة محمد خضر بسكرة. تم الاسترجاع بتاريخ 19-11-2019
http://thesis.univ-biskra.dz/

البحث في Google:





عن روان سعد عاتق الحربي

طالبة الماجستير في قسم الإدارة وأصول التربية، مسار التربية الدولية المقارنة بجامعة جدة

2 تعليقات

  1. مقال رائع جداً ومفيد

  2. محمد الشيخ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اريد الحصول على بحث متكامل عن اصلاح التعليم في الدول العربية وخاصة سورية يتطرق لإصلاح المناهج والمرسل والمستقبل والبيئة الصفية وووو….
    حبذا اذا كان متوفر عندكم تتكرمون علينا به وشكرا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *