الأنشطة اللاصفية

الأنشطة اللاصفية ودورها في محاربة ملل الطلاب

يعد التعليم مفهومًا واسعًا جدًا يفوق الجدران الأربعة للفصول الدراسية، فالهدف الأساسي للتعليم هو تعزيز التنمية الشاملة للطالب؛ التنمية الشاملة تعني جوهريا التنمية الفكرية والجسدية والمعنوية والعقلية والاجتماعية، ولا يمكن تحقيق التنمية الشاملة إلا من خلال التعليم.

يلعب التعليم دوراً أساسياً في صنع الإنسان وتطوره اجتماعيا وثقافيًا، ولتحقيق هذه الأهداف، هناك حاجة رئيسية لتحقيق التوازن بين المناهج الدراسية، وكذلك الأنشطة اللاصفية المصاحبة لتلك المناهج.

ففي الواقع الأنشطة اللاصفية تقوم بتهيئة الطلاب في “فن العيش والعمل معاً”، وهي تمثل الخبرات الحقيقية والعملية التي اكتسبها الطلاب من خلال دراستهم الخاصة.

يقول المثل الصيني بشكل مناسب للغاية: “علمني، وسوف أنسى. أرني، وقد أتذكر. أشركني، ولن أنسى أبداً “.

إلى حد كبير، يتم تعزيز المعرفة النظرية عندما يتم تنظيم نشاط المناهج الدراسية المرتبطة بالمحتوى الذي يتم تدريسه، ويتحقق التطور الفكري للشخصية إلى حد كبير، في الفصول الدراسية نفسها، ولكن التطور الجمالي مثل بناء الشخصية والقيم الروحية والأخلاقية والنمو الجسدي والإبداع والكثير غيرها تدعمها الأنشطة اللاصفية فقط، كما أنها تدرك التنسيق والتعديل وطلاقة التحدث، والمهارات اليومية ومهارات المناقشة بين الطلاب. وتقدم الأنشطة المشتركة للمناهج الدراسية عددًا من القيم مثل:

  • القيمة التعليمية
  • القيم النفسية
  • تنمية القيم الاجتماعية
  • تنمية القيم المدنية
  • قيم التطوير البدني
  • القيم الترفيهية
  • القيم الثقافية

تعتبر الأنشطة اللاصفية حيوية لأنها على الرغم من أنها ليست جزءًا من المناهج الدراسية الأساسية، إلا أنها تلعب دورًا بالغ الأهمية في منح الطلاب والطالبات القدرة على تشكيل حياتهم ليصبحوا أشخاصًا مستقلين. لذا يجب تصميم الأنشطة المدرسية بشكل هادف لإعطاء مزيج مناسب من مشاركة الطلاب، وكذلك خلق فرصة للتنمية الشاملة، و لا يمكن وضع دور الأنشطة الطلابية في حياة الطالب بسهولة، لكن دعونا نضع بعض الفوائد الرئيسية للأنشطة اللاصفية :

  • الشخصية العامة

فالأنشطة اللاصفية تساعد على تعزيز الشخصية الشاملة للطلاب ليواجهوا بقوة الطريق المستقبلي المضطرب، كما أن الخبرات والتجارب المكتسبة من خلال هذه الأنشطة تساعد الطلاب أثناء التدريب وبرامج الدعم الأخرى.

  • تعزيز الثقة بالنفس

الهدف من الأنشطة اللاصفية هو إعطاء لياقة أفضل للطلاب وغرس روح رياضية وروح تنافسية وقيادة ودقة وتعاون وروح الفريق. فالدافع الخفي وراء كل هذا هو تطوير الثقة بالنفس وتعلم الثقة في الفريق.

  • المهارات المتخصصة المتقدمة

تساعد الأنشطة اللاصفية في صقل مواهب العقول الشابة وتتيح لهم الفرصة لتطوير مهاراتهم المتخصصة، كما يمكن أن تخلق المسابقات المنظمة بيئة تنافسية وتساعدهم على العمل نحو تحقيق هدف وهو الوصول لمجتمع أفضل.

  • تحسين الأداء الدراسي

أظهرت الدراسات أن الطلاب الذين يمارسون الأنشطة المختلفة ويتابعون هواياتهم يحققون نتائج أفضل في دراستهم، حيث يتعلمون كيفية موازنة أنشطتهم مع المناهج الدراسية. فهم أيضا يصبحون أفضل في كيفية إدارة وقتهم بكفاءة، كما يزيد أيضا اهتمامهم في المدرسة. وكمثال عن هذه الأنشطة المشاركة في مسابقات، المناقشات، والرياضة ، وما إلى ذلك ، كما تساعد في تحقيق الهدف الأكبر المتمثل في تحقيق تعليم أفضل.

  • الشعور بالمسؤولية

عندما يتم إعطاء الطلاب بعض المسؤولية أو مهمة للتعامل مع بعض الحالات الحرجة مثل الإسعافات الأولية لأحد الزملاء أو أحد الأفراد عند حدوث إصابة معينة، فإن كفاءتهم في التعامل مع مثل هذه الحالات يصبح أفضل بكثير. وهذا يعزز الشعور بالمسؤولية والمساءلة.

  • التعرض للأنشطة الجديدة

يتم تعريف الطلاب على الأنشطة التي توفر لهم رؤية أفضل وتتيح لهم اختيار ما يستمتعون به وما يرغبون في تعلمه. فذلك يفتح أمامهم آفاقا جديدة. هذه الأنشطة تحفز اللعب والرسم ومهارات التحدث وغيرها. ودائما ما يكون هناك مجموعة كبيرة من الخيارات التي يمكن للطالب أن يختار منها الأنشطة التي يحبها.

بعد البحث عن تأثير الأنشطة الطلابية في المدارس على الطلاب، وجد أن الطلاب الذين يشاركون في هذه الأنشطة يظهرون نتائج دراسية أعلى، وعلاقات أقوى في المدارس، ومن المرجح أن يقودوا نمط حياة صحي ونشط، كما يشعر الطلاب أيضًا بالانتماء إلى المدرسة ولديهم تقدير أعلى من خلال المشاركة في أنشطة منظمة مثل الرسم والرياضة والفنون الأدائية وما إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك، يتم تحفيز الطلاب وكذلك الحصول على حياة أكثر سعادة وصحة بالإضافة إلى مدرسة متماسكة.

البحث في Google:





عن عبد الله بن أحمد العنزي

رائد النشاط بمتوسطة الحديبية - تعليم حفر الباطن - المملكة العربية السعودية

تعليق واحد

  1. د. محمود أبو فنه

    لا شكّ أنّ المدرسة الناجحة هي التي تعمل على صقل وبلورة
    شخصيّة المتعلّم المتكاملة: عقليًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا وبدنيًّا…
    وهي تحقّق ذلك بمناهجها ومواضيعها التعليميّة داخل الصفّ
    وبما تقوم به من فعاليّات ومبادرات وإثراء خارج الصفّ.
    والمفروض أن يكون هناك تناغم وتنسيق بين التعليم المنهجيّ
    والتعليم اللا منهجيّ مع مراعاة التباين والتمايز بين الطلاب في
    القدرات والميول والمواهب.
    جزيل الشكر للكاتب عبد الله بن أحمد العنزي على تطرّقه لهذا
    الموضوع الهامّ والمُجدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *