التعلم السريع

التعلم السريع في عصر السرعة والمعرفة

لا شك أن متغيرات العصر أثبتت لنا أن ما نمارسه داخل مدارسنا تعليم لا تعلم وتلقين لا تمكين. فالفصل الساكن والطالب المستكين محببان لدى الكثير من المعلمين، فهو مستمع جيد يُؤمن على تغريدات كثير من المعلمين التقليدين. ونداء بداية الحصة له نذير وجرس نهايتها من الطلاب ترحيب لأن الحصة كما بدأت انتهت بغير جديد ولا تجديد ونسي الجميع أننا في عالم السرعة والتغيير في عالم المتغير المتلاحق في عالم سبقتنا المعرفة فيه لطلابنا. فهم شركاء المعرفة وبهم ومعهم نحقق أهداف التعلم المتمايز والمكتشف للمواهب والمبدعين من أبنائنا الطلاب، وهم والله في الميدان كثيرون يحتاجون منا فقط الاكتشاف والرعاية والتمكين.

هيا بنا إذن نحلق مع صفحات كتاب جميل بعنوان التعلم السريع للمؤلف دايف ماير لنواكب العصر في عالم المعرفة والتسريع.

التعلم السريع هو: اختصار الوقت وتحقيق النتائج، فهو يحقق ممارسة اللعب لا المشاهدة. ويبحث عن النتائج لا عن الوسائل وذلك من خلال تحسين التدريب والتصميم ومشاركة فاعلة للطلاب تبدأ بالإثارة وتنتهي بالتطبيق. ويوضح الشكل التالي المراحل الأربع للتعلم السريع ويليها شيء من التفصيل لكل مرحلة.

أولاً: مرحلة التحضير (الإثارة)

وفيها تتولد الأفكار الإيجابية – وتكون الأهداف واضحة ويتم بث وخلق مشاعر إيجابية بين الطلاب ويتم طرح أسئلة تحتاج لحلول وبناء شعور اجتماعي إيجابي وتشجيع الطلاب على التخلص من المخاوف وإزالة العقبات مع توضيح الفوائد التي سيجنيها المتعلم.

ثانيا: مرحلة العرض (التفاعل)

وهي المواجهة الممتعة مع المعرفة وتعتبر أخطر المراحل إذا سيطر عليها المعلم كمرشد وميسر فقط، وتزداد روعة تلك المرحلة إذا سيطر عليها المتعلم (الطالب) من خلال:

  • تحفيز الحواس – مخاطبة أنماط التعلم (سمعي – حركي – حسي- بصري).
  • العروض التفاعلية –أدوات جذب وتشويق – تجارب تعليمية من الواقع تنمي له مهارت حياتية تمس تطلعاته واحتياجاته اليومية والمستقبلية التي تولد لدى الطالب قناعة بأنه منتج للمعرفة وشريك في الحصول عليها وأن ما يتعلمه ذو قيمة يستحق التضحية والتفكير وتحمل العناء وسهر الليالي من أجله.

في هذه المرحلة يكتشف المتعلم ذاته وينمي قدراته ويبني شراكات تعليمية ناجحة.

ثالثا: مرحلة التمرين (التكامل)

وتهدف إلى وضع المعرفة الجديدة في العقل ودمجها مع الخبرة السابقة (النظرية البنائية) من خلال:
تمارين حل المسائل – الحركة أثناء التعلم – الحوار المتعدد الأطراف بشكل ثنائي أو جماعي- نماذج كيجن للتعلم التعاوني – التدريس الاحترافي – التفكير بصوت مرتفع – التجريب والتغذية الراجعة – نشاطات بناء المهارات – محاكاة الواقع – التأمل…

رابعاً: مرحلة الأداء (التطبيق)

وتهدف إلى مساعدة الطالب على تطبيق المهارات التي تعلمها على واقع العمل وتوسيع الإدراك حتى يترسخ لديه التعلم ويصبح التحسين عملية مستمرة. وهنا يصبح للتعلم أثر ويبقى الأثر التعليمي لفترة طويلة مع المتعلم بل وينتقل الأثر إلى المحيط الخارجي للمتعلم فيصبح مدربا لا متدربا.
ولتحقيق المراحل الأربع السابقة لا بد من تطبيق مبادئ التعلم السريع مختصرة.

المبادئ الأساسية للتعلم السريع:

  • يعتمد على العقل والجسد معا بما يشمل العواطف والأحاسيس.
  • التعلم هو خلق المعرفة وليس استهلاكها.
  • التعلم الجماعي والتعاوني يُسرعان التعلم.
  • التعلم السريع هو الذي يتحرك في عدة مستويات عقلية وجسدية.
  • لابد من وجود التغذية الراجعة (إن أفضل وسيلة لتعلم السباحة هي السباحة).
  • التعلم يُبنى على تحسن المشاعر الإيجابية لدى المتعلم.
  • إن الدماغ البشري يميل لمعالجة الصور بدرجة كبيرة تفوق معالجته للكلمات.
  • التعلم السريع هو العمل بحد ذاته (افعل ما يؤدي المهمة).
  • اخترع تجارب خاصة بك (هي النتائج التي تحتاج لتحقيقها وليس الوسائل التي تستخدمها).
  • التعلم السريع وعاء مفتوح وغير مغلق…
  • التعلم السريع يعني النظرة الكلية للمتعلم.
  • التعلم السريع هو تعلم المشاعر ( المتعة والفرح).

تخيل إذا أجبرنا الصغار على الجلوس بدون حركة والعمل على حل الواجبات فقط فإننا بذلك نثبط قدراتهم على التفكير والإبداع
فالتعلم هو الحياة المستمرة (التعلم بنصفي الدماغ معا ). حث طلابك إذن على الحركة الهادفة داخل الفصل في إطار العمل الجماعي.
التعلم أثناء النوم حتمي الفشل…؟!

خلاصة القول: التعلم هو ما يقوله ويفعله المتعلم وليس ما يقوله ويفعله المعلم ولذا فإن المعلم هو الذي يحقق مبادئ التعلم السريع مع طلابه عن طريق:

التقليد                   الصوت العالي          الرسوم التوضيحية      صياغة المسائل

عمل (لوحات)       تسجيل الشرائط       التصور الذهني            حل المشكلات

رحلات- تجارب       سرد القصص           المشاهد التصويرية      الأفكار الإبداعية

تمثيل المشاهد     القراءة المتنوعة       تصميم المصورات         تحليل التجارب

أنشطة تعليمية     المناقشة والحوار     الزيارات والرحلات         طرح الأسئلة

مثال:

عندما يشاهد الطلاب مقطع فيديو هادف ( بصري) وتتم إعادة تمثيله (جسدي) ومن ثم مناقشة ما شاهدوه (سمعي) ويرون كيف تطبق تلك الأفكار على أرض الواقع (فكري)، فإننا نكون قد طبقنا مقاربة المعلم سافي SAVI.
أخي المعلم، أنت الذي تصنع الفرق، وتبهر الناظر، وتحقق أرقام قياسية في موسوعة التحسين المستمر والتعلم النشط والتدريس الفعال والتدريس الاحترافي… لتتحقق أفضل المخرجات، ولمزيد من المعرفة عن التعلم السريع إليك هذا الرابط.

 

البحث في Google:





عن زكريا الشهاوي

مديرمكتب التطوير التربوي بمدارس قرطبة الأهلية بجدة حالياً، مدرب بأكاديمية الخبراء وخبراء التربية بجدة سابقا. مستشار تربوي دولي محترف بالبورد العربي الكندي ومركز الاتزان البشري بلندن. مشرف بإدارة تعليم الطائف سابقا، ومدرب لدى لجنة المدارس الأهلية والأجنبية بكل من الطائف ومكة وجدة حاليا لمدة 36 عاماً.

7 تعليقات

  1. mohamed samadi

    مواضيع في المستوى المطلوب واتمنى لكم مزيدا من التالق

  2. محمد صالح

    كلام روووعه ⚘ جزآك الله خيرا وربنا يوفق كل المعلمين #

  3. د. محمود أبو فنه

    عزيزي الفاضل زكريا الشهاوي
    أشكرك على طرح مقالك المحفّز على تغيير طرائق التعليم التي تجعل
    المتعلّم شريكًا فعّالًا في عمليّة التعليم – التعلّم لإنتاج المعرفة وتذويتها
    بدلًا من حفظها واستهلاكها.
    في رأيي المتواضع ما طرحتُه يلائم المتعلّمين في المراحل الأولى – في
    المرحلة الابتدائية والإعداديّة، ولكنّه لا يناسب كثيرًا المراحل العليا –
    الثانوية والجامعيّة.
    وكلمة أخيرة: كنت أتمنّى أن نطبّق ما ورد في عرضك القيّم في مدارسنا
    ونستخلص العبر والدروس من هذه التجربة.

    • زكريا الشهاوي

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      اشكرك دكتور. على طرحك الجميل
      التعلم السريع والنشط والمتمايز يحتاج منا جميعا
      لتضافر الجهود..في الميدان التعليمي..
      ووطننا العربي في حاجة فعلية للتركيز على النتائج والمخرجات..التى تلبي الحاجات الفعلية لتطوره
      واكرر شكري وتقديري لشخصكم النبيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *