الأنشطة اللاصفية

دور الأنشطة اللاصفية في العملية التربوية

يعتبر النشاط المدرسي من أهم مقومات العملية التربوية التي تساهم في تربية النشء تربية متكاملة تهتم بالجوانب العلمية والحياتية للطلبة في جميع المراحل الدراسية، وتنقسم الأنشطة التربوية المدرسية إلى قسمين وهما: الأنشطة الصفية (Classroom Activities) التي تتم داخل حدود الغرفة الصفية، والأنشطة اللاصفية (Extracurricular Activities) التي تتم خارج الغرفة الصفية.

تسهم الأنشطة اللاصفية بكل أشكالها ومجالاتها في تنمية شخصيات الطلبة وتربيتهم اجتماعيا ونفسيا وجسميا وعقليا وأخلاقيا؛ مما يُعدهم لمواقف حياتية ومستقبلية ذات أثر كبير في تعلُّمهم بقدر يفوق أحيانا التعليم داخل الغرفة الصفية.

مفهوم الأنشطة اللاصفية

هي أنشطة تعليمية تعلّمية مخططة ومقصودة، تنمي  لدى الطلبة اتجاهات ومهارات تساعدهم على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه، والمشاركة في حل المشكلات والقضايا المجتمعية، وتتم ممارستها خارج الصف تحت إشراف إدارة المدرسة والمعلمين، كل في مجال تخصصه (عبد الوارث، 2022، 7).

ويعرض وجيه وميشيل (2011) عددا من التعريفات للأنشطة اللاصفية أو غير الصفية ومنها:

  • النشاط اللاصفي هو جزء من المنهج الكلي الذي يتضمن خبرات لا تقدّم عادة في الصف المدرسي.
  • الأنشطة اللاصفية هي النشاطات التي يمارسها الطلبة خارج الغرفة الصفية، والمكملة للمنهج، والتي تخطط لها الأجهزة التربوية وتوفر لها الإمكانات المختلفة لتحقيق الريادة في العملية التربوية، ويشارك فيها المتعلمون وفقا لميولهم واهتماماتهم ومستوى نموهم حسب المفاهيم التربوية الحديثة للمناهج المدرسية.

أهمية الأنشطة اللاصفية

تؤدي الأنشطة اللاصفية دورا هاما في العملية التعليمية التربوية، فهي تساهم في:

  • إكساب الطلبة المهارات والمفاهيم المختلفة.
  • ربط الطلبة بمجتمعهم وبيئتهم وواقعهم وحياتهم اليومية.
  • إطلاع الطلبة على المناسبات المختلفة التي حدثت في الماضي على المستوى المحلي أو على المستوى العالمي.
  • الكشف عن مواهب الطلبة وقدراتهم.
  • المساهمة في تعزيز القيم والأخلاق لدى الطلبة.
  • بناء التوجهات الإيجابية نحو التعلّم والمدرسة.
  • تحسين التحصيل الدراسي.
  • تنمية شخصية الطالب؛ حيث تسمح له بالتعبير عن مكنوناته الداخلية وآرائه وخبراته للآخرين.
  • تنمية مهارة البحث من خلال مصادر المعرفة المختلفة؛ من أجل الحصول على المعلومة، أو تنمية مهارة معينة، أو التوصل إلى مفهوم معين، أو القيام بفعالية معينة.
  • استثمار طاقات الطلبة في تطوير البيئة المدرسية والمجتمع المدرسي.
  • إثراء ميول الطلبة وإثارة دافعيتهم.
  • مساعدة الطلبة على اكتساب مهارات القراءة والكتابة.

أشكال الأنشطة اللاصفية

تتعدد أشكال مشاركة الطلبة في الأنشطة اللاصفية،  ومنها:

  • الإذاعة المدرسية: تعتبر الإذاعة المدرسية من أهم أشكال تفعيل الأنشطة اللاصفية التي تجعل الطالب فاعلا وإيجابيا، ولها دور هام في تنمية الثقة بالنفس لدى الطلبة، وتعويدهم على النطق السليم والقراءة الصحيحة، والجرأة الأدبية، وتساهم في دعم الدروس اليومية والأنشطة التربوية، وفي تثقيف الطلبة والترفيه عنهم وإطلاعهم على المستجدات في كافة المجالات العلمية، والسلوكية، والسياسية، والاجتماعية، والوطنية، والعالمية، بالإضافة إلى أنها تساهم في بناء معارف الطلبة وتنمية مهاراتهم وثقافتهم وتوسيع آفاق تفكيرهم ومداركهم. وكلما كانت فقرات الإذاعة متنوعة وتشمل فقرات دينية، ورياضية، وقيمية، وعروض مسرحية، وقراءة قصص، وعبر، وفقرات تفاعلية مع الطلبة في الجوانب الحياتية المختلفة، كلما تضاعفت الفائدة منها وزاد تأثيرها الإيجابي على الطلبة.
  • اللجان المدرسية: يُتيح انضمام الطلبة للجان المدرسية المختلفة مثل اللجنة الصحية، الكشفية، الثقافية، العلمية، المكتبة المدرسية.. والقدرة على العمل ضمن فريق، ويسمح لهم بالتأمل بالممارسات المختلفة، واتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية، بالإضافة إلى تنمية مجموعة من القيم لديهم مثل الالتزام والتنظيم.
  • العمل التطوعي: يعتبر انخراط الطلبة في العمل التطوعي داخل أو خارج حدود المدرسة من صور المشاركة الفاعلة في الأنشطة اللاصفية؛ فهو يسمح للطلبة بتقديم المساعدة، والعون في تطوير المجتمع المدرسي والمحلي، ويحفزهم على الإنتاج وتحمُّل المسؤولية، ويعزز الشعور بالانتماء، ويمنحهم القدرة على حل المشكلات.
  • الرحلات العلمية والترفيهية: تعتبر من الأنشطة اللاصفية التي تربط الطالب بمجتمعه وتكوّن لديه مجموعة من المهارات الاجتماعية، ومن الأمثلة على الرحلات العلمية: الزيارات الميدانية للمؤسسات أو الشركات أو المنشآت المختلفة؛ بهدف عمل أبحاث تربوية عنها أو دعم صمودها أو التعرف على منتجاتها ومراحل تصنيعها وغيرها. ويعمل هذا النوع من الرحلات على ربط الخبرات السابقة لدى الطلبة بالمعلومات الجديدة التي يكتسبونها(أحمد وآخرون، 2013).
  • الدورات التدريبية وورشات العمل: تتنوع الدورات التدريبية وورشات العمل التي يمكن أن ينخرط فيها الطلبة، مثل تلك التي تزودهم بمهارات تكنولوجية أو استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوت، ودورات اللغات، والذكاء العقلي، وكذلك الدورات الأنشطة الجسدية أو الذهنية المختلفة.

وهناك أشكال أُخرى من الأنشطة اللاصفية التي يمكن تفعيل دور الطالب من خلالها:

  • البرلمان المدرسي؛
  • الصحافة المدرسية؛
  • المناظرات؛
  • المخيمات الصيفية والمعسكرات؛
  • النوادي العلمية، الثقافية، الأدبية، البيئية..

دور أولياء الأمور في الأنشطة اللاصفية

لا يمكن أن تكون الأنشطة اللاصفية بمعزل عن أولياء الأمور؛ حيث أن مشاركتهم الفاعلة تغني وتثري تلك الأنشطة التي تنظمها الإدارة الدراسية والهيئات التدريسية داخل حدود المدرسة، كما أنها تُعّزز الروابط بين المدرسة والبيت.

ويمكن أن تتم مشاركة أولياء الأمور من خلال:

  • المشاركة الفعلية في الأنشطة اللاصفية التي تنظمها المدرسة من خلال قراءة قصص، المشاركة في الأنشطة التغذوية، والصحية، والرياضية، والأيام المفتوحة.
  • تنظيم ورشات عمل عن مهن أولياء الأمور، ومشاركة خبراتهم العملية، والقيام بتجارب عملية.
  • القيام بأعمال تطوعية داخل المبنى المدرسي.
  • اقتراح أنشطة لاصفية يمكن تنفيذها داخل حدود المدرسة وخارجها.
  • الدعم المادي للأنشطة اللاصفية من خلال تقديم المواد والأدوات والاحتياجات اللازمة لتنفيذ الأنشطة المختلفة.
  • الدعم المعنوي للأنشطة اللاصفية من خلال تحفيز الطلبة على القيام بها، وتوعيتهم بأهمية المشاركة في الأنشطة المختلفة.
  • التواصل مع الجهات الشريكة لوزارة التربية والتعليم والتي يمكنها دعم الأنشطة اللاصفية من خلال تقديم دورات أو ورشات عمل للطلبة في مختلف المجالات.
  • إشراك الطلبة في الأنشطة والمسابقات المتنوعة التي تُعلن عنها الأقسام المختلفة في مديريات التربية مثل، قسم النشاطات الطلابية وقسم الصحة المدرسية.

وأما دور أولياء الأمور في تنفيذ الأنشطة اللاصفية خارج حدود المدرسة فيتم من خلال إشراك الأبناء بالأنشطة والدورات وورشات العمل المختلفة التي تصقل شخصيتهم وتوافق ميولهم، وتغني معرفتهم وثقافتهم، وتعزز مهاراتهم، بالإضافة إلى إشراكهم في الأنشطة التي تعلن عنها المؤسسات المجتمع المحلي المختلفة، ومنها: البلديات والمجالس القروية والمكتبات العامة.

إثراء الأنشطة اللاصفية في العملية التعليمية التربوية

يمكن إثراء الأنشطة اللاصفية بحيث تكون وسيلة تعلُّم أفضل باتباع الآتي:

  • إعلام المعلمين والطلبة وأولياء أمورهم بالمناسيات الوطنية والعالمية والدينية المختلفة، وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة فيها.
  • توعية المعلمين والطلبة وأولياء الأمور بأهمية الأنشطة اللاصفية في دعم التعليم المدرسي.
  • تشجيع الطلبة على المشاركة في الأنشطة اللاصفية المتنوعة.
  • تقدير المواهب التي تظهرها الأنشطة اللاصفية وتحفيزها.
  • تخصيص جوائز فصلية أو سنوية لأفضل المشارَكات في الأنشطة اللاصفية.
  • استضافة متخصصين في المهن المختلفة.
  • استضافة المؤسسات الشريكة لدعم تعلُّم الطلبة وتحفيزهم على القراءة ودعم المواهب المختلفة.
  • تخصيص ميزانية مالية مناسبة للأنشطة اللاصفية.

الخلاصة

تساعد النشاطات اللاصفية في تحقيق الكثير من الأهداف التربوية المتعلقة بالعملية التعليمية التعلُّمية، باعتبارها وسيلة وأداة من أدوات التربية لتحقيق الأهداف والتكامل مع الأنشطة الصفية لما تتضمنه من إثراء في المواقف، والتدريبات، والتطبيقات العملية، والخبرات يحتاج إليها الطلبة مستقبلا، ونتيجة للأهمية البالغة للأنشطة اللاصفية فإنها تتطلب تكثيفا للجهود في هذا الجانب التربوي الذي يشغل حيزا مهما في المجتمع المدرسي، ويمكن من خلاله تقويم السلوكيات المختلفة واستثمار طاقات الطلبة بما يرفع من مستواهم الأكاديمي، ويعزز قدراتهم، وثقافتهم، ومشاركتهم في بناء مجتمعهم.

 


المراجع

  • أحمد، ابراهيم، جودة ، إيهاب، قابل هاشم. 2013. فاعلية استخدام الأنشطة اللاصفية في تنمية المفاهيم العلمية لدى تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي ذوى أساليب التعلم المختلفة، مجلة بحوث التربية النوعية. العدد 28،  345-360.
  • عبد الوارث، سيد. 2022. الأنشطة اللاصفية وإرساء القيم وزيادة التحصيل الدراسي. مكتبة نور.
  • فرح، وجيه، دبابنة، ميشيل. 2011. الأنشطة التربوية وأساليب تطويرها ط1. عمان، دار وائل للنشر.

البحث في Google:





عن نور أنيس كرزون

باحثة، ومديرة مدرسة حكومية/ وزارة التربية والتعليم- مديرية رام الله والبيرة. حاصلة على ماجستير تربية -تعليم رياضيات- من جامعة بيرزيت عام 2019، وبكالوريوس تعليم رياضيات وحاسوب - كلية العلوم التربوية عام 2006، ودبلوم تأهيل تربوي من المعهد الوطني للتدريب التربوي عام 2017. شاركت في عدة مؤتمرات تربوية، وقدّمت العديد من المبادرات في مجالات: البيئة المدرسية، التعليم والتعلم، الأنشطة اللاصفية، والتنمية المستدامة في التعليم. نشرت عدة أبحاث في مجالات: تقويم المناهج، واستخدام التكنولوجيا في التعليم في مجلات علمية محكمة. عضو هيئة عامة في "جمعية المدربين الفلسطينيين" وعضو هيئة إدارية في "مؤسسة الإبداع الفلسطيني الدولية".

تعليق واحد

  1. شكرا على هذا العمل القيم والمفيد..
    الأنشطة اللاصفية هي امتداد طبيعي للتعليمات وهي ضرورية لبناء شخصية متوازنة والتربية الأطفال والشباب على المواطنة والعيش المشترك.. كما أنها تساهم بشكل كبير في اكتشاف الذكاءات المتعددة للمتعلمين وتطويرها إضافة إلى تحصينهم وشدهم إلى المدرسة وبناء علاقة إيجابية معها..
    لكن كل هذا لن يتحقق إلا ببنية تحتية متطورة وبكفاءات علمية عالية وذاتزاختصاصات متنوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *