أهم ما تجب معرفته عن التعلم الفعال

سبق لنا في مدونة تعليم جديد أن تناولنا موضوع التعلم النشط التي يرى البعض أنه فلسفة عامة وإطار للتفكير في التدريس، بينما يرى آخرون أنه طريقة تدريسية عملية أكثر منها نظرية. وفي هذا السياق جاء مصطلح التعلم الفعال الذي اختلفت حوله -هو أيضا- الآراءُ، بين من يراه جُزءا من التعلم النشط وبين من يؤكد أنه ما هو إلا مرادف له، ومسميان لشيء واحد.

ونحن في هذا المقام، لن نحاول حل هذه الإشكالية والاختلافات بقدر ما سنحاول تسليط الضوء على مميزات التعلم الفعال وضرورته وشروط تحقيقه، لتبقى كلمة الفصل للقراء الأعزاء في التحليل والتمييز وحصر نقط التشابه والاختلاف إن وُجدت.

ظهرت الحاجة إلى التعلم الفعال لتحقيق أهدافٍ عِدّةٍ، لعل أهمها تجاوز قُصور الطرق التقليدية والوصول إلى مستوى الجودة والفعالية المطلوبين لكل تعليم ناجح، بُغية لحصول على أفضل المُخرجات التي يمكنها مواكبة التطورات والمستجدات العالمية على جميع الأصعدة.

1- مقارنة أولية بين الطرق التقليدية و التعلم الفعال

أ- الطرق التقليدية

– لجوء المتعلم إلى الحفظ كحل سهل.
– صعوبة تذكر المعلومات.
– كثرة الموضوعات النظرية قد تفقد المتعلمين التركيز.
– عدم القدرة على التمييز بين الأمثلة والاستنتاجات والتعاريف .
– صعوبة ربط ما يتم تعلمه بالواقع والمحيط.

ب- التعلم الفعال

– يعمل المدرس على إعداد بيئة صفية تشجع على الحافزيَّة والرغبة في التعلم.
– يتعلم المتعلم استراتيجيات التعلم (طرق الحصول على المعرفة).
– يربط المتعلم الأفكار الجديدة بمواقف الحياة.
– يأخذ المتعلم الوقت الكافي للتفكير فيما يتعلمه و في أهميته.
– يسهُلُ على المتعلم ربط المعلومات الجديدة بالمكتسبات السابقة.
– يصل المتعلم إلى حلول ذات معنى.

2- تعريف التعلم الفعال

يتحقق التعلم الفعال إذا كان لدينا متعلمون يكتبون أو يقرؤون أو يناقشون أو منهمكين في حل مشكلة أو إجراء تجربة عملية أو تحليل معطيات أو دراسة حالة أو غير ذلك من المَهمات المشابهة، البعيدة كل البعد عن ذلك التلميذ المتلقي السلبي الذي يسمع شرح المعلم (حتى لو كان هذا الشرح عرضا استعان فيه المعلم بالحاسوب وأدوات العرض) ويكتفي بتدوينه ليعود له لاحقا ليحفظه ويحاول حل التمارين على ضوء ما ورد فيه من معلومات.
و بصورة أكثر تركيزا نقول أن التعلم الفعال هو كل تعلم يدفع المتعلمين إلى استخدام مهام تفكير عُليا، مثل التحليل والتركيب والتقويم.
التعلم الفعال هو كل استراتيجية أو طريقة تدريسية أو تقنية تنشيط تُشرك المتعلمَ في أنشطة تدفعه إلى التفكير فيما يتعلمه.
وهو مرتبط بدرجة كبيرة بقدرة المدرس وإبداعه في إثارة اهتمام المتعلمين وانتباههم، وكذا بالعلاقة الإيجابية المفترضة بين المتعلمين ومدرسهم، وأثرها في التحفيز على التعلم.

وعموما، تنخرط في التعليم الفعال عناصرُ أساسيةٌ متكاملةٌ هي:
– المتعلم: والذي نعمل على أن يتحلى بالإيجابية والإبداع والتفاعل والتفكير الناقد…
– المعلم: وهو المتحكم في الاستراتيجيات الفعالة في التعليم.
– العوامل الخارجية: كالإعلام والبيئة المحلية والأسرة…
المادة الدراسية: وتهدف إلى إعطاء معنى وظيفي للتّعَلُّمات، بانتقاء المحتوى الذي يتماشى مع طموحات وانتظارات المتعلم الحياتية اليومية (لترسيخ الرغبة الدائمة في التعلم.)

3- المتعلم والمعلم في التعلم الفعال

– المتعلم: مشارك نشط يطرح الأسئلة ويبحث ويقرأ ويجرب ويكتب ويدون الملاحظات ويستنتج ويبحث عن حلول وتفسيرات…
– المعلم: مرشد وموجه وميسِّرٌ للتعلم، ومدير للمناقشات ومصمم للمواقف التعليمية المشوقة والمثيرة والمُحفزة…

4- تصنيف طرق التدريس في ” التعلم الفعال ” وفقاً لدرجة المجازفة

والمقصود بالمجازفة درجة تحكم المدرس في الأنشطة التعليمية، وهي على العموم 3 أنواع:

طرق تدريس ذات المجازفة البسيطة

يُطلب من كل متعلمين متجاورين القيام بأنشطة من قبيل:

– “فكر واكتب” لمدة دقيقة.
– مقارنة الملاحظات.
– مناقشات ثنائية لفكرة معينة.

– طرق تدريس ذات المجازفة المتوسطة

– التداريب الميدانية.
– يقوم الطلاب بأبحاق حول موضوع معين أو ظاهرة ما.
– إنجاز و إعداد مشروعات جماعية أو فردية.

– طرق تدريس ذات المجازفة العالية

– العمل في مجموعات أو التعلم التعاوني (التعلم التشاركي).
– تعلم الفريق.
– حل المشكلات.

وهذه أمثلة لبعض الأنشطة في التعلم الفعال :

– نشاط ” فكر واكتب ” لمدة دقيقة واحدة.
– مناقشات زوجية: مناقشة فكرة أو الإجابة عن سؤال.. .
– التداريب الميدانية .
– التعلم القائم على حل المشكلات.
– التعلم التعاوني التشاركي .
– إنجاز مشروعات فردية أو جماعية.
و هذا موضوع ذو صلة تجدون فيه العديد من المقترحات والأنشطة التي يمكنكم الاختيار منها ما يتلاءم وفصلكم الدراسي.

5- أهم شروط ودعائم التعلم الفعال

تتمحور هذه الشروط في غالبها بتثمين دور المتعلمين، وإشراكهم في العملية التعلمية. ومنها:

– الدافعيـة: تحفيز الرغبة في التعلم وخلق الحوافز النفسية المؤدية إلى التعلم الفعال .
– الانخراط الفعال: تصميم أنشطة وخلق أجواء تدفع المتعلم إلى العمل بحماس، موظفا في ذلك طاقاته المختلفة، غير مُكتفٍ بتلقي المعلومات (تشجيع حب الاكتشاف والفضول الفطري لدى المتعلم).
– تسهيل الاستيعاب، وذلك ب:
-تقديم أنشطة تدريسية بكيفية ملائمة لغويا ومعرفيا ووجدانيا.
– ربط المحتوى بمعارف المتعلمين ومحيطهم (تعلم ذو معنى).
– توظيف التقنيات والوسائل المساعدة والميسرة للفهم: صور، حواسيب، فيديو، خطاطات…
-التملك: شعور المتعلم أنه صاحب النشاط التعلمي (الفكرة، المشروع، الإنجاز…).
– تنويع استراتيجيات التدريس: التعليم بالاكتشاف، الحوار، العمل التعاوني…
– تنويع أنماط التعليم: مرئي، سمعي ، حركي…
– تشجيع الاستقلالية: بالتربية على الاختيار والتعلم الذاتي، وترك مساحة حُرَّة للإبداع والتعبير الحر.
– تقبل المحاولات التقريبية: والقريبة من المطلوب، فلا ينبغي للمعلم أن يتوقع نتائج عالية ومُبهِرة من المحاولة الأولى، بل عليه مساعدة المتعلم على تحسين أدائه تدريجيا.

6- المستجدات التربوية المرتبطة بالتعلم الفعال

وفي ارتباط بهذا المفهوم، ظهرت في العقود الأخيرة مجموعة من النماذج النظرية والطرائق التي تُبرز وتهتم بموقع المتعلم وأهميته في العملية التعليمية التعلمية، ومن هذه المستجدات نذكر:

نظرية المنهاج: والتي تقدم مجموعة من التوجيهات والمفاهيم والطرق لاعتمادها في صياغة البرامج والمقررات الدراسية، مركزة على الاهتمام بموقع المتعلم وأخذ خصوصياته بعين الاعتبار.
– الاهتمام بدراسة حاجات المتعلمين.
– الاهتمام بالمقاربات التربوية التي تهتم بالفروق الفردية: البيداغوجية الفارقية، الاكتشاف، الإتقان…
– اعتماد المقاربة التواصلية في تدريس اللغات: صياغة البرامج اللغوية على أساس الوظائف التواصلية التي يحتاج المتعلمون توظيفها، بتصميم واختيار المواقف التي يرتاح فيها المتعلم ويجد نفسه فيها.
– استراتيجيات التدريس الحديثة والاتجاهات الحديثة في التعليم.
– الطرق والبيداغوجيات المتمركزة حول المتعلم.


المراجع

https://www.alukah.net/social/0/83404/#ixzz5ZDWbV3Iu
http://child-trng.blogspot.com/2012/05/blog-post_10.html
https://kenanaonline.com/users/Education-Learning/posts/154362
https://www.alaraby.co.uk

البحث في Google:





عن رشيد التلواتي

مدرس ومدون و مهتم بتكنولوجيا التعليم. عضو مؤسس و محرر بموقع " تعليم جديد ". حاصل على الإجازة في الدراسات الأمازيغية، الأدب الأمازيغي. حاصل على شهادة متخصص مايكروسوفت أوفيس (MOS: Word, Powerpoint).

3 تعليقات

  1. ناهد العبدالله

    ماشاء الله
    موضوع مهم جدا وشائق ويهم كل من لديه الرغبة والشغف في تطوير ذاته أو تطوير المعلمين المنتسبين لمؤسسته
    كل التقدير لك أستاذ

  2. د.+محمود+أبو+فنّه

    مقالة مهمّة يحتاجها كلّ معلّم يبحث
    عن محفّزات وطرائق لتفعيل الطلاب،
    وحثّهم على المشاركة والتفكير الناقد،
    وتقليص الاعتماد على الطرائق التقليديّة
    الوجاهيّة في التدريس.
    تحيّاتي للأخ رشيد التلواتيّ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *