العالم الافتراضي في التعليم الثانوي

تقنية الواقع الافتراضي ودورها في عقد الاجتماعات الافتراضية للموارد البشرية

الواقع الافتراضي: 

إنّ تقنية الواقع الافتراضي ليست تقنية جديدةً كما يعتقد البعض بل هي تقنية تعود لأواخر الثمانينات، وأول من تناول واهتم بموضوع الواقع الافتراضي هو المفكر الأمريكي كلارك آرثر صاحب كتاب الواقع والنجوم، والذي تصور فيه بأن الأفراد مستقبلا سيتواصلون فيما بينهم من خلال عقد الاجتماعات والمؤتمرات بشكل إلكتروني دون أن يتطلب الأمر تواجدهم في نفس المكان، وهذا ما توصلنا إليه مؤخرا في ظل التطورات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات ومجال التقنيات المختلفة ومنها تقنية الواقع الافتراضي، والتي من خلالها نستطيع أن نخوض تجارب عديدة وبالأخص التجارب التي يصعب خوضها في العالم الحقيقي أو حتى التجارب الخيالية، وكأننا نمارسها في الحياة الحقيقية.

تقنية الواقع الافتراضي هي تقنية قائمة على محاكاة الواقع الحقيقي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر تهدف إلى الانغماس الكلي للمشاهد في الواقع الخيالي (الافتراضي) وكأنه يعيش تماما بكافة حواسه في هذا الواقع، يتم تحقيق ذلك من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر والمعدات الحسية مثل: سماعات الرأس والقفازات، وهي تعد وسيلة فعالة لمحاكاة الواقع مهما كانت ظروفه وصعوبته، فمن خلاله يمكن تكوين بيئات مختلفة تحكي الواقع لا يمكن للفرد الوصول إليها أو التعايش معها مثل البيئة الفضائية.

تقنية الواقع الافتراضي لم تعد مقتصرة ومحصورة فقط على مجال الترفيه والألعاب، بل تم توظيفها في مجالات عديدة ومختلفة ومنها التعليم، وتدريب الموارد البشرية، و سنرى من خلال هذه المقالة كيف تم توظيف هذه التقنية من خلال  التطبيقات القائمة على الواقع الافتراضي  لخدمة الموارد البشرية في مجال عقد الاجتماعات، و قبل التحدث عن ذلك سنتطرق إلى الفرق بين مصطلح الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وأهم الإيجابيات والسلبيات المتحققة من استخدام تقنية الواقع الافتراضي.

الواقع المعزز:

هو نوع من الواقع الافتراضي الذي يهدف إلى تكرار البيئة الحقيقة في الحاسوب وتعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءا منها، هو يقوم على المزج بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المستخدم والمشهد الظاهري الذي تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب والذي يعزز المشهد الحقيقي بمعلومات إضافية ويهدف إلى تحسين الإدراك الحسي للعالم الحقيقي الذي يراه ويتفاعل معه المستخدم، فهو يقوم بإضافة عناصر افتراضيّة على المشاهد الحقيقية التي نراها أمامنا بشكل يجسد واقع جديد مؤلف من المكونات الفيزيائية الحسية التي نستطيع لمسها بيدنا، ومن مكونات افتراضيّة غير قادرين على لمسها لكن نستطيع إدراك وجودها والتفاعل معها، ومن أشهر التطبيقات المعروفة فلاتر تطبيقات التواصل الاجتماعي.

تستخم تقنيه الواقع المعزز في عدة مجالات منها الترفيه والتدريب العسكري والتصميم الهندسي والروبورتات والصناعات التحويلية ولتشغيل هذه التقنية يتطلب الأمر وجود برمجيات تدعم هذه التقنية، ويكفي امتلاكك هاتفا ذكيا للحصول على تجارب الواقع المعزز، عكس ذلك الواقع الافتراضي الذي يحتاج أدوات إضافية مثل النظارات، فالواقع الافتراضي VR يكون المستخدم في عالم افتراضي خيالي، أما الواقع المعزز AR يكون المستخدم في عالمه الحقيقي ولكن مع إضافة بعض المؤثرات الرقمية.

الفرق ما بين الواقع المعزو الواقع الافتراضي: 

فكرة الواقع المعزز هو امتداد للواقع الافتراضي حيث تقع بين البيئة الحقيقية والبيئه الافتراضية وعلى الرغم من وجود روابط مشتركه في صفات و خصائص الواقع الافتراضي والمعزز إلا أنه يوجد هناك اختلاف بين التقنيتين ونوضح أهم الفروق والاختلافات بين هذه التقنيتين في الجدول التالي:

 

أنواع الواقع الافتراضي:

  1. واقع افتراضي يشعر فيه المستخدم بأنه جزء من البيئة الافتراضية التي يقوم بتجربتها، وذلك عن طريق استخدام الأجهزة التي تحقق فكرة الانغماس الكلي للمستخدم في البيئـة الافتراضية المعروضة، مثل استخدام نظام صوت ثلاثي الأبعاد، ونظام رؤيا شامل ومتطور ومحاط بأجهزة استشعار متطورة، حيث لا يرى المستخدم سوى العالم الافتراضي الذي يقوم بمشاهدته والتحرك فيه والإحساس الكلي بكل ما يدور فيه، يتم إيهامه بوجوده فعليا في العالم الافتراضي دون الشعور بوجود العالم الواقعي من حوله أي يخلق حالة من التواجد المكتمل.
  2. واقع افتراضي محدود المكان والوظيفة يتم استخدامه في أجهزة المحاكاة، ويقوم المستخدم بمحاكاة خواص معينة مثل تأثير السرعه العالية على بعض الأجسام.
  3. واقع افتراضي طرفي يستخدم الشاشات العادية لرؤية العالم الافتراضي، ممـا يحد مـن الشعور بالتواجد الواقعي في العالم الافتراضي.

إيجابيات نظام الواقع الافتراضي:

  • الانغماس وشعور المستخدم بأنه متواجد حقا داخل هذا العالم و مرتبط به ومسؤول عنه.
  • التفاعل وقدرة مستخدم البرنامج على التأثير في هذا العالم المصنوع الذي يراه أمامه والتعامل بنفس المنطق الذي يستطيع التعامل به مع الحياة العادية.
  • إمكانيه معايشة أي بيئة مهما كانت واقعية أو خيالية.
  • إمكانية تجنب الأخطاء المتوقعة حدوثها في العالم الحقيقي مثل دراسة المفاعل النووي أو قيادة الطائرة.
  • تسمح للطلاب بإجراء التجارب المعملية خطوة بخطوة كما تهيئ له فرصة الاستمرار في التجربة خلال مدة زمنية مفتوحة وباستخدام تقنيات جديدة عبر الاستعمال الفعلي للتجربة، و تهيئ الطالب للتفاعل مع التجربة الافتراضية والمشاركة الإيجابية فيها وفق النتائج التي يحصل عليها.
  • تشجع على الإبداع والابتكار خاصة في البرامج التي تعتمد على الإنشاء والتصنيع.
  • تشجع على المشاركة الفعالة في التعليم والتدريب.
  • توفير تكاليف وجود بيئة حقيقية واعتمادها على بيئه افتراضية.
  • التحديث والتجديد المستمر كونها تعتمد على تقنية متجددة بشكل متسارع.
  • يساهم في إضافة عنصر التشويق والمتعة و الإثارة أثناء تلقي المادة التدريبية.

سلبيات الواقع الافتراضي:

  • التكاليف العالية في سعر إنتاج البرامج الافتراضية و عند شراء الأجهزة المطلوبة وبالتالي محدودية استخدامها.
  • محدودية تأثير الحواس الخمس في نظام الواقع الافتراضي الذي لا يتجاوز في استخدامه حاسة السمع والبصر و الشعور ولكن ربما ستظهر أخرى تستخدم الحواس الأخرى مستقبلا.
  • التأثير الصحي السلبي نتيجة الاستخدام المفرط لبرامج الواقع الافتراضي و أجهزه الحاسوب.

الواقع الافتراضي في خدمة الموارد البشرية في عقد الاجتماعات الافتراضية: 

وفرت تطبيقات تكنولوجيا الواقع الافتراضي تطبيقات فعالة تخدم مختلف المجالات الصناعية والتجارية ولم تعد محصورة فقط ومطبقة فقط على مجال الألعاب الإلكترونية، حيث أن الشركات العالمية مثل Amazon و Facebook  Google قامت بإنتاج العديد من التطبيقات التي تخدم أهدافها التسويقية والتجارية من خلال الاستثمار في تقنيه الواقع الافتراضي. هذه التطبيقات تتطلب وجود تقنيات وأجهزة تقنية كالنظارات وأجهزة الواقع الافتراضي والتي أصبحت متوفرة متاحة بشكل كبير بأنواع متعددة ومتطورة وأسعار تنافسية مناسبة ُتتيح سهولة اقتنائها وامتلاكها من قبل المؤسسات والأنشطة التجارية ومن قبل الجمهور المستهدف.

سنتناول في هذا المقال توظيف واستثمار هذه التقنية في خدمة الموارد البشرية في عقد الاجتماعات الافتراضية.

عقد الاجتماعات الافتراضية (غرف العمل):

بعد أن أصبحت العديد من الشركات تواصل عملها عن بعد و بعد انتشار الجائحة العالمية كورونا التي أدت إلى إغلاق مساحات العمل الفعلي، أطلقت شركات وأشهرها شركة ميتا تطبيقا جديدا للعمل عن بُعد عبر الواقع الافتراضي يسمى تطبيق Horizon Workrooms.

هو تطبيق مجاني صمم خصيصا لعقد الاجتماعات عن بعد يمكن لمستخدمي سماعات الرأس من نوع  Oculus Quest 2 التابعة للشركة عقد اجتماعات بنسخ رمزية لأنفسهم، لتصبح شركة فيس بوك من خلال تطبيقها الذي أصدرته مستعدة لتنافس منصات الاتصال عن بُعد مثل Zoom، وGoogle Meet، من خلال تقديم شيء مختلف إذ توفر مساحة تجمع واقع افتراضي لاجتماعات العمل لمستخدمي سماعات الرأس Oculus Quest 2 التي تكون مدمجة مع ميكروفون وسماعات رأس وتقنية الصوت المكاني، هذا التطبيق  يسمح  للمستخدمين بعمل نسخ افتراضية يجسد اجتماعهم إذ يظهر الجميع في الاجتماع الافتراضي على هيئة رسوم متحركة.

يسمح التطبيق لما يصل إلى 16 مستخدماً لسماعات الرأس Oculus Quest 2 بالاجتماع في غرفة اجتماعات افتراضية، حيث تمثل كل منهم صورةٌ رمزية قابلة للتعديل تشبه الرسوم المتحركة، تظهر على أنها مجرد جزء علوي يطفو قليلاً فوق كرسي افتراضي على طاولة، كذلك يدعم التطبيق ما يصل إلى 50 مشاركاً في اجتماع واحد، ويمكن للأعداد الإضافية الانضمام من خلال الاتصال بالفيديو، بحيث يظهرون داخل غرفة الاجتماعات الافتراضية عبر شاشة مسطحة، يمكن كذلك للمشاركين في الاجتماع الذين يرتدون سماعات الرأس استخدام أصابعهم وأيديهم الفعلية لإصدار إشارات في الواقع الافتراضي، وتبدو شخصياتهم الافتراضية الكرتونية كأنها تتحرك بطرق واقعية أثناء التحدث، كما تتيح السبورة الافتراضية للأشخاص مشاركة الصور أو عروض تقديمية.

يستطيع مرتدي سماعات الرأس مشاهدة شاشة الكمبيوتر الحقيقية الخاصة بهم في الواقع الافتراضي من خلال تطبيق سطح “مكتب مُصاحِب “، كما يمكن للمستخدمين التفاعل مع بعضهم البعض بطرق تحاكي الحياة الواقعية من خلال إمكانية تتبع حركات اليدين والصوت الذي يمثل صوتيات الغرفة بحيث يجعل الأصوات تبدو كأنها تأتي من اتجاهات محددة.

أهم المزايا الموجودة في تطبيق Horizon Workrooms:

  • السبورة الثابتة: نستطيع تحويل أي مساحة خالية إلى لوحة بيضاء افتراضية بإمكانك مشاركة وإضافه ملاحظات لاصقة أو صورًا تبقى موجودة في المرات التي يتم فيها تسجيل الدخول.
  • غرف مرنة: بإمكانك أن تحدد المساحة التي تحتاجها لأداء أعمالك، من خلال تشكيل المجموعات الفرعية لتبادل الأفكار مع فرق صغيرة، وغرف العروض التقديمية التي تتوسع تلقائيًا مع انضمام المزيد من الأشخاص إلى الاجتماع.
  • انضم من أي مكان: تستطيع الانضمام إلى غرف العمل بمجرد الاتصال من جهاز كمبيوتر مثل مكالمة عادية لتظهر على الفيديو للأشخاص في الواقع الافتراضي.
  • سطح المكتب البعيد: من خلال استخدام تطبيق (Meta Quest Remote Desktop ) بإمكانك إحضار شاشة الكمبيوتر الفعلية في الواقع الافتراضي، و تدوين الملاحظات أو مشاركة المحتوى مع بقية الغرفة.
  • الواقع المختلط: هناك إمكانية لرؤية بيئتك المادية في الواقع الافتراضي.
  • الصوت المكاني: هناك إمكانيه لتتبع من يتحدث وأين يتواجدون بحيث يتولد شعور بأنكم بنفس الغرفة.
  • صور شخصية معبرة: بإمكانك أن تختار الشخصية الرقمية الكرتونية مع إمكانيه تتبع تعابير الوجه واليدين لإثراء التواصل غير اللفظي.
  • بيئات مخصصة: بإمكانك أن تختار بيئة المكتب التي تناسب حالتك المزاجية، وتخصص المساحة بالصور والشعارات.

 

 


المراجع:

https://www.meta.com/work/workrooms/

https://www.knooznet.com/?app=article.show.60329

https://attaa.sa/library/view/1093

https://sh-e34.wixsite.com/augmented-reality/alfrq-byn-alwaqa-almazz-walaftradhy

https://cutt.us/Eqt3P

https://sites.google.com/site/vrlearrn/tathyrath/positive

https://www.alaraby.co.uk/entertainment_media/تطبيق-جديد-من-%22فيسبوك%22-للعمل-عن-بعد-عبر-الواقع-الافتراضي

https://alwan.elwatannews.com/news/details/5649370/%D9%83%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82-Horizon-Workrooms-%D8%A3%D8%B5%D8%AF%D8%B1%D8%AA%D9%87-%D9%81%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%88%D9%83

https://sites.google.com/site/vrlearrn/alfrq-byn-alwaq-alaftrady-w-alwaq-almzz

https://chameleontour.com/ar/%D9%87%D9%84-%D9%82%D9%85%D8%AA-%D8%A8%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A/

البحث في Google:





عن ھبه محمد صدقي شقو

موظفة إدارية و طالبة ماجستير في تخصص الموارد البشرية التطبيقية، فلسطين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *