الأطفال لا يحبون الدوام المدرسي

لماذا لا يحب أطفالنا الدوام المدرسي ؟؟؟

لم تعد المدرسة ذات معنى للكثير من صغارنا في المجتمع، فعندما يعلن تعليق الدوام لأي سبب من الأسباب نجد الفرحة في وجوه الأطفال، بل ويعبرون عن فرحتهم بكلماتهم البريئة.

هذا ما حدث مع الأطفال عند إعلان تعليق الدوام بسبب انتشار فيروس الكورونا..

هل مدارسنا سجن؟ هل المنهاج سوط مسلط على أبنائنا؟ أم أن المعلم وطريقة عرضه للمنهاج هو ما أثر على المتعلم؟ أم أن المشكلة في المتعلم؟ أم أن الدور الرئيس يعود إلى عدم الاستعداد لدخول المدرسة؟ سوف نناقش هذه الأسئلة في هذا المقال.

يعتبر النظام المدرسي نظاما يقوم على قواعد متينة وتقاليد تراكمت وتطورت عبر السنين، يتم من خلالها اتصال تفاعلي بين المعلم والمتعلم، وبين المتعلمين بعضهم البعض، يتيح فرصة مناقشة قضايا تربوية وتعليمية واختيار البرامج المفيدة في وجود معلم له خبرة في توجيه الطلبة والتعامل معهم، ولقد أثر التغيير في المجتمع في كل نواحي التربية سواء ما يتعلق بفلسفة التربية وأهدافها أو ما يتعلق بدور المدرسة وعلاقتها بالمجتمع.

دور الآباء في تحصيل الأبناء

تعد مرحلة الطفولة من 3-5 سنوات من أهم المراحل النمائية في عمر الطفل، وهي المرحلة التي يمتلك فيها الوالدين الفرص للتأثير على نظرة الطفل للحياة، ونظرته لنفسه.

من المهم معرفة مهارات الطفل وقدراته أثناء تحضيره لدخول المدرسة وكيف يقرأ ويكتب ويتفاعل مع الآخرين، واستقلاليته الشخصية ونشاطه الحركي.

كل هذه المهارات لا تكتسب لدى الأطفال بنفس المعدل، فهناك فروق فردية. ولكن يوجد مهارات عامة يجب أن يمتلكها جميع الأطفال في عمر 4 سنوات منها:

  • مهارات حركية مختلفة.
  • رسم دوائر ومربعات.
  • المشاركة في الأنشطة الجماعية لمدة 10-15 دقيقة.
  • الاستفسار والمساعدة الإيجابية.
  • إحصاء خمس أشياء وإدراك مفاهيم التضاد.
  • تمييز الألوان واستعمال المعاني والضمائر، وأدوات التعريف، والمحادثة والتمكن من فهم حوالي 2000 مفردة.

ثم يأتي دور المدارس ورياض الأطفال وضرورة خلق محيط تعليمي يُشعر المتعلم بالثقة والاستقرار، وتأمين محيط تربوي آمن وإيجابي للأطفال ويكون محفزا للدراسة. بحيث تكون المدرسة صديقة للطفل. وذلك من خلال:

  • الاهتمام التام بالمتعلمين.
  • اللعب والمرح.
  • البناء الإيجابي.
  • الرسائل والقيم التي تبثها المدرسة.
  • خلق محيط مساعد على النجاح.
  • زرع الثقة والتقدير في نفوس المتعلمين.
  • تعليمهم من خلال الفنون.

فالتعليم عملية ذهنية منظمة يمارسها المعلم بهدف نقل ما في ذهنه من معارف ومعلومات إلى الطلاب المتعلمين، والذين يكونون بحاجة إلى هذه المعارف، فيقوم المعلم بإيصال هذه المعارف بشكل شخصي، ضمن عملية منظمة.

مبادئ التعليم

تنقسم مبادئ التعليم إلى:

مبدأ المشاركة: وهو ضرورة إتاحة الفرصة للمتعلمين للمشاركة في التعليم مباشرة بواسطة تبادل المعلومات والمهارات والعمل على مهام معينة ضمن البرنامج التعليمي، بحيث يتم طرح الأفكار بين المعلم والمتعلمين.

مبدأ المناقلة: وهو تطبيق ما يتعلمه المتعلمون ونقله للواقع الفعلي، فقد يكتسب المتعلم أكثر من مهارة خلال البرنامج التعليمي ولذا تنقل هذه المهارات المختلفة إما بشكل كامل أو من خلال تطبيق كل مهارة في وقت مناسب لنوع المهارة.

مبدأ التعزيز: وهو تحفيز السلوك الجيد المرغوب فيه، والحد من السلوكيات غير المرغوب بها من خلال تهيئة الحوافز أمام المتعلمين من خلال البرنامج التعليمي.

مبدأ التغذية الراجعة العكسية: وهو يساهم في تصحيح أخطاء المتعلمين في كل مرحلة من مراحل التعليم.

مهمة المعلم

للمعلم مهمة سامية حيث يقوم بالنيابة عن الوالدين، فهو موضع ثقتهما، فقد أوكل المجتمع إليه أمر تربية الأبناء حتى يصيروا صالحين.

أدوار المعلم

  • ناقل للمعرفة.
  • رعاية النمو الشامل للطلاب.
  • خبير وماهر في مهنة التدريس والتعليم.
  • مسؤول عن الانضباط وحفظ النظام.
  • مسؤول عن تقويم مستوى تحصيل الطلاب.
  • مرشد نفسي ونموذج للطلاب.
  • عضو في مهنته منتمياً لها وعضو فعال في المجتمع يتفاعل معه.

عناصر التدريس

يوجد العديد من العناصر التي يمكن تنويعها منها المحتوى والعمليات والمنتج من التدريس وبيئة التعلم وبيئة تنفيذ أدوات التقييم واستخدام التكنولوجيا داخل الفصل. وهذا التنويع يسبب الإثارة والتشويق.

وخلاصة القول حتى يحب التلاميذ المدرسة:

ينبغي تهيئة الأطفال للمدرسة وتشجيعهم عليها من قبل الوالدين، كذلك اهتمام الوزارات بمناهج تناسب المراحل العمرية مبنية على النشاط، وأن يكون المنهاج والأنشطة في السنوات الأولى فقط داخل المدرسة وعدم التكليف بواجبات تثقل كاهل الأطفال، كذلك على المعلمين إعادة النظر في طريقة تشجيع تلاميذهم على التفكير حتى يشعروا بالمتعة المصاحبة للفكرة الناجحة. وذلك من خلال:

  • صفوفنا تقليدية، وعلينا استخدام التكنولوجيا المثيرة لطلابنا وهنا على المعلمين استخدام الفصول المنعكسة مما يؤدي إلى عدم قلق الطلبة المتغيبين.
  • يجب التأكد من أن هناك مشكلات بحاجة لحل، وهذه المشكلات قد تكون عملية باستخدام أنشطة مختلفة.
  • احترام الحدود المعرفية للتلاميذ.
  • توضيح المشكلات المراد حلها.
  • إعادة النظر في وقت إثارة حيرة التلاميذ من خلال طرح سؤال مثير للتفكير أو إجراء تجربة مثيرة لهم.
  • تقبل اختلاف استعداد التلاميذ للتفوق والتصرف بناء على ذلك، حيث تتفاوت درجات استعدادهم للتفوق بناء على اختلاف بيئاتهم.
  • تغيير الإيقاع الصوتي، أو النشاط لجذب انتباه التلاميذ.
  • تعليم التلاميذ المهارات المختلفة بالرغم من أن الاختبارات تتطلب الحقائق، حيث أن المهارات لابد أن تسبق الحقائق، فنحن بحاجة إلى مفكرين، فالتفكير الجيد يقتضي الإلمام بالحقائق.
  • جعل الطلاب يفكرون كالعلماء.
  • ربط المادة باهتمامات المتعلمين.

 


المراجع

  • أسعد، فرح (2018): المعلم الناجح في التربية والتدريس، دار ابن النفيس للنشر والتوزيع، عمان، المملكة الأردنية الهاشمية.
  • ريف، ساندرا (2005): الاستعداد لدخول المدرسة، ترجمة ضحى الخطيب، مكتبة العبيكان، المملكة العربية السعودية.
  • ويلينجهام، دانيال (2017): لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة، ترجمة فايقة حنا، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، جمهورية مصر العربية.

البحث في Google:





عن فداء محمود الشوبكي

معلمة في وزارة التربية والتعليم - حاصلة على ماجستير في المناهج وطرق التدريس - شاركت في عدد من المؤتمرات والأيام الدراسية - نشرت لها بعض الأبحاث - غزة، فلسطين

4 تعليقات

  1. محمد طه بصل

    شكرا على إلقاء الضوء على هذا الموصوع الأهم. وفقكم الله أستاذة وفاء .

  2. خالد الخليفة

    مبدئياً نمط الحياة تغير .. لذا لا بد أن تتغير المدرسة في فسلفتها وسياستها وبطبيعة الحال أدواتها وطرقها.

  3. د. محمود أبو فنّه

    موضوع المقال هامّ وعمليّ لما نلمسه لدى الطلاب
    من تقاعس في الأشهر الأخيرة، وفيها اقتراحات بنّاءة،
    ولكن لم يرق لي تعريف عمليّة التعليم كما ورد في المقال؛
    إذا التأكيد في التعريف على نقل المعلومات والمعارف من المعلم
    للطلاب، كأنّهم وعاء فارغ يحتاج أن نملأه!
    التعليم المنشود هو تعزيز مهارات التفكير والإبداع والابتكار والتعلّم
    الذاتيّ لدى المتعلّمين!
    كذلك أنوّه ببعض الأخطاء التي وردت في المقال نحو:
    يمتلك فيها الوالدَين – الصواب: الوالدان.
    خمس أشياء – والصواب: خمسة أشياء.
    عضو في مهنته منتميًا – الصواب: منتمٍ.

  4. د/ عبدالناصر فايز - جامعة أسوان

    السلام عليكم
    شكرا على مقال حضرتك وهو بالطبع واقع نعاني منه مع ابائنا واعتقد السبب الرئيس هو التركيز على الناحية المعرفية والحفظ واهمال الانشطة، اتذكر عندما كنت ادرس دكتوراه في المانيا ومعى صديق مصري ليه طفل 4 سنوات لايعرف شئ عن اللغة الالمانية وذهب به في اليوم الاول للحضانة التي قابلها الطفل بالبكاء الشديد واراد الرجوع مع والده ولكن الوالد اصر على بقائه وفي نهاية اليوم ذهب الاب ليأخذ أبنه للمنزل وإذا بالطفل لم يريد الرجوع مع والده ، ويرجع ذلك للأنشطة من جهة ومعاملة المعلمات المبتسمات من جهة اخرى نحن للاسف المعلمة تتعامل بعنف وكأنها امنا الغولة
    تحياتي
    د/ عبدالناصر فايز محمود ابوالعون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *