خمس طرق لدمج التقنية في التعليم بأقل تكلفة

لا ينبغي التقليل من شأن التقنية ودورها المتزايد في تجويد التعليم وتطويره، كما لا ينبغي التهويل من شأنها باعتبارها الطريق الوحيد نحو تعليم جيد، بشكل يدفع أصحاب هذا التوجه الأخير إلى الانهيار التام حين يفكرون في أتمتة التعليم بتقنيات متطورة فيجدون إمكانياتهم المادية المتواضعة لا تلبي طموحاتهم التقنية الضخمة.

فقضية دمج التقنية في التعليم  أصبحت الآن أيسر مما كان، بعد أن غدت معظم الأدوات والأجهزة التقنية شخصية ومحمولة ويمكن اقتناؤها بأسعار معقولة. فمعظم الناس على اتصال مستمر بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بدلا من الاعتماد على أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو المحمولة، والهواتف الذكية أصبحت أقوى من الحواسيب الأولى. بسبب هذ،ا أصبح من الممكن دمج التقنية في التعليم بميزانية صغيرة دون أدنى مشاكل. فلنكتشف معاً من خلال هذا الموضوع خمساٌ من أهم الطرق الجيدة التي تساعدنا في ذلك.

devices

طبق نظام بيود BYOD

تحدثنا سابقا عن نظام بيود وعلاقته بالتعليم، كما خصصنا وسما خاصا تحت اسم byod.

تخيل نفسك جالسا في مكتبك تمارس عملك، وفجأة دخل عليك مديرك، وأخذ منك الهاتف وجهاز الحاسوب، وعوضها بأجهزة أخرى وطلب منك استخدامها. كم سيكون الأمر مربكا بالنسبة لك. الطلاب والمعلمون هم أكثر راحة باستخدام أجهزتهم الخاصة التي يحبون الاشتغال بها. أما تخصيص أجهزة لكل واحد منهم في المدرسة فهو أمر غير مطلوب مادام يرهق حسابات الميزانية ويربك المستخدمين ويؤخر أداءهم.

 

اعمل على ترشيد الشراء

شراء الأجهزة التقنية أو تجهيز المدرسة تقنياً يجب أن يتم وفق خطة تعطي أهمية كبرى للأولويات. فغالبا ما نجد بعض التقنيات المستخدمة في التعليم الإلكتروني لا تشكل أولوية كبرى رغم أهميتها، ونمثل لذلك مثلا بالشبكة الداخلية للمدرسة Intranet و دفاتر التقويم الإلكترونية، ومنصات التواصل بين البيت والمدرسة، و نظم إدارة التعلم LMS. فقبل أن نختار أيا من هذه التقنيات يجب التحقق أولا من مدى أهميتها بالنسبة للطلاب ومدى حاجتهم إليها وهل يمكنهم استخدامها بنجاح أم أنها يمكن أن تتحول إلى عبء ثقيل… لابد من الإجابة الصريحة على الكثير من الأسئلة التي يمكن طرحها في هذا الصدد، فالإجابات قد تكون صادمة لنا في بعض الأحيان.

 

اعتمد على المفتوح المجاني

لا مبرر الآن لمن يشتري برامج رقمية بأثمان خيالية في وقت نجد فيه برامج أخرى مجانية تؤدي نفس الدور وربما بكفاءة أكبر. سوف نوفر الكثير من المال عند اختيار الاشتغال بأنظمة التشغيل المفتوحة المصدر مثل لينكس وأندرويد، أو استخدام برامج مكتبية مثل LibreOffice أو OpenOffice، أو برامج تحرير الصور مثل GIMP، و غيرها مما يسمى بالبرامج الحرة أوالبرمجيات مفتوحة المصدر. وإضافة إلى البرامج وأنظمة التشغيل نجد كذلك الموارد التعليمية المفتوحة التي تغنينا عن الموارد الباهضة الثمن.

 

بسط دمج التقنية

مختبرات الحاسوب مهمة وهي تأتي في كثير من الأحيان بكثير من التحديات. إنها باهظة الثمن، والبحوث تثبت أن أهمية التكنولوجيا في الفصول الدراسية تكمن في توفير الوقت والمال، وزيادة الإنتاجية. لكن المعلمين والطلاب لا يلزمون أنفسهم بدخول عالم المنافسة على قيمة الوقت والإنتاجية داخل مختبرات تحتوي معدات باهظة الثمن ومعقدة الاستخدام. نحن معتادون على دمج التقنية في حياتنا، ويجب أن يكون الدمج بنفس الطريقة في المدارس. السماح للطلاب باستخدام أجهزتهم الخاصة أو تخصيص أجهزة لفئة من الطلاب المتميزين، سيكون أقل تكلفة وأفضل من الهدر المالي المستمر على مختبرات متقدمة ماديا ومتخلفة فكريا وإبداعيا.

 

مارس التعليم بدون أوراق

إذا تم دمج التقنية في تعليمنا فإننا لن نحتاج لطباعة الكثير من الأوراق، سنقوم بمشاركة كل ما نريده من أنواع الوثائق والملفات بواسطة خدمات التخزين السحابي، ويمكننا إجراء الاختبارات بواسطة مستندات جوجل أو بواسطة تطبيق Socrative ، كما يمكن استخدام  موقع وتطبيق Learnist بدلا من الكتب، وغيرها الكثير من الأدوات التقنية التعليمية التي تمكننا من تبادل المحتوى عبر الإنترنت بطريقة تفاعلية تتضمن مختلف المهام الإضافية  من تعديل وتعاون وتغذية راجعة. الشيئ الذي يقلل من استهلاك الحبر والورق ويخفض من النفقات التي يتم توجيهها نحو التقنية.

المرجع

البحث في Google:





عن مصطفى القايد

مدرس تعليم إبتدائي و مصمم ويب، و مهتم بتقنيات التعليم الإلكتروني.

تعليق واحد

  1. عبدالرحمن

    مقال ممتاز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *