تطبيق التيك توك TikTok

توظيف تطبيق التيك توك TikTok في التعليم

تطبيق التيك توك TikTok سيغير النظرة العامة للتعليم في حال تم استخدامه وفق أسس قائمة على التصميم التعليمي والمحافظة على خصوصية المعلمين والمتعلمين لأنه قائم على الإبداع والابتكار في تقديم الأفكار وعرضها بطريقة جذابة

تطبيق التيك توك TikTok

تطبيق TikTok (لاحقا تيك توك) يعتبر أحد التطبيقات الاجتماعية التي تسمح للمستخدم بإنشاء ونشر مقاطع فيديو لا تتجاوز 15 ثانية.  يسمح التطبيق بالمشاركة العامة والخاصة بالإضافة إلى إنشاء مجموعات مغلقة ومفتوحة لتبادل الفيديوهات القصيرة، ويعتبر تطبيق تيك توك من أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي انتشارا وأكثرها نموا حيث أن هناك أكثر من مليار و800 مستخدم شهري نشط. ووفق إحصائيات الشركة المنتجة فإن المستخدمين يقضون حوالي 50 دقيقة يوميا على التطبيق وأن معظمهم يندرجون ضمن الفئة العمرية 14-30 عاما. هذه الإحصائيات تجعل من التطبيق أداة مهمة لدعم وتعزيز التعليم سواء في ظل جائحة كرونا وما بعدها.

يقتصر استخدام التطبيق الاجتماعي تيك توك TikTok على نشر الفيديوهات الشخصية الفكاهية والقليل منها للإعلانات التجارية للوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين.

توظيف الفيديو في التعليم

كان للفيديو التعليمي دور مهم في تغيير الطريقة التقليدية التي يتم من خلالها طرح المحتوى التعليمي، بالإضافة إلى تغيير الطريقة التي نتعلم بها. يوفر الفيديو العديد من المزايا التربوية والتي تشمل: توفير تجارب واقعية، وتأثير تحفيزي، والقدرة على التحكم والمراجعة، وإشراك الطلاب كمبدعين ومنتجين للمعرفة.

ظهرت العديد من منصات الفيديو التعليمي مثل YouTube و Teacher Tube والتي عززت من استهلاك الفيديو للأغراض التعليمية داخل وخارج الغرف الصفية، بالإضافة الى التنوع في توظيف استراتيجيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم. فمثلا: يتم تحميل حوالي 500 ساعة من مقاطع الفيديو على YouTube كل دقيقة، كم أن أكثر من 70٪ من عمليات البحث على YouTube هي لمقاطع فيديو حول الكلمة المفتاحية: “How to”، مما يدل على أن الفيديو أصبح وسيلة للتعلم والتي يمكننا استخدامها في تطوير المهارات التقنية.

ساعد التطور في التصميم التعليمي -من خلال وضع الأسس التربوية لتصميم عناصر الوسائط المتعددة- في ظهور منصات تعليمية قائمة على الفيدو مثل  Khan Academy و TED Talks. كما أدى ظهور ونمو الدورات التدريبية المفتوحة على الإنترنت (MOOCs) إلى ازدياد في استخدام الفيديو في التعليم والتعلم.

لا يتطلب إنشاء مقطع فيديو تعليمي جيد معرفة ومهارات تشغيل الكاميرا والتحرير وإنتاج الفيديو فحسب، بل يتطلب أيضًا فهمًا لكيفية دمج الوسائط المتعددة في الموقف التعليمي، لربما نلجأ هنا إلى مبادئ جاجني التسعة Gagni Nine Events  والتي تساعد المعلم في التحكم في الموقف التعليمي وآلية العرض.

التيك توك TikTok في الفصول الدراسية

مع عملية التحول الى التدريس عن بعد في حالات الطوارئ ظهرت الحاجة إلى استخدام الفيديو القصير والذي لا يتجاوز 5 دقائق وفق استراتيجية التعليم المصغر Microlearning  (خان، 2020).

أطلقت شركة تيك توك خدمة التعلم عبر تيك توك  #Learnontiktok، ويقوم مبدأ التعليم من خلال تيك توك على مفهوم Nano-Learning  وليس Microlearning  حيث أن التعلم المصغر جدا “Nano-Learning” يكون على طول مقطع الفيديو ولا يتجاوز 90 ثانية، بينما تتراوح مدة مقطع الفيديو في التعلم المصغر ما بين 2-5 دقائق ما يعني أنه في Nano-Learning  يتم التركيز على الجزئيات البسيطة جدا وتحقيق هدف واحد بشكل مركز.

يحتاج توظيف تطبيق تيك توك في التعليم يحتاج الى ابداع وابتكار في تقديم وعرض المادة التعليمية التي تحقق هدف تعليمي واضح خلال فترة زمنية لا تتجاوز 15 ثانيه مما يؤدي الى جهود مضاعفة في بداية استخدام التطبيق في التعليم.

مبررات توظيف تيك توك TikTok في التعليم

تشجع العديد من العوامل على توظيف تطبيق تيك توك في التعليم، نذكر من بينها:

  • لدى العديد من المعلمين والطلاب من كافة المراحل حسابات على التطبيق.
  • سهولة الوصول الى التطبيق دون معيقات مادية.
  • الانتشار الواسع للتطبيق والشعبية التي يحظى بها.
  • الفترة الزمنية لمقاطع الفيديو حيث أنها لا تتجاوز 15 ثانية.

ألهم توظيف الفيديو في التعليم المعلمين استغلال تطبيق التيك توك في تطوير مهارات متنوعة داخل وخارج الغرفة الصفية مستغلين إمكانية المشاركة المفتوحة والمغلقة للمحافظة على خصوصية كل من الطالب والمعلم. إن توظيف تيك توك في التعليم المخطط له يعزز العمل الجماعي والفردي بالإضافة إلى العمل التعاوني بين المتعلمين، ويعزز أيضا تعليم الأقران، حيث أنه لا توجد حدود لتطبيقات تيك توك في التعليم: فعلى سبيل المثال، من الممكن استخدام تطبيق  تيك توك TikTok في تدريس اللغة الإنجليزية واللغة العربية، كما أنه من السهولة توظيف التيك توك في إثارة الرأي العام وزيادة الاهتمام والوعي  بالقضايا المحلية والعالمية مثل المناخ، تحقيق المساواة، حقوق المرأة، التنمية المستدامة، مكافحة الفقر وغيرها لما للتطبيق من شعبية كبيرة مقارنة مع تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى.

مجالات استخدام التيك توك في التعليم (داخل وخارج الغرفة الصفية)

  • يستطيع المعلمون إنشاء مقاطع فيديو لتوضيح المفاهيم المعقدة في الكثير من المواضيع مثل العلوم والرياضيات والتكنولوجيا.
  • يستخدم التيك توك في التبيان والمقارنة بين المفاهيم والمصطلحات.
  • تعزيز العمل التعاوني بين المتعلمين في إنتاج المعرفة بحيث يستطيع الطلاب إنشاء مقاطع فيديو وإجراء مقارنة بين المواضيع التي تم طرحها في الحصة الصفية.
  • تعزيز استخدام استراتيجية الفصل المقلوب.
  • تمكين المعلمين من دمج مقاطع الفيديو ضمن أدوات التعلم عن بعد من خلال جوجل كلاس روم  Google Classroom وكذلك منصة تيمز Microsoft Teams  .
  • تعزيز انخراط الطلاب في التعليم بسبب الانتشار الواسع للتطبيق من خلال تكليف المتعلمين بإنشاء مقطع فيديو للمقارنة بين النباتات، أحداث تاريخية، عرض أفكار المشاريع بطرق إبداعية ومثيرة لزيادة الفضول لدى المتابعين.
  • أداة من أدوات التقييم الحديثة..

مستويات توظيف تيك توك في التعليم

  • مستوى الغرفة الصفية: يستطيع المدرس إنشاء مجموعة لتضم طلاب صف محدد ويتم التحكم بخصوصية المجموعة بحيث يمنح صلاحيات للمتعلمين للوصول إلى المادة ورفع مقاطع الفيديو والتعليق عليها.
  • مستوى المدرسة: تقوم إدارة المدرسة بإنشاء مجموعة ويتم دعوة المتعلمين للانضمام إليها، ويمكن استغلالها في المسابقات، تنمية قيم ومبادئ المواطنة الصالحة، تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
  • مستوى المديرية: يمكن إنشاء قناة خاصة لمدارس المديرية أو لمجموعات العناقيد (مجموعة مدارس مشتركة بصفات وخصائص معينة)

التحديات التي تواجه توظيف تطبيق تيك توك في التعليم

بشكل عام سيواجه توظيف أي نمط من أنماط التكنولوجيا مجموعة من التحديات سواء كانت على المستوى الفردي، المؤسساتي، والمجتمعي. إلا أن تحديات توظيف تطبيق تيك توك في التعليم سيواجه تحديات مضاعفة بسبب الصورة السيئة التي تكوّنت لدى فئة كبيرة من عناصر العملية التعليمية، غير أنه من خلال الإصرار والتحدي والقيام بمبادرات إبداعية لتوظيف هذا التطبيق في التعليم، سيكون التربويون قادرين على إحداث التغيير والعمل على تغليب الجانب المشرق على الجانب المظلم للتطبيق.

من التحديات التي تواجه تطبيق تيك توك في التعليم نجد:

  • التدريب والتأهيل للمعلمين والمتعلمين: تحقيق هدف تعليمي واحد من خلال مقطع فيديو لا يتجاوز 15 ثانية يعتبر تحديا كبيرا للكثير من المعلمين.
  • عملية الانتاج تحتاج إلى الكثير من الإبداع والكثير من الجهود لإنتاج مقطع الفيديو.
  • التنمر: ربما يكون هناك تنمر في كتابة التعليقات، ولكن يمكن التحكم بها من قبل مشرف الصفحة.
  • الخصوصية: تعتبر الخصوصية من النقاط الشائكة في التعلم حيث لابد من ضمان الخصوصية لكل من المتعلمين والمعلمين على حد سواء.
  • المساواة الرقمية بين الذكور والإناث في إنتاج المعرفة وتصوير مقاطع الفيديو ووضعها على التطبيق ربما تكون إحدى تحديات توظيف التطبيق.

يمكننا كمعلمين وتربويين التقليل من تلك التحديات والتركيز على إبراز الجانب المشرق من توظيف هذه التكنولوجيا الشعبية وتسخيرها لخدمة التعليم وخاصة أن اعمار المستخدمين لهذا التطبيق تتراوح بين 14-30 عاما وفق إحصائيات الشركة المنتجة. لنكن عنصر تغيير من خلال التكنولوجيا وتسخيرها لخدمة أبنائنا المتعلمين. نعم لإنشاء أندية في كل مدرسة، أندية التعلم عبر تطبيق التيك توك #Tokedu، ففي العالم العديد من المدارس التي اعتمدت التطبيق في مدارسها لتدريس مختلف الصفوف والمواد، يمكنك إنشاء مجموعات للتخصصات مثل الرياضيات، العلوم، التكنولوجيا، فقط ابحث داخل التطبيق على Math, Science  وغيرهما ستجد الآلاف ولكافة الصفوف.

البحث في Google:





عن د. زهير ناجي خليف

حاصل على دكتوراه في تكنولوجيا الأنظمة التعليمية وماجستير في التصميم التعليمي من الولايات المتحدة الأمريكية، يعمل محاضرا في جامعة النجاح الوطنية ومستشارا للتصميم التعليمي في عدة شركات. عضو هيئة التحرير في مجلة التكنولوجيا والمعرفة الالكانية. باحث في مجال دمج وتوظيف التكنولوجيا في التعليم العالي والعام. قام بنشر أكثر من 20 بحث في مجلات عالمية محكمة. نابلس، فلسطين.

تعليق واحد

  1. Merci

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *