أساليب دعم اختلاف مستويات التعليم داخل الصف

يواجه المعلم يوميا تحديا قويا في مجال عمله حيث يتعامل من عدد كبير من الطلاب يأتون من بيئات مختلفة محملين بخبرات و باهتمامات وثقافات متنوعة والتي تعد ركيزة هامة يستند عليها الطلاب لتطوير ذواتهم و تعزيز ما تعلموه خلال اليوم الدراسي للوصول الى غايتهم ومساعدتهم على استمرارية عملية التعلم. ولهذا اختلاف قدرات الطلاب وإمكاناتهم أمر حتمي يجب على المعلم التعامل معه وتقديره، والعمل على الوصول بالجميع لتحقيق الأهداف التربوية والمعرفية باستخدام أساليب متنوعة تناسب كل خبرة على حدة، وفيما يلي بعض من الممارسات التي تم تطبيقها في مادة  الحاسب وتقنية المعلومات لتحقيق التواصل الفعال بين المعلم وطلابه.

تعرف على طلابك:

من الأشياء التي تساعد على تعليم الطلاب بشكل صحيح هو معرفة طريقة التدريس المناسبة لهم والتي من خلالها يمكنهم الوصول الى المعارف بيسر وسهولة ويتم ذلك بتحديد ميولهم واتجاهاتهم وتطلعاتهم المستقبلية نحو مادتك على وجه الخصوص ونحو الحياة بشكل عام ومن هذه الوسائل:

  • إجراء اختبارات الذكاءات المتعددة على الطلاب وتتم في بداية العام الدراسي بطريقة إلكترونية أو ورقية بهدف تحديد نمط التعلم الذي يفضله كل طالب.

تطبيق اختبارات الذكاءات المتعددة الإلكتروني مع الطلاب أكثر دقة وأسهل من الاختبارات الورقية

  • إجراء المقابلات الشخصية حيث يمكن للمعلم أن يكوّن تصورا عن شخصية الطالب وهواياته واهتماماته من خلال طريقة تعريفة بنفسه شفهيا أو من خلال استخدام بطاقات السيرة الذاتية. ويجب أن تتم هذه المقابلات في جو تسوده الألفة والمودة تتيح للطالب التعبير بطلاقة. ( كأن يطلب المعلم من طلابه تدوين أهم المبادئ التي يؤمن بها أو الصفات التي يحبها أو ويرغب في تحسينها في شخصه ومن ثم يبدأ الطلاب في تبادل تلك البطاقات ومعرفة الشخص المعني) ويحبذ أن يشارك المعلم في التخمين، و يلعب حواره دورا رئيسا في حلقة التعارف تلك والتي يجب عليه إدارتها بطريقة مرحة وممتعة.

استخدام السيرة الذاتية لتعريف الطالب بنفسة واهتماماته

مجموعات تعاونية حقيقية:

الهدف والغاية من وجود المجموعات التعاونية ليس مشاركة حل أوراق العمل أو تسهيل المتابعة اليومية على المعلم وإنما تبني التعليم التعاوني الذي يتم من خلال المجموعات، وله اهداف سلوكية عميقة جدا منها تعزيز العمل الجماعي و روح الفريق و تقبل الرأي والاختلاف، بالإضافة إلى الأهداف المعرفية التي يسعى المعلم إلى تعليمها لطلابه من خلال الممارسات الصفية، لذا يجب أن يولي المعلم الجيد توزيع الطلاب داخل المجموعات اهتماما كبيرا فلا يُترك للعشوائية او لاختيارات الطلاب.
فيجانس بين أعدادهم في المجموعات ومستوياتهم التعليمية و مهاراتهم وهواياتهم وأنماط تعلمهم أيضا. وبناء على نوعية المجموعات التعاونية داخل الصف يتم تصميم الأنشطة الصفية التي تراعي هذه الاختلافات، كما يلزم وجود التعليم التعاوني اتباع وسائل تشجع الطالب على التفاعل الإيجابي ضمن الفريق واستخدام أساليب التعزيز المختلفة والمناسبة لضمان استمرارية العمل الجماعي. و يرجى من المعلم الجيد تفقد المجموعات أثناء العمل على الأنشطة للتأكد من أن جميع الطلاب مشاركين ومتفاعلين مع المهام المطلوبة منهم ولكل منهم دور خاص به.

التدرج والتنوع في الأنشطة الصفية والواجبات المنزلية:

إذا أراد المعلم أن يحقق التوازن بين جميع مستويات الطلاب فيجب عليه أن يتدرج في مستوى الأسئلة التي تطرح أثناء الدرس ما بين السهل والمتوسط صعودا إلى الأسئلة الصعبة وأن يراعي أن تحقيق هذا التدرج يتحقق باتباع أساليب مرنة وسلسلة داخل الصف.

على المدرس أن يصمم الأنشطة الصفية المناسبة لأنماط التعلم المختلفة بناء على معايير مدروسة ومحددة سابقا. وأن يراعي عند التصميم تحقيق التوزان في مستوى الصعوبة فيتدرج بين السهل والصعب والمتوسط الجماعي والفردي الشفهي والكتابي ونحوه، الأمر الذي يستوجب وجود معايير واضحة لتقييم تلك الأنشطة والممارسات الصفية ويساعد على تنظيم المجموعات التعاونية ويحقق الانسجام بين أفرادها للوصول الى الإنتاجية بطريقة فاعلة.

لاحظ اختلاف ألوان الأسئلة: اللون البنفسجي للأسئلة السهلة، الأخضر للمتوسطة الصعوبة والأحمر للأسئلة الصعبة الأمر الذي يساعد المعلم على تحديد الطالب الذي سيجيب على السؤال أثناء الدرس

 

التنوع في مستوى المهمات المنزلية يساعد الطلاب على اختيار المناسب له وفق نقاط قوته وإمكانياته

دعم الأقران والتأمل الذاتي:

وتعتبر من الأساليب المتعارف عليها في دعم اختلاف المستويات بين الطلاب من خلال أقران الطالب أو تعزيز العمل الفردي لطالب نفسه، وفي هذا تحسين التقييم الذاتي وتطوير المهارات المعرفية والسلوكية بشكل مكثف… فمثلا عند إسناد سؤال لطالب المستوى الأقل ولم يستطع الإجابة يمكن للمعلم إعطاء الطالب فرصة للبحث عن إجابة السؤال في الكتاب ومناقشة قرينه للوصول الى الإجابة (مع تحديد المعلم لضوابط طلب المساعدة كتقليل عدد النقاط التي سيحصل عليها).

صورة توضح بطاقة المساندة

التعليم المتمايز:

هو تعليم يهدف إلى رفع مستوى جميع الطلاب وليس فقط الطلاب الذين يواجهون مشاكل في التحصيل، ويعرف أيضا أنه سياسة مدرسية تأخذ باعتبارها خصائص الفرد وخبراته السابقة وأنه طريقة لتقديم بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب تهدف إلى زيادة إمكانات وقدرات الطالب حيث يقع عبء اختبار الوسائل والطرائق التعليمية المناسبة لتطبيق هذه النوع من التدريس على عاتق المعلم بالإضافة أن هذه الطريقة في التدريس تدعم الابتكار وتكشف الإبداع و تتكامل مع التعلم القائم على المشاريع والتجارب والاستقصاء ومن الممكن تضمين هذه الطريقة في التدريس خلال الحصة او الأنشطة الصفية أو من خلال الواجبات المنزلية.

واجبات منزلية محددة لكل فئة حسب مستوى الصعوبة

 

 

المراجع:

  • مقال تعليم التعليم المتمايز يراعي الفروق الفردية لدكتورة امينة منصور الحطاب الرابط (انقر هنا).
  • تطبيق مبادئ التعليم المتمايز داخل الفصل الدراسي (انقر هنا).

البحث في Google:





عن وفاء معتوق

معلمة حاسب، حاصلة على بكالوريوس علوم حاسب. مهتمة بمجال تطبيق التقنية في المجال التربوي و التعليمي واستخدامها في تطوير المهارات الفكرية. مدربة سابقة في معهد المشاعل للتدريب و سكرتيرة تنفيذية سابقة في شركة تدريب تقنية الوطن. المملكة العربية السعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *