كتاب غيّر مجرى التعليم في أوروبا

كم من كتب أُلفت فتلفت وكتب طبعت فلم يبق إلا حبرها وأخرى ذهبت واندثر أثرها لكن قلة تلك الكتب التي بحبرها أثرت في بلدها وبما فيها حولت حاضرها ماضيها ومن هذه الكتب، كتاب أحدث ثورة فكرية عند خروجه، ولاقى قبولا واسعا عند صدوره و غيّر مجرى تعليم اللغات بأوربا وما حولها من بلدان إنّه كتاب (Common Euroean Framework of Reference for languages .Learning. Teaching. Assessment) ويعني (الإطار المرجعي العام للغات ـ تعلم . تدريس . تقييم) و مختصره CEFR وقد شكَّل هذا الكتاب ثورة في مجال تعليم اللغات الأجنبية في دول الاتحاد الأوربي حيث أصبح المرجع الأساسي في تحديد مستويات التعلم والذي لا يمكن تجاوزه في التخطيط اللغوي لهذه البلدان، فتغيرت على أثره المناهج وطرق التدريس والتقويم وصارت تبعا له بحيث صار التعليم يسير في اتجاه مرسوم من قبل تعليمات الإطار الأوربي وينتظم في سياقه، وحق على كل مشتغل بمجال تعليم اللغات أن يطلع عليه ويقف على ما فيه، و هكذا سنحاول تسليط الضوء على هذا الكتاب الفريد من خلال هذه الأسئلة.

أولا- ما الإطار المرجعي الأوروبي؟

الإطار عبارة عن وثيقة اعتمدها المجلس الأوربي في نوفمبر 2001 لتكون مرجعا يحدد مستويات التمكن من اللغات الأجنبية وإطارا ناظما لتطوير تدريس تلك اللغات في أوروبا، وهو دليل يُستخدم في وصف إنجازات المتعلمين من اللغات الأجنبية في جميع أنحاء أوربا وفي بلدان أخرى مثل كولومبيا والفلبين. وقد وُضِع بهدف توضيح الطريق لطلاب اللغات الأجنبية بـأوربا ومدرسيها في مجال تعلم اللغة وتدريسها وتقييمها.
كما أنه دليل للمبادئ النظرية وللمرجعيات التي تنص على أساس مشترك لتطوير برامج اللغات الحية، ومرجعياتها والامتحانات والكتب المدرسية والدروس.
وتعدُّ هذه الوثيقة جزءاً رئيسا من المشروع الذي وضعه المجلس الأوربي تحت عنوان “تعلم اللغات من أجل المواطنة الأوربية“.

ثانيا- متى نشأ الإطار ؟

تبنى الإطار الأوربي توصيات المؤتمر الذي انعقد بمدينة (روشليكون) في سويسرا في عام 1991 وكان بعنوان (الشفافية والتماسك في تعلم اللغات في أوربا: الأهداف والتقييم ومنح الشهادات) وقد تم وضع حجر الأساس لهذا الإطار في ندوة سويسرا ووافقت عليه الدول الأعضاء في المجلس الأوربي عام 1997 و اعتمدها المجلس الأوربي في نوفمبر 2001.
وقد دارت التوصيات حول إعداد إطار أوربي مرجعي مشترك لتعليم اللغات في كل المستويات، وأن يستهدف ذلك الإطار تيسير التعاون بين المؤسسات التعليمية، كما ارتبط ارتباطا رئيسا بمسألة البناء السياسي لأوربا متعددة اللغات والمواطنة الأوربية، واستجابة لهذه التوصيات وضع الإطار الأوربي أساسا مشتركا لتعليم اللغات الحية وتعلمها في أوربا.

ثالثا- ما الأغراض التي من أجلها تمّ وضعه؟

يسعى الإطار لتحقيق غايات محددة في مجال التعليم، منها:
1ـ ضرورة الاستمرار في تكثيف تعلم اللغات وتعليمها بدول الاتحاد الأوربي.
2- دعم التنقل و التواصل بين دول أوربا بفاعلية أكثر تبنى على احترام الهويات والتنوع الثقافي.
3- تيسير التعاون بين المؤسسات التعليمية المختلفة التي يظلها إطار مرجعي مشترك.

رابعا- ما المعايير التي تتحكم في عمل الإطار ويجب عليه استيفاؤها؟

هناك ثلاثة معايير وهي:

المعيار الأول: الشمول الكافي، ويتمثل في تحديد جميع أنواع المعارف اللغوية والمهارات واستخدامات اللغة وتحديدها وأن يكون بمقدور كل مستخدم عند رجوعه للإطار تعريف الأهداف الخاصة به كمستخدم.
المعيار الثاني: الشفافية، ويعني ضرورة أن تكون المعلومات التي يقدمها الإطار مُصاغة صياغة واضحة وسهلة الفهم للمعنيين به.
المعيار الثالث: الترابط المنطقي والتماسك، ويعني أن يبتعد عن أي تناقض داخله، كما يشتد هذا الترابط فيما يتعلق بالنظم التعليمية ووجود علاقات منسجمة بين العناصر المكونة لها.

خامسا- ما المحاور الأربعة التي يتمحور حولها الإطار؟

بني الإطار على أربعة محاور رئيسية و هي:
1- المستويات المرجعية الستة:

book (1)

2- الأنشطة اللغوية الستة:

book (2)

3- المكونات الثلاثة للقدرة الاتصالية:

book (3)

4- المنحنى الفعلي الذي يتمحور حول فكرة أداء المهمة.

سادسا- ما الأشياءُ التي قام الإطار الأوربي بوضعها؟

الإطار المرجعي الأوربي:
1- قام بوضع الأسس النظرية لإعداد برامج لتدريس اللغات الحية ولإعداد الامتحانات وإعداد الكتب الدراسية ..إلخ
2- قام بوصف المهارات التي يجب على المتعلم تعلمها بغرض استخدامها في الاتصال اللغوي.
3- قام بتحديد المعارف والعادات التي يجب على المتعلم اكتسابها ليمتلك بعدا سلوكيا لغويا فعالا.
4- قام بتعريف مستويات القدرات اللغوية بهدف قياس التقدم الذي يحرزه المتعلم في كل مرحلة من مراحل عملية التعلم.

سابعا- نموذج من توصيف مستويات الإطار الأوربي

 

 kitab 2

وأخيرا كيف نستفيد من الإطار؟ وما نرجوه ونطمع فيه من المقال!

وختاما، هذا بعض ما يمكننا أن نستفيده من هذا الإطار:
1- علينا المعرفة الدقيقة به وبملابسات ظهوره وأهدافه ومحاوره بالتفصيل والشمول، ثم مراجعة أهدافه ومحاوره وصياغتها بما يتماشى مع تعليم العربية وخصائصها.
2- عقد ندوات ومؤتمرات للتعرف على الإطار ومناقشة ما يشتمل عليه وكيفية تطبيقه على تعلم اللغة العربية.
3- توجيه الباحثين نحو دراسته والنظر في منهجيته وعمل رسائل ماجستير ودكتوراه حوله.
4- اجتماع المؤسسات وتكاتفها للشروع في عمل إطار مرجعي عربي موحد.

ويبقى سؤال يحتاج إلى إجابة وهو : متى يمكن لنا أن يكون لنا إطار مرجعي عربي؟!!


المراجع

1-الإطار المرجعي الأوربي العام للغات النسخة الألمانية ــ ترجمة معهد جوته . دار إلياس 2008
2-الإطار الأوربي المرجعي المشترك للغات ، أهدافه ومحاوره ويفية الاستفادة منه في تعليم اللغة العربية بحث لـعاطف الحاج ومحمد داود
3-الإطار المرجعي الأوربي المشترك للغات ومقتضياته لبناء منهاج اللغة العربية للناطقين بغيرها دراسة تقييمية وتقويمية لأحمد البايبي مؤتمر أبو ظبي لتعليم العربية لغير الناطقين بها 2013

البحث في Google:





عن سويفي فتحي‎

معلم لغة عربية للناطقين بغيرها جامعة 29 مايو بتركيا.

تعليق واحد

  1. bouchtaessallali11@gmail.com

    لنا إطارنا المرجعي لكي نتعلم اللغة العربية منذ نعومة أظافرنا .الرجوع إلى كتاب الله. وتعليمه .الأطفال في سن. مبكرة.تم ننطلق لتعليمهم اللغات الحية اﻷخرى.بالاستفادة من تجارب اﻵخرين.ولكل أمة خصوصياتها. ناهيك عما تعرفه مدارسنا العربية من ارتجال في البرامج والمناهج.عموما شكرا لكم على مقالتكم . ويبقى كلامي وجة نظر.ولا بد من التكنولوجيات الحديثة في تعليم الناشئة لكن التدرج.ضروري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *