المنهج التربوي الإسلامي

المنهج التربوي الإسلامي: الفلسفة، النظرة للمتعلم، المحتوى، تنفيذ وتقويم المنهاج

مميزات ومبادئ المنهج التربوي الإسلامي

إن ما يميز المنهج التربوي الإسلامي أنه ينبثق من نظام التربية الإسلامية المشتقة من نظام الإسلام الذي يقوم على أساس متكامل من المبادئ والقيم والأسس الإسلامية والتي تسيّر كل شؤون الحياة، حيث يستند هذا المنهج في فلسفته إلى العقيدة الإسلامية والتصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة. ويمكن حصر مميزات المنهج التربوي الإسلامي وما يميزه عن غيره من المناهج في النقاط الآتية:

● الوحدة والشمول.

● التوازن في جميع نواحي الحياة ومتطلباتها.

● التكامل في مبادئ وأسس المنهج التربوي المعاصر مع الاهتمام الكبير بالأساس الروحي.

● قيامه على التربية الأخلاقية الهادفة.

● الإيمانية العميقة وتزكية النفس والاهتمام بالقيم الأخلاقية والجمالية.

● تحقيق ذاتية الفرد وشخصية المتكاملة الإيجابية.

● إحاطته بالتربية المجتمعية من كافة نواحيها.

● اتباعه المنهج العلمي في التفسير والبحث، والتفكير المنهجي.

● استخدام الأماكن المتعددة في التربية (البيت، والمدرسة، والمسجد، وغيرها).

● الإنسانية في التربية.

● إلزامية التعليم، والحرص على استمراريته.

● تحقيقه لتكافئ الفرص التعليمية.

● الانفتاح المنضبط على العالم.

● التجديد المستمر في التربية؛ لمواجهة التغيرات ومتطلبات العصر والمستقبل.

● التقويم المستمر الشامل العادل في التربية.

مميزات فلسفة المنهج التربوي الإسلامي

1- فلسفة إيمانية: تؤكد على إيجاد الإنسان المؤمن في هذا الكون الواسع وهذه الحياة ضمن الإطار الزمني لتنمية الخبرات التي تؤدي لطريق الفلاح في الحياة الآخرة.

2- فلسفة موحدة: حيث تنظر إلى جميع حقول المعرفة بصورة متكاملة بما في ذلك العلوم الدينية والإنسانية والحياتية.

3- فلسفة متوازنة: تقوم على مبدأ التوازن في العلوم الكونية والإنسانية والحياتية لإعمار الحياة.

4- فلسفة شاملة: من خلال مراعاة جميع الأسس الفكرية والمعرفية والنفسية والاجتماعية والروحية.

5- فلسفة تجمع بين الأصالة والتجديد، والعلم والأخلاق، وتقوم على التربية الصالحة لكل زمان ومكان.

6- فلسفة إيجابية: تقوم على تفاعل الإنسان مع الخالق، ومع الحياة، وبين المتعلمين أنفسهم.

7- فلسفة واقعية: إمكانية تطبيقها على أرض الواقع.

مميزات تصور المنهج الإسلامي للألوهية والكون والإنسان والحياة

إن المنهج التربوي الإسلامي ينبثق من تصور شامل ومتوازن ونظرة عميقة لمقومات الألوهية والكون والإنسان والحياة، وتظهر مميزات هذا التصور بالآتي:

1- الألوهية: يستند المنهج الإسلامي إلى إفراد الله تعالى بالوجود الأزلي وإفراده باستحقاق الألوهية. ويؤكد المنهج التربوي الإسلامي على الإيمان والاعتقاد بأن الله هو رب كل شيء وأنه الفاعل المطلق في الكون بالخلق والتدبير والتسيير والإحياء والإماتة. وأن إرادة العبد متوقفة على إرادة الله تعالى.

2- الكون: يؤكد المنهج الإسلامي في نظرته للكون أنه مخلوق خلقًا هادفًا وفق قوانين كونية يريدها الله تعالى، وأن الكون موحد فيه تكامل بين جميع أجزائه. كما وازن بين أجزاء الكون وفكرة القياس والكم التي تميز دقة صنع الخالق.

3- الإنسان: حيث يؤكد المنهج الإسلامي على أن الله تعالى خلق الإنسان لهدف سام وهو الإيمان بالله تعالى وعبادته. واهتم بمكوّنات الإنسان مجتمعة من الجسد والروح والعقل والنفس. واهتم المنهج الإسلامي بشخصية الإنسان ووازن بين حاجات الإنسان النفسية والروحية والمادية، ووازن بين طاقات الإنسان وإمكاناته في سبيل عمل الخير وتزكية النفس.

4- الحياة: إن المنهج الإسلامي قد اهتم بالحياة وبيَّن أن الحياة الدنيا مقدمة للحياة الآخرة، كما وازن بين إعمار الدنيا والسعي للآخرة.

نظرة المنهج التربوي الإسلامي للمتعلم

  • إن نظرة المنهج التربوي الإسلامي للمتعلم هي نظرة عميقة وهي تنطلق من تعامل الإسلام مع الإنسان ككل، لا مع أجزائه.
  • يأخذ بفطرة المتعلم على أساس الفطرة التي خلق الله تعالى عليها الإنسان، لا يغفل أو يتغافل عن شيء من هذه الفطرة، ولا يجبرها على تقبل شيء ليس في تكوينها الأصيل.
  • يهتم بالحياة المادية والمعنوية للمتعلم بهدف إعداد “الإنسان الصالح” بالمفهوم الإنساني الشامل.
  • الاهتمام بكل النواحي المادية والمعنوية للإنسان المتعلم، في صورة متوازنة، ومتناغمة، لتساعده على الائتلاف مع قوانين الكون الذي يعيش فيه.
  • المتعلم في المنهج التربوي الإسلامي يأخذ دورا إيجابيا يتفاعل مع المدرّس في ودّ واحترام، ويشارك في كل نشاط تعليمي ويبحث عن المعرفة في كل مكان.
  • الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية للمتعلمين وإكسابهم العادات الحسنة مثل التعاون وطرق التفكير وحل المشكلات التي تساعدهم في مواجهة صعوبات الحياة.

نظرة المنهج التربوي الإسلامي للمحتوى

يتميز محتوى المنهج التربوي الإسلامي بأنه:

  • يتسم بالثبات الذي يشتق من ثوابت القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
  • يراعى بالمحتوى الأهداف وتسلسلها وعمق المعرفة وتكاملها بين المناهج المختلفة.
  • تتسم المعايير بالمحتوى بأنها عصرية وتصلح لجميع حقول المعرفة في أي وقت.
  • يتميز المحتوى في المنهج التربوي الإسلامي بالتوازن والمرونة، وقابليته للتعديل والتجديد.
  • يكون المحتوى شاملا متكاملا لتربية الإنسان؛غايته تنمية شخصية المتعلم من جميع الجوانب.
  • يؤكد المنهج التربوي الإسلامي على أن المحتوى يجب أن يُبنى وفقَ حقائقَ علمية يقينية.
  • يأخذ بوحدة المعرفة وترابط موادها والتكامل من حيث المعرفة الحسية والعقلية والروحية.
  • الاعتماد على الخبرة وتتابعها،التي هي أساس بناء الإنسان والمجتمع.
  • يراعى بالمحتوى استعدادات المتعلمين وميولهم وحاجاتهم والفروق الفردية.
  • يؤكد المنهج التربوي الإسلامي على الرجوع للتراث العربي في اختيار المحتوى.

نظرة المنهج التربوي الإسلامي لتنفيذ المنهج

  • يعطي المنهج التربوي الإسلامي في العملية التعليمية التعلمية دوًرا تشاركيًا بين الإدارات والأفراد المسؤولين عن تنفيذ المنهج، وتعطى أدوار تفاعلية بين كل من الجهات المسؤولة والمدير والمعلم والطالب والمرشد ومؤسسات المجتمع المحلي.
  • تنتهج المؤسسات التعليمية القائمة على الفكر التربوي الإسلامي نهج التربية الإيجابية السليمة في تنفيذ المنهج، حيث تحرص على توفير البيئة التعليمية المناسبة القائمة على التعاون والاحترام بين المتعلمين والغنية بالمثيرات الحسية التي تنمي من تفكير الطلبة وتشجعهم على البحث والتقصي.
  • ينظر المنهج التربوي الإسلامي للمعلم، نظرة تقديس وإجلال وتعظيم، حيث يعتبر المعلم هو المسؤول الأول والمباشر عن تنفيذ المنهاج، ويقوم المعلم بدور المرشد، والموجه، والقدوة.
  • الاهتمام بأساليب تعامل المعلمين مع سلوك الطلبة، حيث يكون فيها التعامل مع الطالب بشكل مباشر، يراعي ما يمكن أن يكتسبه الطلبة من سلوكيات إيجابية من المعلمين في المدرسة.
  • ويستخدم المعلم أساليب وطرق التدريس المناسبة تبعًا لاختلاف الظروف والبيئات الاجتماعية والثقافية التي يكون فيها المتعلم أثناء العملية التعليمية. ويستخدم المعلم مع الطلبة الأنشطة التعليمية المصاحبة للمنهج بما يخدم أهداف إعداد “الإنسان الصالح” للمجتمع وللحياة. ويهتم بالمهارات الجسمية والخلقية والحياتية التي تصقل شخصية الطالب وتعود عليه بالفائدة في حياته.
  • يعتبر المنهج التربوي الإسلامي الأسرة، والأقران، والإذاعة المدرسية والمسابقات والمبادرات التي تحث الطلبة على القيم والمبادئ والتربية الاخلاقية أدوات مهمة في تنفيذ المنهج.

نظرة المنهج التربوي الإسلامي لتقويم المنهج

  • يهتم المنهج التربوي الإسلامي بجميع مراحل التخطيط والتصميم والتنفيذ والتقويم، ويولي المراحل الختامية المتمثلة في تقويم المنهج أهمية بارزة لأنها تعبر عن مدى تحقق ونجاح المنهج.
  • التقويم في المنهج التربوي الإسلامي تقويم شامل وعادل وواقعي.
  • يراعي تقديم التعزيز المناسب للمتعلمين، ويشجعهم على تقدم تعلمهم.
  • يهتم المنهج التربوي الإسلامي في التقويم المستمر للمتعلمين وللنظام التعليمي وجودته. حيث يتتبع تدارك الأخطاء والفجوات التي من الممكن أن تظهر في المناهج، ويثري النقص الموجود فيها.
  • تتم عملية التقويم بالمنهج التربوي الإسلامي من خلال استخدام أساليب وأدوات متعددة بحيث تراعي قدرات الطلبة وميولهم واستعداداتهم، وتراعي البيئة المادية والمعنوية للطلبة.
  • يبحث المنهج التربوي الإسلامي بشكل دائم عن جوانب القوة لتعزيزها وجوانب الضعف لمعالجتها، ويبحث عن مجالات التحسين التي تجعل منه منهجا متكاملا ومتأصلا ومتجددا ومواكبا لجميع التغيرات والتطورات.

المراجع

  • سعادة، جودت، وإبراهيم، عبد الله (2016). المنهج المدرسي المعاصر، ط8، عمان: دار الفكر.
  • مرعي، توفيق، والحيلة، محمد (2008)، المناهج التربوية الحديثة مفاهيمها وعناصرها وأسسها وعملياتها، طــ6، عمان: دار المسيرة.
  • فرحان، إسحق (1984). مفهوم المنهاج التربوي، رسالة المعلم، وزارة التربية والتعليم – إدارة التخطيط والبحث التربوي، دار المنظومة، 4(25)، 21-40.
  • رؤية الباحث الخاصة (مهند فرحان القضاة، 2020)

البحث في Google:





عن د. مهند فرحان القضاة

دكتوراه الفلسفة في مناهج وتدريس الرياضيات ، ماجستير الموهبة والإبداع . عمان - الأردن

تعليق واحد

  1. راشد المومني

    ما شاء الله حفظكم الله دكتور
    جهود طيبة مباركة
    مقال رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *