تعليم ستم stem التعليم التكاملي خطوة نحو الإبداع والابتكار

مقدمة 

لاشك في أن العلم والمعرفة من  أهم متطلبات  الحياة، إذ بها يستطيع الإنسان أن يتعرف على العالم من حوله بصورة صحيحة،  فتتيح له هذه المعرفة الاستفادة من الإمكانات المتاحة له، فيطوعها  لتسهيل  حياته وجعلها  أكثر راحة ومتعة، كما أن العلم والمعرفة دليل للهداية وقائد للمعرفة الحقة برب الكون، (أفلا يتدبرون، أفلا ينظرون، أفلا يتفكرون)، فكثير من الآيات في القران الكريم تدعو إلى التأمل في أسرار الكون، وتمدح العلماء والعلم  (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ( إنما يخشى الله من عباده العلماء).

والعلم قسمان، ديني ودنيوي،  فمن العلوم الدنيوية الجغرافيا والتاريخ و العلوم  والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا… وكل علم له منهاجه ومحتواه،  وقد تتجمع هذه العلوم في مجموعات متجانسة الأهداف والمنهاج، إلا أن الشاهد يدل على أنها  جميعا تتكامل لتوفر للإنسان المعرفة والفهم لما يحيط به، والناظر إلى هذه العلوم جميعا بمنظار الحقيقة المجردة يكتشف أنها الموصل إلى الله وإلى الدين بطريقة أو أخرى.

تعتبر مجموعة الرياضات والعلوم والهندسة والتكنولوجيا  من المجموعات  العلمية الحية، التي تحتاج إلى البرامج التطبيقية حتى يتيسر فهمها والاستفادة منها  في المجالات المتنوعة، كالصناعات  إبداعا وابتكارا فيها، هذا الإبداع والابتكار يخلق للدول ريادة العالم، ويوفر الوظائف والرفاهية  لمواطنيها، فاقتصاد اليوم قائم على الاختراعات  والابتكارات، مما حدا بالدول الاهتمام بهذه المواد، فتنوعت وتعددت جوانبه، بإجراء الدراسات النظرية والتطبيقية حولها، لتطوير أساليب تدريسها ومناهجها ومعلميها. وفي بعض الأحيان  تدرس هذه المواد بشكل منفصل عن بعضها البعض،  وهذا هو النموذج المعمول به  في أغلب الاستراتيجيات التعليمية  في أغلب دول العالم، من مرحلة الأساس وحتى نهاية الدراسة الثانوية، حيث يدرس الطلاب الرياضيات والعلوم كمواد دراسية منفصلة، وبمعزل عن مادة التكنولوجيا التي تعتبر من أهم المواد التي نستخدمها في حياتنا العملية اليوم،  كما تتم دراسة الهندسة بمنهج منفصل كذلك. إلا أن هناك اتجاها  حديثا  لدمج المواد المتجانسة، وقد بدا  باستحياء في تدريس المواد بطرق تدريس  يتم فيها  دمج بعض الفقرات في المواد المتجانسة.

تعتبر مواد (العلوم، الرياضيات، الهندسة، التكنولوجيا) من المواد التي تحيطها كثير من الإشكالات  المتعلقة أحيانا بطرق التدريس و أحيانا أخرى بالمنهج، مما قد يسبب إعراض بعض الطلاب عن الاستمرار في دراستها والتخصص فيها، مما أدى إلى ظهور العديد من الدراسات والبحوث التي سعت للكشف عن هذه المشكلات، كما أقيمت العديد من المؤتمرات لتلافي هذه  المشكلات، بالإضافة إلى السعي لتحقيق الاستفادة القصوى منها لتحفيز قدرات الطلاب الإبداعية والابتكارية. وقد أسفرت هذه الجهود في الولايات المتحدة الأمريكية عن استراتيجية يتم  فيها دمج الرياضيات والعلوم والهندسة والتكنولوجيا في برنامج واحد يسمى stem education . وفيما يلي استعراض للتخصصات التي يشملها البرنامج:

– الرياضيات

تعتبر الرياضيات من أهم  التخصصات العلمية، تسمى  لغة العلوم إذ أن هذه العلوم لا يكتمل فهمها إلا عندما تتحول نتائجها إلى معادلات،  وتتحول ثوابتها إلى خطوط (المكاشفي،2011). وساهمت الرياضيات في تطوير  العلوم   من المرحلة الوصفية إلى  المرحلة الكمية (عبد السميع،1985).

كانت بداية العلوم الرياضية في مجال البناء  لقياس الأرض وحساب المثلثات لقياس الزوايا والميول (بابكر ،2011). ثم تطورت الرياضيات وأصبح لها عدد من الفروع، ومع تطور التعليم  تطورت وسائل وطرق تدريسها ومنها: العرض، المحاضرة، المناقشة، الاستنباط، القياس، مجموعة الاكتشاف، حل المشكلات ، الألعاب،  والألغاز.

لوحظ حديثاً أن هناك تدنٍ في تحصيل التلاميذ في الرياضيات وأن تدريسها يغلب عليه حفظ المفاهيم  والنظريات الرياضية، وهذه الطرق لا تحقق غالبية الأهداف المرجوة من تدريس الرياضيات (كمبال،2010). وهو ما يتطلب البحث عن حلول ومقترحات، ومن ضمن الآليات التي استخدمت لذلك البحوث والمؤتمرات، و منها مؤتمر القاهرة الذي أوصى بالتركيز على طريقة حل المشكلات، باعتبارها  طريقة تتيح للطلاب الممارسة وتساعد على تحفيز دافعيتهم لتعليم الرياضيات، كما أوصى المؤتمر بالاستفادة الكاملة من قدرات الآلات الحاسبة والكمبيوتر في تعليم الرياضيات (بابكر،2011). وتعتبر هذه بداية في طريق دمج  بعض التخصصات مع بعضها  بطريقة تطبيقية.

– العلوم

دراسة العالم الطبيعي كما هو، وتحليل علاقاته  للوصول إلى قوانين الطبيعة  المرتبطة به، سواء كانت  مكونات  مرتبطة بالفيزياء أو الكيمياء  أو علم الأحياء  وعلم الأرض، لمعالجة أو تطبيق الحقائق  والمبادي المرتبطة بهذه التخصصات (الدوسري 2015).                                                                                                              طبيعة العلوم علمية عملية، تقوم على التفكير العلمي وحل المشكلات، من خلال الملاحظة والتجريب، وقد أوصى المؤتمر التربوي لتطوير التعليم  قبل الجامعي في القاهرة (2007) بالاهتمام بالجانب العلمي، ودعم البحوث العلمية التي تتعلق بالجوانب التطبيقية في تدريسها)خليفة،2011).

– الهندسة

هي العمليات والإجراءات اللازمة لتصميم الأدوات، والنظم والهياكل التي تساعد البشر وتلبي احتياجاتهم، وهي تستخدم قوانين الطبيعة والعلوم والوقت والمال والأدوات، وتستخدم مفاهيم الرياضيات وأدوات التكنولوجيا في تطبيقها.

– التكنولوجيا (التقنية)

وهي الأدوات التي يتم تصميمها كتلبية لاحتياجات الإنسانية مثل: الموازين لمعرفة الأوزان  ومقارنتها، والعدسات للنظر عن كثب للكائنات الحية، والأدوات الرقمية مثل أجهزة الكمبيوتر  والأجهزة اللوحية  والأجهزة المحولة…

وقد تم  استحداث إدخالها في التدريس للتطبيق النظامي للمعرفة العلمية، وهي طريقة تستخدم جميع الإمكانات المتاحة المادية كانت أو غير مادية، بأسلوب فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه بدرجة عالية من الإتقان والجودة والكفاية، وهي  كذلك عملية مركبة متكاملة يشترك فيها الأفراد والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات، بغرض تحليل المشكلات التي تتصل بجميع نواحي التعليم الإنساني، واستنباط الحلول المناسبة لها ثم تنفيذها  وتقويمها وإدارتها (الحلية ،2000). إنّها طريقة التّفكير في استخدام المعارف والمعلومات والمهارات بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته، فهي تعني الاستخدام الأمثل للمعرفة العلميّة وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيّته  Karehka Ramey 2013)).

و بالطبع  فإن تعليم هذه التخصصات السابقة يعد محورا مهما في حياة كل المجتمعات، فهي  ضرورية لفهم  مكونات العالم وحل المشكلات التي تطرأ فيه، كما أنها تساعد على الاستمرار في الاختراع   والإبداع، مما يتيح للمجتمعات المبدعة والمخترعة فرصة تسويق أكبر يؤهلها إلى اقتصاد  قوي، فمثلا اقتصاد أمريكا قائم على الاختراعات والصناعات، إلا أنه لوحظ مؤخرًا أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة للاقتصاد العالمي آخذٌ في الانخفاض، وأرجع الباحثون  ذلك جزئيًا إلى افتقار العمالة الأمريكية إلى المعارف الأساسية في العلوم والهندسة والتكنولوجيا، ولمعالجة هذه القضية الحيوية وللتنافس على الاقتصاد العالمي وإعداد القوى العاملة بشكل أفضل، اتجهت الولايات المتحدة  في البداية إلى تطوير أساليب التعليم في هذه التخصصات (الرياضيات والتكنولوجيا والهندسة والعلوم)، عن طريق دمجها معا في برنامج متكامل، ثم تبعتها كثير من دول العالم.

فالحياة العملية تؤكد أن دراسة العلوم تعتمد على الرياضيات والحسابات مع الهندسة واستخدام التكنولوجيا، وكذلك دراسة الهندسة نستخدم فيها الأساليب العلمية الحديثة والمتطورة، التي نبحث عنها ونطبقها باستخدام التكنولوجيا من دون الاستغناء عن الرياضيات )سوبر حوا، 2015).

1- تعليم stem  

أ- تعريف تعليم stem

يرى (Elaine J. ،2014) أنstem  هو المناهج الدراسية القائمة على فكرة تعليم الطلاب في أربعة مجالات محددة، هي العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، تدمج وفق منهج متعدد التخصصات يركز على الجانب التطبيقي.

أما ( Primer،2017) فيصفه بـأنه علم يختص بتخصصات، هي: العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهو المصطلح يستخدم عادة عند معالجة خيارات السياسة التعليمية والمناهج الدراسية في المدارس، لتحسين قدراتها التنافسية في تطوير العلم والتكنولوجيا ،حتى  تؤثر على تطوير القوة العاملة، وملء  الشواغل في هذه التخصصات.

و يرى (سوبر حوا ،2015) “ستم” -وهو اختصار لأربع كلمات “علوم- تكنولوجيا- هندسة-رياضيات (Science، Technology، Engineering،Mathematic)- على أنه نظام تعليمي قائم على البحث والتفكير وحل المشكلات، والتعلم من خلال المشروعات التي من خلالها يطبق الطالب ما يتعلمه في العلوم والرياضيات والهندسة باستخدام التكنولوجيا.

ويشير(ياسين ،2015)  إليه على أنه نهج متعدد التخصصات للتعلم، حيث تقترن المفاهيم الأكاديمية الدقيقة مع العالم الحقيقي، من خلال التطبيق العملي للطلبة للعلوم والتكنولوجيا والهندسة، والرياضيات، في سياقات تربط ما بين  المدرسة والمجتمع المحلي والعمل، والمشاريع العالمية، مما يتيح  معرفة وتطوير تعليم STEM وتحقيق القدرة  على المنافسة في الاقتصاد الجديد.

وتضيف (الشمري ،2017): STEM توجه تطبيقي لدمج مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، تقوم فكرته على دمج مجالات علمية أربعة هي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، و تدريسها عبر نموذج مترابط في نسق تكاملي واحد، يوفر سياقات تدريسية واقعية لمحاكاة العالم الطبيعي، عوضاً عـن تدريـس هـذه المواد  يشكل منفصل، والسبب وراء اختيار هذه المجالات المعرفية الأربعة، كون العلوم والرياضيات تشكّل العلوم الأساسية الحياتية، بينما التقنية والهندسة هي الجوانب التطبيقية لتلك المعارف والعلوم، بما يحقق معنىً للتعلّم.

يشير (Andy،2016) الوارد في عباس سبتي إلى أن كلمة STEM هي  اختصار Science، technology، engineering، and mathematic الرياضيات التقنية والعلوم  والهندسة، تم  تكوينها من الأحرف الأولى.

أما (صالح،  2016) يذكر أنه بدلاً من تدريس المواد الدراسية الأربعة (الرياضيات والتقنية والعلوم  والهندسة) بشكل نظري منفصل غير مترابط، فإنه يتم تصميم بناء معرفي شامل ومترابط ومتكامل، يشتمل على المواد العلمية المتشابكة في منهج واحد ضمن 4 مسارات.

ويذكر( (2017,Esther) أن تعليم stem يمثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويدمج  هذا التعليم المواضيع التي تدرس بصفة منفصلة، كما أنه يؤكد على تطبيق المعرفة على الحالات الواقعية، ويدرس عادة كمحاولة إيجاد حل حقيقي للمشكلة، ويركز هذا التعليم على التعليم القائم على المشروع.

يرى (Leema K،2013) أن ستم هو التركيز على  تكامل المواد (الرياضيات والعلوم والهندسية والتكنولوجيا) في القاعات الدراسية بحيث سيتعلم الطلاب تطبيق الرياضيات والعلوم والهندسية ذات الصلة باستخدام التكنولوجيا في برامج ومشاريع.

ب- نشأة  وتطور نظام ستم

ظهر stem للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية في التسعينات من قبل المنظمة القومية الأميركية (الشمري،2017). وقد بدأ استخدامه في التعليم  كمسار يشار إليه بعد المناقشات التي تمت أثناء المبادرات الرامية إلى البدء في التصدي للنقص (الخَصاص) الملحوظ في المؤهلين لشغل الوظائف في هذه التخصصات (العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا)، وقد أوصى المناقشون بالاهتمام بالمواطنين الذين لديهم  خبرة في أبحاث هذه المجالات، كما أوصوا بأن يكون stem الجزء الرئيسي من التعليم العام للولايات المتحد ة (Morella،2012).

كما أوصت الأبحاث حول التعليم بالولايات المتحدة بضرورة البحث عن طرق ووسائل لتحبيب وجذب الطلاب لتعلم العلوم والرياضيات، وذلك بعدما أكدت الإحصاءات عزوف الطلاب عن دراسة تلك التخصصات، ففي عام 2003 كان 4% فقط من الطلاب الجامعيين في أميركا قد تخصصوا في العلوم الهندسية، مقابل 13% في أوروبا، و20% في آسيا ( سوبر حوا،2015) مما مهد الطريق لظهوره كاستراتيجية تعليمية تسد العجز في هذه التخصصات.

في خطاب حالة الاتحاد سنة 2006، أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش المبادرة الأمريكية، حيث قد اقترح مبادرة معالجة النقص في الحكومة الاتحادية، لدعم وتطوير التعليم في جميع المراحل الدراسية في مجالات تعليم stem، وبذلك تعتبر الولايات المتحدة الرائدة في هذا المجال، حيث اتجهت إلى محاولة تحفيز الطلاب وإلهامهم للتفوق فيه، ثم توالت الاهتمامات به  فقامت  إدارة اوباما بمبادرة لإصلاح التعليم عبر حملة شاركت فيها 13 وكالة شريكة مع وزارة التعليم، وتمخض عن هذه الحملة إنشاء استراتيجية وطنية مشتركة لاستثمار الأموال الاتحادية في تنفيذ برنامج تعليم stem في رياض الأطفال، والعمل على زيادة مشاركة الشباب في تعليم stem، وتحسين تجربة هذا التعليم في الجامعات، كما تعمل الاستراتيجية على تصميم تعليم stem جامعي يوفر قوة عاملة ذات كفاءة  2014) ،Elaine.j).

بعد ظهور نظام “ستم” بدأت تظهر نماذج مختلفة منه، فنادى بعضهم، على سبيل المثال، بدمج الفنون مع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويعتبر هذا أشهر أنظمة “ستيم” حاليًا، أو إضافة البيئة لـ “ستيم” أو “الروبوتس” (سوبر حوا،2015).

ولم يقف الأمر عند تعليم ما قبل الجامعة، بل تعدى الأمر واتسع التعليم إلى ما بعد الثانوي من خلال برامج مثل برنامج الماجستير من جامعة ميريلاند وكذلك جامعة سينسيناتى في الولايات المتحدة، كما لم يقف الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية بل تم  تطبيقه في المملكة المتحدة، وجنوب إفريقيا، وبعض الدول الأخرى من أسيا وأروبا والوطن العربي.

ج- أهمية برنامج ستم

يعتبر برنامج STEM (العلوم -التكنولوجيا- التصميم الهندسي- الرياضيات) من البرامج الحديثة التي تسعى نحو التكامل في مجال التربية العلمية والتكنولوجيا، وقد نشأ من حاجة اجتماعية اقتصادية نتيجة واقع الأزمة الاقتصادية العالمية في الدول الصناعية الكبرى، في العقود الأخيرة  لذا فإن أهميته تأتي من توفره على الجوانب التالية:

1- إن ما يميز تعليم stem  هو ابتعاده عن التقليدية، لأنه تعليم قائم على دمج هذه المجالات، وتعليم الطلاب كيفية تطبيق المنهج العلمي في الحياة  اليومية، وتعليمهم أيضا التفكير الحسابي الذي يركز على التطبيقات الواقعية لحل المشكلات (Elainj،2014)

2- في نظام “ستم” تقل المحاضرات، وينتهي أسلوب الإلقاء لتحل محله التدريبات العملية التي يقوم بها الطلاب بأنفسهم وبمساعدة معلم مدرب يقوم بتوجيههم فقط (سوبر حوا، 2015).

3- تعتمد مناهجه على  تكامل فروع العلوم والرياضيات مع التكنولوجيا، ويعتمد على التعلم من خلال تطبيق الأنشطة العملية التطبيقية، وأنشطة التكنولوجيا الرقمية والكمبيوترية، وأنشطة متمركزة حول الخبرة عن طريق الاكتشاف، والتحري، وأنشطة الخبرة اليدوية، وأنشطة التفكير العلمي، والمنطقي، واتخاذ القرار. وقد أثبت هذا المنهج فعاليته على مدار ثلاثة عقود (غانم ،2015).         

4- ضرورة تطوير التعليم عبر برنامج تعليم stem تكون نابعة -غالبا- من الأثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية وتعقدها في القرن الحادي والعشرين، التي أصبحت تهدد الأمن العالمي والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي باعتباره الحل، فريدمان (2005)، فهذا البرنامج يساعد الطلاب على الاستعداد لهذا التحول ولمواجهة هذه التحديات (2016   ، J .     Geoff).

5- وجود حاجة عالمية ملحة  لتعليم stem  من أجل حل مشكلات التنمية الاقتصادية، مثل انخفاض معدلات التشغيل، ومشكلات البطالة والفقر بين الشباب، وكذا الفجوة الضخمة بين المستويات الغنية والفقيرة.  (جيان ليو (  ب ت)

6- إذا أقررنا بأن الابتكارات لا تخرج عن كونها ضمن مجالات STEM أو تتداخل فيما بينها أو تتكامل، سيكون التركيز على تعليم STEM رافداً قوياً للاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجية، ومساعدا على تعزيز المنافسة العالمية في عصر ترقى فيه المجتمعات وتتقدم بقدر محصولها من الإنتاج العلمي والتقني.

7–  يساعد  تعليم ستم في ترسيخ ثقافة الإنتاجية، وفي اكتساب خريجي طلاب التعليم المهارات اللازمة لبدء الحياة المهنية.

8-  يساعد في تنمية ميول الطلاب تجاه هذه التخصصات (العلوم، الرياضيات الهندسة والتكنولوجيا) مبكراً،  من مرحلة الروضة وحتى نهاية الدراسة الثانوية، حيث يعتبر وسيلة مهمة لمعالجة مشكلة شاعت في السنوات الأخيرة على نطاق واسع،  وهي تلك المتمثلة في نقص عدد الطلاب الذين يتابعون دارستهم في مجالاتstem  بالعلوم والرياضيات. وقد أظهرت إحصائيات دراسة تتبعية في أميركا إلى أنه في عام 2001 بلغ عدد طلاب الصف الثالث المتوسط أكثر من أربعة ملايين في أمريكا، ، تخرج منهم من الثانوية (2.8 ) مليون، والتحق بالجامعة (1.9) مليون، وبلغ عدد الخريجين الجامعيين (1.3) مليون، هم عدد المتخصصين منهم في مجالات ستم (الشمري،17 20) مما يشير الى تناقص عدد الطلاب الذين يتابعون تعليمهم في مجال ستم مما استدعى اللجوء اليه كوسيلة الى جذب الطلاب الى المتابعة في مجالات ستم .

9- تتطلب وظائف  STEM -ليس فقط أن يكون العامل على دراية بهذا التعليم- ولكن أن تكون لديه مهارات معينة، مثل الترميز في المستقبل. فحالياً تتطلب الكثير  من الوظائف خلفية ثقافية في الرياضيات أو العلوم، وفي حالات كثيرة في كلتي المادتين. وبرنامج  stem يوفر هذه العمالة ذات الخبرة في المجال.

9- من المتوقع أن يزيد عدد وظائف  STEM ليشمل 33% من جميع المهن بحلول عام 2020 وفقاً لإحصائية وزارة التعليم الأمريكية. لهذا منطقياً، يجب تعديل ممارسة التعليم وفقاً لذلك مما يجعل البرنامج الرافد الذي يسد هذه الحاجة. ( ،ANDY،2016). وقد ذكر  انه في العام (2018 ) ستكون هناك 3 ملايين  من الوظائف الشاغرة  ،وواحد من الأسباب عدم وجود طلاب متخصصين في مجالات  setm   .  2015). ، Jackie  )

10- يعمل التعليم ستم على تكامل العقول، لأنه يعتمد في أغلبه على المشاريع التي تعتمد على الأسلوب التعاوني، مما يتيح الفرصة  للطلاب لعرض المشكلة عبر وجهات نظر مختلفة تتكامل لتقديم أفضل الحلول.

11- تنوع الوظائف المتصلة بمجالاته: الصيدلة والطاقة والبرمجة، ومجالات الهندسة، والطب المساعد، والاتصالات، والمهن الزراعية، ومهنة التدريس وغيرها (2017،  Esther).

د- الأفكار  الرئيسية لبرنامج stem 

1- يعتمد على التعلم من خلال تطبيق الأنشطة العملية التطبيقية، وأنشطة التكنولوجيا الرقمية والكمبيوترية، وأنشطة متمركزة حول الخبرة عن طريق الاكتشاف، أو التحري، وأنشطة الخبرة اليدوية وأنشطة التفكير العلمي، أو المنطقي أو اتخاذ القرار (جيان ليو ، ب ت).

2- كما يعتمد على التمركز حول الخبرة المفاهيمية المتكاملة؛ والتمركز حول حل المشكلات، والتحري، والتطبيق المكثف للأنشطة العملية؛ والتمركز حول الخبرة المحددة، والموجهة عن طريق الذات؛ والبحث التجريبي المعملي في ثنائيات، وفِرق؛ وكذا التقويم الواقعي متعدد الأبعاد والمستند على الأداء؛ والتركيز على قدرات التفكير العلمي والإبداعي والناقد (غانم  ،2012).

3- يعزز عقلية الاستفسار والتحقق والتفكير المنطقي ومهارات التعاون كفريق لدى الطلاب.

4- يسعى إلى تنمية التفكير الهندسي والتفكير الناقد والإبداعي وحل المشكلات. وكذلك

زيادة المواهب وتحسين وتعزيز مهارات المدرسين عن طريق تدريب إضافي في مجال العلوم والرياضيات والتكنولوجيا.

5- يهتم هذا البرنامج، أيضا، بتوسيع  قبول الطلاب في الجامعات  في التخصصات STEM ، وذلك عن طريق تأهيل  الطلاب في المراحل ما قبل الجامعة في تخصصات البرنامج.

6- يهتم البرنامج بمد سوق الشغل بعمالة مؤهلة في مجال التكنولوجيا المتقدمة  تغطي الاحتياجات.

2- المكونات الأساسية لتطبيق تعليم STEM

 أولا- المناهج

يقوم تعليم STEM على المشاريع، ويمكن أن يدرس في فصل دراسي منفصل، مثال: نموذج  تصميم قوارب، تبدأ بعرض صور لقوارب تنقل صناديق، ثم يقوم الطلاب بتجريب مواد مختلفة في التصميمات في محاولة لبناء نموذج قارب يحمل كميات كبيرة، وتستخدم الرياضيات في القياسات  المحددة في التصميم ويحفظها الطلاب  معها الميزانية التي  يحتاجها في المواد للتصميم   في دفتر،2017)   ،    Esther  ).

يعتمد تصميم مناهج STEM على التكامل بين التخصصات الأربعة (الرياضيات، العلوم، الهندسة والتكنولوجيا) و يركز على الخبرة المفاهيمية المتكاملة؛ ويعتمد وسائل وطرق حل المشكلات، والتحري، والتطبيق المكثف للأنشطة العملية؛ كما يركز على  الخبرة المحددة، والموجهة عن طريق الذات؛ والبحث التجريبي المعملي في ثنائيات وفرق؛ ويقوم التقويم فيه على نحو واقعي متعدد الأبعاد مستند على الأداء؛ كما يركز على قدرات التفكير العلمي والإبداعي، والتفكير الميكانيكي  وذلك على نحو تكاملي بين التخصصات العلوم، والرياضيات مع التكنولوجيا والهندسة (غانم،2015).

كثير من المناهج في التعليم ستيم يهدف إلى اجتذاب الفئات الممثلة تمثيلاً ناقصاً في مجالات ستم من الطالبات  (2014 .Elaine.j).

مراحل تصميم مناهج ستم 2014).Elaine.j)

نموذج  مناهج ستم في الولايات المتحدة

يتم تصميم مناهج ستم على ثلاث مراحل هي:

المرحلة الأولى:

مرحلة المدراس الابتدائية: ويتم في هذه المرحلة  التمهيد لدورات تعليم ستم، بالتركيز على إدراك الطلبة للحقول التي يشتمل عليها البرنامج، والمهن التي تشمل المجال،  مما يوفر خطوة أولى على أساس معايير التنظيم القائم على حل مشكلة عالمية حقيقية في التعليم في المجالات الأربعة، حيث يهدف إلى خلق طلاب يهتمون بالمتابعة في هذه الدورات، وسد الفجوة في مدراس ستم لاحقاً، وتوضح (غانم ،2015) أنه يتم في هذه المرحلة  تدريس أساسيات الرياضيات، وقاعدة من العلوم، والتكنولوجيا الهندسية.

المرحلة الثانية:

مرحلة المدارس الإعدادية: في هذه المرحلة تصبح المناهج أكثر صرامة  وشدة، وتحتوي على دورات تحدٍ  لوعي الطلاب في حقول ستم، حسب ما يحتاجه المستوى الأكاديمي في هذه الحقول، كما يحتوي على برنامج استكشاف الطلاب للمسارات الوظيفية ذات الصلة بستم. و تضيف (غانم،2015)  أنه في هذه المرحلة يطبق النظام بصورة عامة على كافة التلاميذ بتدريس الرياضيات، مع دراسة مكثفة للتكنولوجيا عن طريق معامل التجريب، والمحاكاة، والتصنيع، والفنون الصناعية، وComputer-aided design (CAD)، و .Computer-aided manufacturing (CAM)

المرحلة الثالثة:

مرحلة المدارس الثانوية، في هذه المرحلة يتمحور البرنامج على تطبيق مواد صعبة التنفيذ، بطريقة دقيقة  عبر دورات في مجالات ستم. بالتركيز على التحضير لمرحلة ما بعد التعليم الثانوي  للوظائف والعمالة. وتبين (غانم ،2015) أنه في هذه المرحلة  تكون دراسة منهج STEM اختيارية، وتكون بتدريس الرياضيات والكيمياء والفيزياء ومسار متخصص لمنهج في العلوم، والتكنولوجيا الهندسية كما يلى: يتم دراسة الرياضيات، وعلوم البيولوجيا، والأرض، والفضاء وغيرها؛ والتصميم الهندسي، والميكانيك، والمدنية، والكهرباء وغيرها؛ وتكنولوجيا ال CAD، والتصنيع، والتصميم الإنتاجي، وغيرها (غانم  ،2015).

ثانيا- الوسائل  وطرق التدريس   

يعتمد تعليم ستم على  تجهيز بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، تساعدهم على الاستمتاع، وذلك في وِرش عمل عن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والمهارات العملية، بعيدا عما يتم داخل الفصول المغلقة من تدريس المفاهيم النظرية بشكل تقليدي. حيث تقوم المناهج التعليمية المبنية على ستم بزرع مهارات فكرية تعليمية مرتبطة بالتطبيق، بما يساعد الطالب على فهم وإدراك مفاتيح العلوم المختلفة بطريقة سهلة وبأسلوب التعلم بالاكتشاف أو باللعب، بحيث يمتد أثر تلك المهارات ليشمل كل نشاطاته التعليمية في الحياة  (صالح،2016).

ثالثا- المعلم

يهتم برنامج ستم بالمعلم، حيث يتضمن البرنامج مجموعة من  الورش العملية المباشرة التي تساعد المعلمين على تعزيز تعلم الطلبة في مجالات “العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات” وترسيخ مفهوم  STEM لديهم، وفي هذه الورش والمناهج والمواد التدريبية يتعرف المعلمون ويطبقون مجموعة من الأنشطة العلمية العملية والألعاب التعاونية، التي ستساعدهم مستقبلا على تطبيق هذا المفهوم في غرفهم الصفية، كما سيتمكنون من خلال هذه الأنشطة  من التعرف  على استراتيجيات توضح سبل الاستفادة من هذه الأنشطة في مجالات “العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات”  لجميع المراحل الدراسية  (ياسي،2015). كما  تجب الإشارة إلى أنه يجب تدريب معلمين جيدين في هذه المجالات حتى يقوموا بإرشاد الطلاب خلال عملية حل المشاكل  (Jackie،2015).

رابعا- الطلاب  

يركز تعليم ستم على الطلاب عن طريق تدريبهم على عدد من الاستراتيجيات التعليمية، مثل حل المشكلات والتعاون، ومن الأفضل أن يتم إدماج الطلبة في برنامج  تعليم ستم قبل المرحلة الثانوية، لأن ذلك يساعد في تحفيز الطلاب للدراسة في المجالات ستم، حيث أكدت بعض الدراسات أنه كلما تقدم الطلاب في المرحلة الابتدائية يفقد ثلثهم الرغبة في مواد تخصص ستم (2015،Jackie).

3- تجارب عالمية 

طبق البرنامج في العديد من دول العالم الصناعية مثل: الولايات المتحدة  الأمريكية  والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية وبعض الدول الأخرى. وهو مدخل دعت إليه المكانة التي أصبحت فيها المهارات التطبيقية تعتبر إحدى المتطلبات الأساسية في الكثير من وظائف العلوم والتكنولوجيا، حيث تؤسس الابتكارات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات حلولاً لما تواجه الدول المتقدمة من  التحديات العالمية، و يقدر  أن 80٪ من فرص العمل في العالم حالياً تتطلب أشكالا متنوعة من إتقان مهارات علمية تطبيقية (صالح، 2016).

– الولايات المتحدة الأمريكية

في عام 1990 أنشأت وزارة العمل الأمريكية لجنة خاصة، وهي لجنة وزارة الخارجية بشأن تحقيق المهارات اللازمة  SNACSمن أجل تحديد المهارات اللازمة للشباب في حياتهم المهنية، وفي عام 1991  نشرت وزارة العمل إطار ما يتطلبه العمل من المدارس، والذي يعرّف 5 كفاءات ضرورية لعمال القرن 21، ثم في عام  2002 نشرت الولايات المتحدة رسميًا أبحاثًا حول مهارات القرن الحادي والعشرين وأسست الشراكة من أجل هذه المهارات )منظمة شراكة التعلم للقرن الحادي والعشرين (P21 لتحديد المهارات اللازمة للشباب في الألفية الجديدة.

ثم جذب إطار العمل هذا اهتمامًا عالميًا، لِما له من دور مؤثر في تطوير أطر عمل الكفاءات خرجت بأن المهارات اللازمة هي: مهارات الابتكار والتفكير الناقد والتواصل بالتعاون والإبداع والإلكترونية والمهن (جيان ليو وآخرون ب ت). ومن ثم أصبحت مناهج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات  STEM من أهم التخصصات  التي تدعم المهارات اللازمة للشباب في الألفية الجديدة ( جيان ليو وآخرون ب ت).

فبدأت الولايات المتحدة تتخذ طريق التفوق في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)  لتأهيل الشباب للألفية الجديدة،  وكذلك لشعورها  بالحاجة إلى معايير جديدة تستثير اهتمام الطلاب وميولهم بتخصصات STEM لأن نظام التعليم الحالي لم ينجح في إعداد الطلاب للالتحاق بالكليات وبالمهن، وللمواطنة التي تسد حوجة البلاد، فكان لابد من وجود مجموعة من التوقعات والأهداف، واستحداث  نظام تعليمي ينتهج نهجًا جديدًا لتعليم العلوم، بدءًا من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، نظام يجذب الطلاب لدراسة العلوم ويزودهم بالمعارف الأساسية في مجالات العلوم. ونشير إلى أنه في عام 2009م اجتمعت مؤسسة كارنيجى للباحثين المتميزين مع قادة القطاعين العام، لمناقشة أوضاع التعليم في أمريكا، وتوصلوا إلى أن قدرة أمريكا على الابتكار من أجل النمو الاقتصادي وقدرة العمالة الأمريكية على الازدهار، في سوق القوى العاملة الحديثة، وآمال الأمريكيين في الحفاظ على الديمقراطية نبض الحياة، وحلمهم في تحقيق الحراك الاجتماعي، تحتاج إلى تعليم قوي للعلوم والرياضيات مبنٍ على أسس متينة، فقد وجدوا تدنيًا وقصورًا في أداء نظام تعليم العلوم والرياضيات في الولايات الأمريكية عن غيرها من الدول المتقدمة، وأنه إذا ترك هذا الوضع بدون معالجة فإن ملايين الشباب الأمريكيين لن يؤهلوا للنجاح في الاقتصاد العالمي.

و في عام 2012م وحسب تصنيف برنامج التقييم الدولي للطلاب ”بيزا” (PISA) حصلت الولايات المتحدة على المرتبة 23 في العلوم، والمرتبة 30 في الرياضيات، وعن مدى تأهيل وإعداد خريجي المدارس الثانوية للالتحاق بالكليات، وجدوا أن 54% من خريجي المدارس الثانوية فشلوا في تحقيق المستويات المعيارية في الرياضيات والتي تؤهلهم للالتحاق بالكليات، وأن69% من خريجي المدارس الثانوية فشلوا في تحقيق المستويات المعيارية في العلوم والتي تؤهلهم للالتحاق بالكليات، وذلك على حسب إحصاء منظمة التعاون والتنمية والتعليم OECD)) (حسانين ،2016). و لمعالجة هذا الوضع شكلت وزارة التربية والتعليم في الولايات المتحدة لجنة بشأن تعليم مناهج وهي  STEM لجنة مناهج   STEM، و في عام 2013 نشرت وزارة التربية والتعليم الخطة الاستراتيجية الفيدرالية لتعليم مناهج العلوم والتكنولوجيا والهندسة  والرياضيات  STEM لخمس سنوات (جيان ليو وآخرون، ب ت) ، ثم توالت الجهود في اطار تجسين البرنامج ويتم إنشاء عدد من المنظمات والوكالات التي تدعم هذا البرنامج ومنها (SF) وهي الوكالة الفيدرالية الأمريكية التي تشمل دعم جميع ميادين العلوم الأساسية والهندسية، باستثناء العلوم الطبية.

استمر اتساع التعليم STEM  في الولايات المتحدة الأمريكية ما بعد الثانوي من خلال برامج مثل برنامج الماجستير من جامعة ميريلاند وكذلك جامعة سينسيناتي في الولايات المتحدة.

تعد تجربة الولايات المتحدة الأمريكية من التجارب الرائدة، حيث أوضح المحللون أن هناك حوالي 105 إلى 252 برنامجا تعليميا خاص ب تعليم stem وأن هناك أنشطة تعليمة خاصة بتعليم ستم، مثل الدورات التدريبة المتخصصة، كما أن هناك 13الى 15 وكالة تعليمة في المجال، أما فيم يختص بالصرف المالي على المشروع فإن الاعتمادات السنوية لتعليم stem تتراوح ما بين 2,8 و 3,4 بليون دولار لخدمة هذا النظام (Jeffrey,2012).

– أوربا 

في أروبا خرج مؤتمر عن التعليم في الاتحاد الأوربي في عام2005 ، متضمنًا مبادئ توجيهية ومراجع لسياسات التعليم في دول الاتحاد الأوروبي، لا سيّما فيما يتعلق بإصلاح المناهج الدراسية، تضمنت أهداف الاتحاد الأوروبي، خصوصا فيما يتعلق بإصلاح المناهج الدراسية. و تضمنت أهداف هذاال إطار المهارات اللازمة للشباب  في الألفية الحديثة، تمثلت في  دعم جهود الدول الأعضاء في ضمان أنه مع نهاية مرحلة التعليم والتدريب الأولي، سيكون الشباب قد طوروا كفاءات رئيسية إلى مستوى يؤهلهم للتعايش بعد مرحلة البلوغ، ويشكل الأساس لبيئة التعلم والعمل في المستقبل، وأن يكون بإمكان البالغين تطوير الكفاءات الرئيسية وتحديثها طوال حياتهم، مثل الكفاءة في الرياضيات والكفاءات الأساسية في العلوم والتكنولوجيا. (جيان ليو وأخرون،ب ت)

– المملكة المتحدة

يهتم التعليم في المملكة  المتحدة  بتطوير التعليم والطلاب في جميع مراحل التعليم المدرسي،

وذلك عن طريق تعلّم عدد من المهارات وممارستها وتنميتها، وصقل بعض هذه المهارات

ذات الموضوع  المحدد (كالفن، والرسم، والتصميم)  وبعضها متعدد الموضوعات )كالقدرات البحثية اللازمة في مجال العلوم والتاريخ والجغرافيا).

وعلاوة على ذلك، هناك مهارات متعددة التخصصات، مثل مهارات التواصل والتفكير الإبداعي، وهذه المهارات متعددة التخصصات مدرجة أيضًا في المناهج الوطنية بما فيها التخصصات العلمية  (جيان ليو وآخرون ، ب ت).

وقد سعت المملكة المتحدة لتطوير التعليم بالاهتمام بالتعليم STEM  باعتبار أن له أهمية اقتصادية،  وذلك في سياسة وخط الإنفاق الرسمي سعيا لتعزيز السياسة التعليمية الاقتصادية، بنهج خطة استراتيجية لعدد من السنوات  لتطوير الجوانب التكنولوجية والعلمية عبر تكوين عدد من الهيئات التي تدعم هذا الجانب، مثل الجمعيات العلمية  والصناعية،  ووثيقة الاستثمار والابتكار 2004 والتي تحدد أعمال السياسات طويلة الأجل لتعليم STEM  في المملكة المتحدة. وكذلك أنشأت هيئات مستقلة استشارية في إنجلترا تدعى وكالة تنمية المؤهلات والمناهج، ثم مجلس المدراس ومجلس المناهج  الوطنية ومجلس الامتحانات والتقييم المدرسي، وعدد من الهيئات الأخرى.

وقد تم حل الغرف المتخصصة في الرياضيات والعلوم سنة 2006 و2011 على التوالي،  وتم توزيع وظائفهم على عدد من الوزارات، ومن ذلك الحين لم تعد هناك أي هيئة مستقلة تقدم المشورة بشأن المناهج والتصميم، لتسعى الحكومة إلى أخذ المشورة من هيئات مهنية أو مجموعة من الخبراء المختصين.

توجد عدد من المدارس طبق فيها برنامج ستم وهي مدرسة دار لينجتون للرياضيات والعلوم. ويشير(2011، Harrison،Matthew) إلى أن منهج STEM من أهم  البرامج  التي تبنتها المملكة المتحدة، والذي تم تدعيمه وتمويله في إطار سياسة شعبية في الفترة ما بين 2004 إلى2010، وذلك بإضافة أنشطة ومها رات فعالة في مجال دمج التكنولوجيا، والتصميم الهندسي، لتجنب الصعوبات والمشاكل التي ذكرتها  تقارير الأكاديمية الملكية الهندسية بخصوص احتياجات المملكة من الخريجين في تخصصات ستم (10000 خريج حتى 2020 فقط لتلبية الحاجة والطلب 2014)، Elaine.j)

– أسيا

.. تتشابه الكيانات الاقتصادية الآسيوية من حيث خلفياتها التاريخية والاقتصادية والجغرافية والثقافية،  فمثلا تهدف الرؤية السنغافورية المتمثلة في الأمة المتعلمة والمدارس المفكرة إلى تحقيق 4 نتائج، هي: بناء الشخصية الواثقة، والمتعلم الذاتي، والمسهم الفاعل، والمواطن المعني والمهارات والتفكير الناقد والإبداع ومهارات التواصل والتعاون واستقاء المعلومات (جيان ليو وآخرون، ب ت).

– الصين 

في الصين أكد مشروع تطوير مهارات الشباب للألفية الجديدة إصلاح مناهج التعليم الأساسي الرئيسي للصين (2001) أهمية السلوكيات التي يتبناها الطلاب والقيم التي يحملونها،و استهدف المشروع مجموعة من الأهداف التي يمكن تصنيفها إلى ثلاثة مسارات: المعرفة والمهارات، والطريقة والأسلوب المتبع؛ والتأثيرات والسلوكيات والقيم.

و قد تم التأكد من الامتثال لهذه الأهداف في المناهج الدراسية، فضلًا عن أساليب تدريس وتقييم جميع المواد الدراسية.

وفي عام2014 ، انطلقت جولة جديدة في الصين من جهود إصلاح المناهج الدراسية بتنظيم وزارة التربية والتعليم بحوثًا عن الكفاءات الأساسية لكل مرحلة من مراحل التعليم، لتحديد الخصائص الأساسية والقدرات الأساسية التي من خلالها يتكيف الطلاب مع التطور المتواصل والمطالب الاجتماعية. وتؤكد هذه الكفاءات الأساسية على تنمية الفرد، والتعاطف الاجتماعي، والفخر الوطني، وتشجّع على التنمية المستقلة والتعاون والممارسات الإبداعية (جيان ليو وآخرون، ب ت).

– روسيا    

في روسيا في عام 2001 ، أعطت وزارة التربية والتعليم  إشارة البدء في عملية الإصلاح التعليمي، بالتحول من التعليم القائم على المعرفة إلى التعليم القائم على الكفاءة. وتُصنّف الكفاءات الأساسية لروسيا إلى 5 أبعاد: الإدراك، والحياة اليومية، والترفيه الثقافي والمجتمع المدني، والعمل الاجتماعي وذلك في خطة حديثة استراتيجية (جيان ليو وآخرون، ب ت).

تعتبر هذه الجهود بداية إلى اعتماد برنامج ستم باعتباره برنامج يهتم بالكفاءة العملية  والابتكار وتطوير المهارات، وهو الأمر الذي يساعد في الحياة اليومية.

– الدول العربية   

اختلف البرنامج في الدول العربية في بداياته وتطوره، ومن الدول التي طبقت البرنامج مصر والسعودية والكويت…

– مصر

تم إنشاء عدة مدارس للتعليم الثانوي في مصر بنظام “ستم”، عام 2011. وهي تقبل الطلاب المتفوقين في نهاية المرحلة الإعدادية، كما أنها مدارس داخلية يقيم فيها الطلاب إقامة كاملة. والمواد التعليمية فيها مترابطة ومدمجة، مع الاعتماد على التطبيقات العملية  ومحاكاة ما يحدث في الحياة الحقيقية.

تخرجت أول دفعة من طلاب هذه المدارس في العام الماضي، ونظرًا لطبيعة الدراسة المختلفة والمميزة في هذه المدارس فإن الطلاب المتخرجين منها تم قبولهم بسهولة في الجامعات العالمية، حيث التحق 5 طلاب بجامعات في الولايات المتحدة الأميركية و3 طلاب في جامعات بإيطاليا، و6 طلاب بالجامعة الأميركية، و7 طلاب بالأكاديمية البحرية، و4 بجامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، و2 بجامعة النيل (سوبر حوا،2015).

وتتوسع وزارة التربية والتعليم حالياً، في إنشاء مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا  STEM ،  وذلك في إطار اهتمامها برعاية الموهوبين في مادتي العلوم والرياضيات، ولسد حاجة الدولة من المتخصصين فيها. وقد أنشأت الوزارة 11 مدرسة للمتفوقين في العلوم والتكنولوجيا في محافظات: القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والدقهلية، وكفر الشيخ، وأسيوط، والبحر الأحمر، والأقصر، والمنوفية، والإسماعيلية،  وستتم إضافة 4 مدارس جديدة في محافظات: الشرقية، والقليوبية، وقنا، وبني سويف، كما تخطط الوزارة لإنشاء مدرسة للمتفوقين بكل محافظة من المحافظات المصرية  (محمد،2017).

– الكويت

في الكويت  طبق البرنامج  في مدرسة البكالوريا الأميركية في العلوم، لإحداث نقلة نوعية في مجال التعليم وذلك بصقل مهارات الإبداع الابتكار والاختراع لدى الطلبة ولتعزّيز البحث العلمي.

وفي إطار إنجاح البرنامج  قامت إدارة المدرسة بتنظيم ورشات عمل لشرح النظام لأولياء الأمور والأساتذة والطلبة، من قبل بعض الخبراء الأمريكيين في المجال (ديسكفري أديكيشن)،

كان أبرزها ورش عمل للمعلمين، لتهيئة أعضاء الهيئة التعليمية والتدريسية وتدريبهم على كيفية التعامل مع هذه التطبيقات، بالإضافة إلى إقامة ورش وتطبيقات داخل الفصول مع الطلبة لتهيئتهم على التأقلم مع هذا النظام ليكون الإبداع لديهم متقدما، الغانم (2016).

أما في باقي الدول العربية فهناك دعوات ونداءات لتطبيق نظام “ستم” في المدارس لتشجيع الطلاب على دراسة العلوم والرياضيات والهندسة، حيث أنها من المواد الصعبة التي يهرب منها الطلاب عادة (سوبر حوا ،2015).


المراجع والمصادر

1- القران الكريم.
2- أبو القاسم على عباس محمد الفرماوي (2009)  المعلم وطرق التدريس من أجل تقنيات التعليم الحديثة مصر جامعة قناة السويس التربية.
3- بابكر، المكاشفي محمود (2011):مدى فاعلية أساليب تدريس الرياضيات في تكوين اتجاهات تلاميذ الحلقة الثالثة نحو الرياضيات، ماجستير،  جامعة أفريقيا العالمية، السودان.
4- جيان ليو وآخرون (ب ت): التعليم من أجل المستقبل التجربة العالمية لتطوير مهارات  وكفاءات القرن الحادي والعشرين، مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم، مؤسسة قطر.
5- حسانين، بدرية محمد(2016): معايير العلوم للجيل القادم، المجلة التربوية، كلية التربية سوهاج، مصر.
6- الحلية، محمد محمود(2000):تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق، دار المسرة.
7- خليفة، أحمد حسن (2011): أثر تدريس العلوم بطريق الاكتشاف الموجه في المختبر على التحصيل الدراسي، مجلة دمشق المجلد 27 العدد 3-4
8- الدوسري ، هند مبارك(2015): واقع تجربة المملكة العربية السعودية  stem في تعليم في ضوء التجارب العالمية، كتاب بحوث  مؤتمر التميز في تعلم وتعليم العلوم والرياضيات الأول، السعودية.
9- سوبر حوا (2015): ماذا تعرف عن نظام التعليم الحر “Stem”؟
www.alaraby.co.sup
10- الشمري مها، (2017): تفوق وتوافق رؤية الحاضر للمستقبل مع أهداف (2030)STEM Education
http://www.al-jazirah.com/2017/20170115/wz1.htm#service-one
11- صالح، إبراهيم حسن(2016) التعليم الإلكتروني . نشر المقال في مجلة التعليم الإلكتروني – جامعة المنصورة
http://the-e-learning.blogspot.com/2016/03/stem-3-3-2016-stem-2001-80.html
12- عباس سبتي (ANDY  LARMAND(2016):  تطبيقات  STEM  للتلاميذ الصغار (STEM Apps for Young Students)
http://tarba22.blogspot.com/2016/05/stem.html
13- عبد السميع،خليفة  (1985): تدريس الرياضيات في التعليم الأساسي، مطبعة الأنجلو المصرية .مصر.
14- غانم، تفيدة (2015): مناهج  )   STEM العلوم – التكنولوجيا – التصميم الهندسي – الرياضيات.(
15- غانم، تفيدة سيد (2012):   تصميم مناهج المتفوقين  في ضوء مدخل  STEM )) العلوم – التكنولوجيا – التصميم الهندسي – الرياضيات( في  المرحلة الثانوية، المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية شعبة بحوث تطوير المناهج، مصر.
16- (2010): تقويم طرائق تدريس  مادة الرياضيات لتلاميذ الصف السابع بمرحلة الأساس في السودان  9،ماجستير ، جامعة سنار- السودان.
17- محمد، ياسمين(2017) معلومة عن مدارس المتفوقين، هل تختلف عن الثانوية العادية؟
http://www.eulc.edu.eg/eulc_v5/libraries/EPublishedJournal.aspx?fn=ViewOneJournalPaper&ScopeID=1.&BibID=10824778&PaperID=9001142.
18- ياسين، إسماعيل (2015): العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتعليم
https://www.linkedin.com

المراجع الأجنبية

19- Azza، Sharkawy، David، Barlex، Malcolm، Welch، Joan، McDuff
Nancy، Craig. (2009):  Adapting a curriculum unitto facilitate interaction    between technology، mathematics and science in the elementary classroom  identifying relevant   criteria. Design and Technology Education، Vol.   14، No.1.
20- Denise M. Bressler1، Suparna Sinha1، David J. Shernoff1
Lynda Ginsburg1(2017)         : Assessing teacher education and professional development needs for the implementation of integrated approaches to STEM education
International Journal of STEM Education
https://doi.org/10.1186/s40594-017-0068-1
21- Elaine J. Hom، :(2014)   What is STEM Education?
tps://www.livescience.com/43296-what-is-stem-education.html.
22- Esthe Bouchillon (2017) : STEM Education Definition importance and standards                                                                                                       www،study .com /academy
23- Jackie،Grester (2015:stem for elemenlarg  school stem students  how to instill aliflong  love of science
www Blog.iat.com
24- STEM learning through engineering design:   (2015) Donna T King1،  4-Lyn D Englis
fourth-grade students’ investigations in aerospace
International Journal of STEM Education
https://doi.org/10.1186/s40594-015-0027-7
25- Mentzer، Nathan، (2011): High school engineering and technology education integration through design challenge
Journal of STEM Teacher Education، v.48، n.2، pp103-136.
26- Morella، Michael (2012). “U.S. News Inducts Five to STEM Leadership Hall of Fame.
http://tarba22.blogspot.com/2016/05/stem.html
27- Nyet Moi Siew، Nazir Amir، Chin Lu Chong، SpringerPlus(2015): The perceptions of pre-service and in-service teachers regarding a project-based STEM approach to teaching science          https://doi.org/10.1186/2193-1801-4-8     .
28- Primer. Fas.org. Retrieved) 2017(:”What We Do. The National Science Foundation
29- Patrice M. Jacquelyn K Erica J.: Student learning outcomes from a pilot medical innovations course with nursing، engineering، and biology undergraduate students International Journal of STEM Education20174:33 https://doi.org/10.1186/s40594-017-0095-y
30- So Yoon Yoon، Johannes Strobe:(2017): Trends in Texas high school           enrollment in mathematics، science، and CTE-STEM courses
International Journal of STEM Education
https://doi.org/10.1186/s40594-017-0063-6
31- Saeid Charles Robin  Hathaway، Şenay Purze  Molly    : (2015)
An exploratory study of informed engineering design behaviors associated with scientific explanations
International Journal of STEM Education20152:9
https://doi.org/10.1186/s40594-015-0019-7
32-  Guest commentary(  2016   ) A STEM in Collier County to reach their future..
STEMTEC. Fivecolleges.edu.
33- Jane J. Lee (2012). Obama’s Budget Shuffles STEM Education Deck. American Association for the Advancement of Science
34- Designing for STEM Integration:(2013)  Leema K. Berland
Journal of Pre-College Engineering Education Research (J-PEER  docs.lib.purdue.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1078&context=jpeer)

البحث في Google:





عن د. رويدة حسين أحمد

باحثة حاصلة على دكتوراه في علم النفس التربوي، السودان.

3 تعليقات

  1. شكرا دكتورة على هذا المقال الشامل الرصين. أحب هنا أن نتذكر علماءنا المسلمين الذين انتهجوا هذا النهج التكاملي، فكان الطبيب منهم مهندسا وفيلسوفا ورياضيا فذا.

  2. مروان محمد العيسه

    كل الشكر والاحترام للجهود الطيبة في زمن قل فيه العطاء الشمولي ، عمل يستحق النشر والتعميم

  3. حماد فضل المولى

    شكرا على المقال بس لا يوجد في قائمة المراجع المرجع الموجود داخل المقال (Jeffrey,2012).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *