5 عبارات لا يجب أبدا أن يسمعها طفلك

التربية الصالحة و بناء شخصية متزنة نفسيا و جسمانيا غاية كل الآباء و الأمهات و منتهى آمالهم، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فكثيرا ما تكون النتائج مخيبة للآمال بسبب أخطاء ترتكب في تربية الطفل خلال سنواته الأولى، أخطرها عبارات نطلقها جزافا و لا نلقي لها بالا، و لكن وقعها في نفس الطفل شديد و ملازم له في جميع مراحل حياته.

هذه العبارات الشديدة الأثر، لخصتها الأخصائية النفسانية نجلاء بوخريص في مقال لها باللغة الفرنسية في 5 عبارات يجب تجنبها خلال التعامل مع الطفل مهما كان الأمر و مهما بلغ بنا الغضب، و التي سنحاول إيجازها فيما يلي من هذا المقال:

1- ” أنت مجرد خطأ ، ما كان يجب أن تولد “

لعلها أخطر عبارة يمكن أن تُلقى على مسامع الطفل، و ستؤدي حتما إلى جرح مشاعره و زعزعة ثقته بنفسه، و ستجعله يحس بأنه منبوذ. لذلك يجب تفادي هذه العبارة المدمرة مهما بلغت درجة إحباطك من سلوك الطفل.

2- ” أسرع و إلا تركتك هنا “

2007_report_child_plane-resize-crop-675x450

الأطفال لا يدركون مفهوم الزمن كما يدركه الكبار، لذلك فهذه العبارة لا تعنيه إلا في شقها الثاني، و لا تزيد لديه سوى الخوف من الهجر و الانفصال و الإحساس بعدم الأمان داخل الأسرة، خصوصا إذا كانت هذه الأخيرة تطبعها الصراعات و المشاكل بين الأبوين.

3- ” أنت دائما تفشل في إنجاز ما يطلب منك “

kids--is-comparing-your-child-to-others-so-bad

الهدف من إطلاق هذه العبارة هو تحفيز الطفل للنجاح في إنجاز المهام التي تطلب منه، لكن النتيجة تكون عكسية تماما، فما يفهمه الطفل من كلامك هو أنه غير قادر على فعل شيء بشكل جيد، مما يؤثر سلبا على ثقته بنفسه. يمكنك بدلا من ذلك أن تقول له مثلا: ” أريد منك أن تنجز ما يلي بهذه الطريقة ” مع تدقيق المهمة المطلوبة، و سترى آنذاك أنه بالفعل قادر على النجاح في إنجاز المهام حين يطلب منه ذلك بالطريقة الصحيحة.

4- ” كنت أود أن تكون مثل أخيك / أختك “

Different-kids

لا أحد يحب أن يقارن مع أي كان. الجميع يريدون أن يكونوا موضع تقدير لشخوصهم و ذواتهم. فالطفل الذي يسمع مثل هذه العبارات المحبطة، لا محالة سيشعر  بالنقص والعجز و الإقصاء من طرف الآخرين.

5- تعليقات و عبارات سلبية تصدر من أحد الوالدين في حق الآخر.

landscape-1467629642-divorce1

مهما كانت الظروف و حجم الخلاف، فلا يجب أبدا أن يوظف الأطفال لتصفية الحسابات بين الزوجين، أو يسعى أحدهما لتشويه صورة الآخر لدى الأبناء، ظنا منه أنه سيجعل الأبناء في صفه، بينما النتيجة عكس ذلك تماما و تظهر للأطفال مدى هشاشة العلاقة بين والديهم، مما يشعرهم بعدم الأمان. إذا حدث و فقدت السيطرة يوما على أقوالك، و حدثت طفلك بمثل هذه الأحاديث، فالحل الأمثل يكمن في أن تعتذر له و تقول له أنك كنت في حالة غضب و أنك لم تكن تعني ما تقول.

يحتاج الأطفال دائما للتشجيع و التحفيز  من طرف الوالدين، للمساعدة على بناء الثقة بالذات و احترامها، لذلك وجب علينا الاحتياط عند الحديث مع أطفالنا بغض النظر عن حالتنا النفسية، فالكثير من المنحرفين كان سببهم كلمات أو عبارات رددت على مسامعهم حين كانوا صغارا، و قلبت حياتهم رأسا على عقب.

البحث في Google:





عن د. الحسين اوباري

مستشار في التوجيه التربوي، دكتوراه الدولة في القانون العام وعلم السياسة، مدون و مهتم بالعلوم القانونية وعلم السياسة وبالتقنيات الحديثة في التوجيه والاستشارة والتعليم، عضو الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي (AMCOPE)، عضو الجمعية الأمريكية للاستشارة (ACA)، عضو مؤسس و محرر بموقع "تعليم جديد"، أستاذ معتمد من مايكروسوفت (MCE) و حاصل على شهادة متخصص مايكروسوفت أوفيس (MOS)، و عدة شهادات في تكنولوجيا الإعلام والاتصال.

7 تعليقات

  1. ابن موفق

    احسنت وبارك الله فيك
    هل هناك العاب تجمع بين عمل الذهن والحركة تظهر لنا؟

  2. ربيع ربيع

    الحب أقوى من كل عتاب وإن اشتد أمام الحب ذاب فما علينا إلا أن نمكن أطفالنا من الاحساس بما نكنه لهم من حب فيمحو كل ما قد نرتكبه تجاههم من أخطاء …بارك الله فيك أستاذ.

  3. د عبدالرحمن جابر حسن

    هذه من شيم الاسلام

  4. محمد عبد القادر طاهر من الصومال

    الحمد لله والصلاة والصلام علي اشرف الانبياء والمرسلين نحتااج مثل هذالموضوع

  5. د. محمود أبو فنه

    جزيل الشكر للأستاذ الحسين اوباري على مقالته
    الهادفة التي يجدر بأولياء الأمور الاطّلاع عليها
    والعمل بهديها، لأنّ الصغار – كما ورد في المقالة –
    شديدو الحساسيّة، ويحتاجون للدعم والتشجيع والقبول.
    ولنتذكّر العبارة: “النبوءة التي تحقّق ذاتها” –
    فنظرةالأهل وتوقّعاتهم ومعاملتهم للصغار تقرّر مستقبلهم!

    • شكرا لكم دكتور محمود، شرفتنا بمرورك، و شرفتنا أكثر بتعليقك، فكما ذكرتم، توقعاتنا و معاملتنا و تحفيزاتنا هي من تحدد مستقبل الأطفال و نظرتهم لذواتهم. شكرا لكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *