أن يعتقد الآباء أن أطفالهم أذكياء فهذا شعور عادي لا داعي أن نحرمهم منه، لأن ذلك يعزز ثقة الطفل بنفسه و يخلق علاقة قوية بينه و بين محيطه. لكن المعلم برؤيته المحايدة و بحكم تجربته، سرعان ما يميز بين تلميذ ذكي و آخر أقل ذكاء، و هنا يمكن الحديث عن الذكاءات المتعددة و تجلياتها المتعددة في الحقل التربوي وضرورة أخذها بعين الاعتبار في مناهج التدريس الفارقي لكن هذا ليس هو موضوعنا في هذا المقال.
ما نجهله ربما هو أن الطفل الذكي ليس بالضرورة موهوبا، لأن الطفل الموهوب يدخل ضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة و بالتالي يستدعي منا رعاية خاصة و سعيا ممنهجا إلى تطوير طرق تعليمه و محاولة إرشاده و إرشاد المحيطين به نفسيًا نظرًا للحالة الوجدانية الانتقالية التي تميزه عن الطفل العادي.
لكن، كيف تعرف أن طفلك موهوب؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي يطرحه معظمنا قبل الخوض في كيفية التعامل مع هذه الفئة. لدى سنستعرض مجموعة من الصفات التي يتميز بها الطفل الموهوب من الناحية الاجتماعية و النفسية و العاطفية و حتى المعرفية و اللغوية.
1- الصفات المعرفية:
إضافة لحبه للعلم و المعرفة يتميز الطفل الموهوب بصفات عديدة حيث أنه:
- دقيق الملاحظة.
- شديد الفضول.
- شديد الاهتمام بالمعلومات.
- ذاكرته قوية.
- ينتبه إلى ما حوله.
- مهارات عالية في التفكير و البرهان.
- قدرة هائلة على التجريد و إدراك المفاهيم.
- يربط بين الأفكار و الأشياء و الوقائع بسهولة و بسرعة.
- مهارات فائقة في حل المشاكل و إنجاز المهام المعقدة.
- يتعلم بسرعة بدون الحاجة إلى تدريب طويل و ممارسة متكررة.
- خيال واسع وقدرة نادرة على الإبداع.
- يميل إلى الكتب و المجلات و البرامج التلفزية الخاصة بالكون و أصل الإنسان و الفلك…
- يحب الألعاب المعقدة.
- يستمتع بتعلم أشياء جديدة.
- يستمتع بالأنشطة الفكرية.
- يفضل المجلات و الكتب الخاصة بالأطفال الأكبر سنا.
2- الصفات الاجتماعية و الوجدانية :
الطفل الموهوب له مهارات اجتماعية فريدة و كذلك سمات سوسيو-نفسية خاصة به فهو:
- يهتم بالقضايا و النقاشات الفلسفية والاجتماعية في سن مبكرة.
- يهيمن على النقاش و الحوار.
- حساس جدا عاطفيا و جسديا.
- يميل إلى العزلة.
- يبدي قلقا فريدا إزاء الظلم و عدم الإنصاف.
- يحب الكمال في إنجاز المهام.
- طاقة هائلة في الحركة و الحديث.
- روح دعابة متطورة.
- حافزية داخلية غير عادية.
- علاقاته جيدة مع أبويه و مدرسيه و البالغين بصفة عامة.
- برودة أعصاب عجيبة حتى في المواقف الصعبة.
- يمتاز بالشك و النقد و التقييم المستمر للأحداث و الأشياء.
- روح قيادية متميزة.
3- الصفات اللغوية:
إن المدرس في الغالب هو من يمكنه اكتشاف القدرات اللغوية للطفل الموهوب مبكرا فهذا الأخير:
- يمتلك رصيدا لغويا غنيا جدا Extensive Vocabulary.
- قد يتعلم القراءة في سن مبكرة.
- يستعمل جملا طويلة و معقدة مبكرا.
- يقرِأ و يتكلم بسرعة غير عادية.
- يطرح أسئلة غير اعتيادية من قبيل: ماذا لو؟ كيف ذلك؟
- ستعمل أسلوبا متقدما في الإقناع.
من الصعوبة بما كان أن تجتمع هذه الصفات كلها في طفل موهوب لكن كن متيقنا أن الموهبة لا تحتاج مجهودا كبيرا لكي تظهر للعيان، فالمهم من ذلك هو أن ندع أطفالنا يعبرون عن أنفسهم و يلعبون كما شاؤوا فذلك عالمهم وليس لنا إلا نراقب و نوجه و نقوم.
السلام عليكم
مقال لطيف و وصف دقيق للطفل الموهوب .
كيف يمكن التواصل مع الأستاذ نجيب زوحي؟